معرض برلين: 6.3 مليار دولار أرباحًا.. ونتائج متواضعة لـ«الربيع العربي»

«كاناي» و«ماريو» يخطفان الأنظار.. والاقتصاد العالمي يضغط على الجميع

زائرتان لمعرض برلين تتابعان فيلما ترويجيا عن السياحة في مدينة بافاريا خلال معرض برلين السياحي (أ.ف.ب)
زائرتان لمعرض برلين تتابعان فيلما ترويجيا عن السياحة في مدينة بافاريا خلال معرض برلين السياحي (أ.ف.ب)
TT

معرض برلين: 6.3 مليار دولار أرباحًا.. ونتائج متواضعة لـ«الربيع العربي»

زائرتان لمعرض برلين تتابعان فيلما ترويجيا عن السياحة في مدينة بافاريا خلال معرض برلين السياحي (أ.ف.ب)
زائرتان لمعرض برلين تتابعان فيلما ترويجيا عن السياحة في مدينة بافاريا خلال معرض برلين السياحي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي نجح فيه أكبر معرض عالمي للسياحة والسفر على مستوى العالم، والذي يعقد سنويا في مدينة برلين الألمانية، في جذب الأنظار كالعادة، خاصة مع استعانة إدارة المعرض هذا العام بـ«كاناي» و«ماريو»، وهما شخصيتان آليتان، للترحيب بالزوار.. لم تحظ الدول العربية المشاركة، خاصة مصر وتونس اللتين كانتا تطمحان بشكل كبير إلى تحسين صورتيهما المتضررة منذ فترة على المستوى السياحي، بنجاح لافت.
ورغم إعلان الشركة المنظمة لمعرض السياحة الدولية (آي تي بي) أن عائدات الصفقات التي تم إبرامها خلال معرض العام الحالي، والذي احتفل بدورته رقم 50. قاربت سبعة مليارات يورو (أكثر من 6.3 مليار دولار)، إلا أن عددا من المشاركين من مصر وتونس أشاروا إلى «إحباطات» نتيجة انخفاض النتائج كثيرا عن سقف توقعاتهم. ويشار إلى أن هذا الرقم يتجاوز الرقم القياسي الذي كان معرض (آي تي بي) حققه في نسخة العام الماضي، عندما وصلت المبيعات إلى 6.7 مليار يورو.
وما بين معرض العام السابق والعام الحالي، شهدت خريطة السياحة «منخفضة التكلفة» انقلابا كبيرا، نتيجة ما تعرضت له عدد من أبرز الدول السياحية خاصة في إقليم البحر المتوسط من أزمات، وعلى رأسها لبنان وتونس ومصر وتركيا. إلى جانب ما يشهده العالم من اضطراب مالي وتباطؤ اقتصادي، وهو الوضع الذي لا يساعد الطبقة المتوسطة الغالبة عالميا على التوجه إلى دول أخرى أكثر كلفة من حيث السياحة.
وعلى مدار خمسة أيام، خصصت ثلاثة منها للزائرين المتخصصين ويومين للجمهور، بلغ عدد زوار النسخة الخمسين من أكبر ملتقى لصناع السياحة في العالم، نحو 180 ألف زائر منهم 120 ألف متخصص.
وقدمت في معرض العام الحالي نحو 10000 شركة عروضها لزيارة مقاصد سياحية في 187 دولة ومنطقة، وكانت جزر المالديف ضيف شرف معرض العام الحالي.
من جانبه، قال كريستيان جوكه رئيس المعرض إن الناس «يصبحون على استعداد للتخلي عن رحلاتهم الترفيهية في الأزمنة التي يكون فيها شعور بعدم الاستقرار»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وبلغت قيمة الأموال التي أنفقها الألمان على الرحلات في العام 2015 نفس المستوى تقريبا الذي بلغته في العام 2014. وقدرت دراسة هذه الأموال بنحو 87 مليار يورو.
واتسمت الحجوزات لرحلات موسم الصيف المقبل هذا العام بالتردد نظرا للقلق من وقوع هجمات إرهابية والقلق حيال أزمة اللاجئين، ورغم ذلك فإن نظرة قطاع السياحة للمستقبل إيجابية وذلك بفضل مناخ الاستهلاك الجيد والوضع المستقر في سوق العمل.
