إسرائيل تمنع دخول وزيرة إندونيسية إلى الضفة الغربية

رفضت عرضًا للقاء مسؤول في حكومة نتنياهو في القدس

إسرائيل تمنع دخول وزيرة إندونيسية  إلى الضفة الغربية
TT

إسرائيل تمنع دخول وزيرة إندونيسية إلى الضفة الغربية

إسرائيل تمنع دخول وزيرة إندونيسية  إلى الضفة الغربية

منعت إسرائيل دخول وزيرة الخارجية الإندونيسية، رِتنو مارسودي، الضفة الغربية ولقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وذلك في إطار خطة جديدة ترمي إلى فرض العزلة على السلطة الفلسطينية، وانتقاما من الوزيرة الضيفة التي أعلنت أنها لن تزور القدس ولن تلتقي أي مسؤول إسرائيلي فيها.
وكانت الوزيرة مارسودي قد خططت لأن تصل إلى رام الله لافتتاح قنصلية فخرية لبلادها. وحسب برنامجها، كان المفترض أن تطير بمروحية أردنية ملكية إلى رام الله. ويحتاج الطيران فوق الضفة الغربية إلى تصريح من إسرائيل، كونها تحتل هذه المنطقة منذ عام 1967، وتسيطر عليها أمنيا أيضا من الجو. وحسب مصدر إسرائيلي، دارت مفاوضات عبر طرف ثالث، بين الوزيرة الإندونيسية وبين السلطات المختصة في إسرائيل. وفرضت إسرائيل في البداية، شرطا بان تصل الوزيرة إلى القدس وتلتقي مسؤولا في حكومة نتنياهو. وعندما رفضت، راحوا يخفضون شرطهم إلى «لقاء غير علني»، ثم «زيارة للقدس بلا لقاءات سياسية»، ثم «زيارة فقط للأقصى». وعندما كان الجواب واحدا: القدس مدينة محتلة، والحكومة الإسرائيلية حكومة احتلال، ولن أغير شيئا في برنامجي بزيارة رام الله وحدها، جاء القرار الإسرائيلي بمنعها من الدخول بتاتا.
وقد استنكرت السلطة الفلسطينية القرار الإسرائيلي التعسفي، ورأت فيه محاولات انتقامية من السلطة كونها ترفض الإملاءات الإسرائيلية السياسية. وسافر رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، إلى الأردن، خصيصا للقاء الوزيرة مارسودي في عمان.
يذكر أنه ما من علاقات رسمية بين إسرائيل وإندونيسيا، على الرغم من وجود علاقات تجارية. وهناك، بحسب مصادر مختلفة، علاقات غير رسمية بين الحكومتين، حيث يعتبر النظام الإندونيسي معتدلا، نسبيا، في تعامله مع إسرائيل، ويعلن استعداده لعلاقات كاملة معها في حال قبول مبادرة السلام العربية وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويشير مراقبون إسرائيليون، إلى أن قرار منع زيارة الوزيرة الإندونيسية، جاء ردا على قرار صدر في جاكرتا من قبل منظمة التعاون الإسلامي، يدعو إلى مقاطعة منتجات المستوطنات. وكانت الوزيرة مارسودي، قد أعربت عن دعمها لحل دولتين لشعبين، ووصفته بـ«الإمكانية العملية الوحيدة».
ويقدر مسؤولون آخرون في إسرائيل، أن السبب هو قرار إسرائيلي غير معلن لفرض العزلة على قيادة السلطة، وعدم استعداد القيادة الفلسطينية لاستنكار الهجمات الحاصلة في الشهور الأخيرة. لكن التقدير السائد، هو أن القرار يعود لرفض الوزيرة الإندونيسية زيارة القدس المحتلة ولقاء مسؤولين إسرائيليين.
فقد قرر رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، الانتقام، وهو أحد سمات شخصيته المعروفة.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.