جهود عربية لتكثيف إغاثة المناطق السورية المحاصرة

مسؤول إغاثي لـ«الشرق الأوسط»: نسعى للاستفادة من الهدنة في توصيل مساعدات عاجلة

جهود عربية لتكثيف إغاثة المناطق السورية المحاصرة
TT

جهود عربية لتكثيف إغاثة المناطق السورية المحاصرة

جهود عربية لتكثيف إغاثة المناطق السورية المحاصرة

كشف مسؤول عربي عن تنسيق يجري بين المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، ومنظمات الأمم المتحدة، للاستفادة من الهدنة في توصيل مساعدات عاجلة إلى المناطق السورية المحاصرة.
وأضاف المسؤول العربي (فضل عدم الكشف عن اسمه) لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع في سوريا صعب للغاية مع ممارسة النظام السوري الحصار على بعض المناطق، مبينًا في السياق نفسه، أنه بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري، التي تعتبر شريكة مع منظمات الهلال الأحمر العربي، يتم التحضير لتكثيف المساعدات الإنسانية.
وقال: «تكثيف المساعدات الطبية والإغاثية، يأتي وفقًا للاحتياجات التي تطلبها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، إضافة إلى التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي توصل مساعدات للمحتاجين، سواء كانت طبية أو غذائية»، مشيرًا إلى أن بعض دول الخليج العربي تعمل على مشاريع للعمل الإغاثي في الداخل السوري.
وتطرق إلى أن المساعدات الإنسانية لسوريا يتم تأمينها في الوقت الراهن بشكل احترافي من خلال المخازن التي تتوفر فيها المعدات الطبية والمواد الغذائية، مؤكدًا أن تقدير الاحتياجات الطبية يتم وفقًا لدراسة الأوضاع بالميدان، ومعرفة طرق التوصيل.
وذكر أن جهود الهلال الأحمر السوري في الميدان «كبيرة»، مؤكدًا أن المنظمة العربية لهلال الأحمر تدعم جهودها بكل ما تستطيع من إمكانات.
وشهدت بعض المناطق السورية المحاصرة أخيرًا، وصول مساعدات غذائية، تطبيقًا لاتفاق ميونيخ، وقرار مجلس الأمن 2254. مع وجود أصوات ظهرت تشّكك فيه استمرارية النظام بالسماح للمنظمات الإنسانية في الوصول إلى الأماكن المحاصرة.
من جهة أخرى، تشارك المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بحضور عدد من جمعيات الهلال الأحمر الوطنية الخليجية والعربية في معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير (ديهاد) الثاني عشر، الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 21 إلى 23 من مارس (آذار) الحالي. وبين الدكتور صالح السحيباني، الأمين العام للمنظمة أن مشاركة المنظمة تأتي في ظل دور المنظمة القائم على تنسيق العمل العربي الإنساني الرامي إلى تخفيف معاناة المتضررين، وتحقيق الاستجابة العاجلة للمحتاجين وتوثيق المساعدات التي تقدمها الجمعيات، ومشاركة مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى.
ويهدف المؤتمر إلى الإسهام في تعزيز المساعدات الإنسانية والإنمائية الدولية الحقيقية من الناحية الفنية والمبدئية، وتنسيق عمليات التواصل بين مختلف المنظمات والجمعيات الإغاثية على مستوى العالم لتسهيل المشاركة في تلبية احتياجات المتضررين من الأزمات والكوارث، أو الآثار السلبية لنقص التنمية، كما يعتبر الحدث منصة تشارك فيها الجهات الحكومية والمدنية والجهات التطوعية والإغاثية من مختلف دول العالم لتكثيف أواصر التعاون والجهود في دعم المحتاجين بين مقدمي العمل الإغاثي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.