* طموحات مصرية.. وإحباط
وحاولت وزارة السياحة المصرية من خلال وجودها في المعرض، وكشريك ثقافي في المعرض أيضا، تكثيف الجهود المبذولة لاستعادة الحركة السياحية، وتغيير الصورة الذهنية عن المعلم السياحي المصري، في ظل تراجع الحجوزات الفندقية بمصر خلال الفترة الأخيرة، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتغيرت معالم السياحة في مصر خلال أواخر عام 2015 وبلغت خسائر قطاع السياحة في مصر نحو 2.2 مليار جنيه شهريًا (نحو 280 مليون دولار) وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة المصري، متأثرة بحادث سقوط الطائرة الروسية فوق جزيرة سيناء في أكتوبر من العام الماضي ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 244 شخصا.
وانخفض عدد السائحين الوافدين لمصر خلال العام الماضي بنحو 600 ألف سائح ليصل إلى 9.3 مليون سائح، مقارنة بعام 2014، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري.
وكان القطاع يشغل ملايين العاملين المصريين حيث كانت مصر تُعد إحدى أكثر الوجهات السياحية الخارجية التي يفضلها الروس لقضاء عطلاتهم تأتي بعدها تركيا، وكانت السياحة الروسية في مصر من أكثر الجنسيات تواجدًا في المدن السياحية المصرية كالغردقة وشرم الشيخ، إلا أن الحال تغير بعد سقوط الطائرة الروسية، وقرار الحكومة الروسية بإيقاف رحلاتها الجوية إلى مصر عقب الحادثة الإرهابية.
وانضمت بريطانيا إلى روسيا لاحقا في قرار الحظر، وتراجعت الحجوزات السياحية إلى مصر في نهاية عام 2015 بنسبة 10 في المائة عن العام السابق له، الأمر الذي أسهم في تحقيق خسائر لقطاع السياحة هي الأكبر منذ 20 عامًا، إضافة إلى تجفيف أحد أبرز منابع دخول العملة الأجنبية إلى مصر.
وقال جهاز الإحصاء، في بيان النشرة السنوية للسياحة لعام 2015. إن أوروبا الشرقية كانت أكثر المناطق إيفادا للسائحين في 2015 بنسبة 37.7 في المائة من إجمالي السياح، تليها أوروبا الغربية بنسبة 35.1 في المائة ثم الشرق الأوسط بنسبة 15.2 في المائة.
ومن ناحية أخرى ارتفعت أعداد السائحين العرب خلال نفس العام، حيث قال جهاز الإحصاء إن أعداد السائحين العرب ارتفعت خلال 2015 بنحو مائة ألف سائح مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 1.7 مليون سائح، يمثلون 18.6 في المائة من إجمالي السائحين في هذا العام. لكن عددا من كبار رجال الأعمال المصريين العاملين بالقطاع السياحي من المشاركين في المعرض، أكدوا خيبة أملهم.. حتى إن أحد أبرزهم في هذا المجال قال في تصريح إعلامي: «للمرة الأولى منذ 24 عاما، أشارك في معرض برلين وأخرج دون إبرام أي تعاقدات جديدة»، ملقيا هو وغيره من المشاركين باللوم على استراتيجية وزارة السياحة المصرية خلال المعرض، سواء من حيث الميزانية التي خصصت للدعاية أو الجناح المصري أو طريقة العرض على الزوار.
* تونس تسعى لمداواة جراحها
ورغم المشاكل الأمنية الأخيرة التي شهدتها تونس، والتي أثرت بشكل كبير على القطاع السياحي، فإن الجناح التونسي بالمعرض الدولي للسياحة في برلين شهد إقبالاً معقولا. وسعى مسؤولو قطاع السياحة في تونس إلى الاستفادة من المعرض للتواصل بشكل مباشر مع الشركات السياحية وبحث سبل إنعاش القطاع السياحي، الذي تأثر بشكل كبير بسبب العمليات الإرهابية الأخيرة. لكن هذا الإقبال واجهته أيضا بعض المشكلات، وذلك وسط توقع المراقبين التونسيين أن تواصل السياحة التونسية تراجعها هذا العام أيضا، بسبب التهديدات الإرهابية.
وأمام الجناح التونسي، نقلت «دويتش فيله» الألمانية جملة كاتارينا لوهي، وهي زائرة ألمانية.. والتي لخصت الوضع قائلة: «الحقيقة.. لا أخطط لقضاء العطلة في تونس هذا العام، ولا حتى في أي بلد آخر في شمال أفريقيا».
وكانت لوهي قد تلقت لتوها عرضا من شركة الخطوط الجوية التونسية لاختبار حظها من أجل الفوز برحلة مجانية إلى تونس.. لكنها رفضت ذلك بلطف، لتصدم صاحب الدعوة.. وتلخص الوضع بين السائحين والدول العربية التي تضررت. وتابعت لوهي: «شمال أفريقيا هي منطقة تثير الرعب لديَ، كنت أحلم في الماضي، بالسفر إلى مصر أو تونس. أما اليوم، فأفضل قضاء العطلة في البرتغال أو إيطاليا.. أو غيرهما من دول جنوب أوروبا».
وتراجعت إيرادات السياحة في تونس على مدى عشرة أشهر من 2015 بأكثر من 33 في المائة، كما انخفض عدد السياح بنحو 34 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من 2014. وحققت إيرادات السياحة تراجعا بلغ 33.4 في المائة حتى نهاية أكتوبر(تشرين الأول) الماضي مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 950 مليون يورو، وفقا لبيانات البنك المركزي التونسي.
وانعكس تراجع عدد السياح والإيرادات المالية للسياحة على نشاط المؤسسات السياحية، وخاصة الفنادق التي أغلق نحو 25 في المائة منها بأواخر عام 2015.
وشاركت تونس في معرض بورصة برلين في محاولة لتنشيط قطاع السياحة والترويج للبلاد أمام العالم، وتعد السياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس، إذ تشغل أربعمائة ألف شخص بصورة مباشرة وغير مباشرة، وتسهم بنسبة 7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، وتدر ما بين 18 و20 في المائة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية.
ويُعد «ITB برلين» من أهم المعارض السياحية في العالم والمعروفة بـ«قمة العالم السياحية»، حيث يشارك فيه صناع القرار السياحي وممثلو القطاع السياحي من مختلف دول العالم، ما يعد فرصة حقيقية لتحسين الصورة الذهنية والترويج للسياحة المحلية.
* كاناي وماريو بطلا المعرض
وفي أروقة المعرض، الذي بدأ أعماله يوم 9 مارس (آذار) الحالي، واختتمها يوم الأحد، كان من اللافت ترحيب «تشيهيرا كاناي» بالزوار، وردها على الأسئلة، وإرشاد الناس للاتجاه الصحيح.. لكنها قابلت بصمت طلب أحد المارة دعوتها على العشاء. وتشيهيرا كاناي، رغم مظهرها البشري المفعم بالحياة وشعرها البني الطويل، لا تزيد عن كونها إنسانا آليا، وهي النسخة الثالثة من روبوت بشكل بشري طورته شركة توشيبا يمكنه فقط الرد على أسئلة مبرمجة سلفا.
وانضم إليها في معرض برلين الدولي للسياحة والسفر يوم الخميس الماضي روبوت مضيف آخر يدعى ماريو، وهو صغير الحجم باللونين الأبيض والأحمر وصنعته شركة الديباران روبوتيكس الفرنسية، وهو ما يظهر إمكانية استخدام مثل هذه الأجهزة في قطاع السفر والسياحة في خدمات مثل الحجز لنزلاء الفنادق.
وقال فابريس جوفين، أحد مؤسسي شركة كيو بي إم تي، المسؤولة عن برمجة ماريو، لـ«رويترز» في المعرض: «الهدف هو جعل الناس يبتسمون ومنحهم تجربة فريدة. لن يحل الروبوت محل الموظفين». ويختبر فندق ماريوت، في مدينة جنت البلجيكية، الروبوت ماريو ويستخدمه في تسليم مفاتيح الغرف للنزلاء والترحيب بالضيوف وجعل الاجتماعات التي تعقد في الفندق أكثر حيوية بقراءة العروض التقديمية. وحرص الفندق على التأكيد على أن ماريو لن يحل محل العاملين البشر. كما تختبر شركة «إير فرانس – كيه إل إم»، روبوتا مرشدا يدعى سبنسر يساعد الركاب على معرفة طريقهم عبر مطار شيفول بأمستردام وهو من أكبر مطارات أوروبا. وأظهر استطلاع رأي أجراه موقع «ترافلزو» الإلكتروني للسياحة والترفيه مع مسافرين في أنحاء بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وكندا والبرازيل واليابان والولايات المتحدة والصين أن 80 في المائة من المستهلكين يتوقعون أن تلعب الروبوتات دورا كبيرا في حياتهم قبل حلول عام 2020.
لكن استطلاع الرأي أظهر أن الناس ما زالوا يريدون اللمسة البشرية أثناء قضاء عطلاتهم، وفي بلدان معينة مثل ألمانيا وفرنسا بدا المستهلكون أكثر تشككا تجاه الدور الذي يمكن للروبوت أن يلعبه.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.