الفريق صالح يطالب الجيش الجزائري برفع درجات الحذر تحسبًا لاعتداء «دواعش ليبيا»

رئيس أركان الجيش تفقد جاهزية القوات المسلحة على الحدود

الفريق صالح يطالب الجيش الجزائري برفع درجات الحذر تحسبًا لاعتداء «دواعش ليبيا»
TT

الفريق صالح يطالب الجيش الجزائري برفع درجات الحذر تحسبًا لاعتداء «دواعش ليبيا»

الفريق صالح يطالب الجيش الجزائري برفع درجات الحذر تحسبًا لاعتداء «دواعش ليبيا»

قال قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، إن الجنود والضباط مطالبون بتوخي أقصى درجات الحيطة تحسّبا لاعتداء إرهابي، قد يكون مصدره الحدود مع ليبيا أو مع تونس. وتعتبر الجزائر نفسها، أكثر دولة تحمّلت تداعيات الاضطرابات التي عاشتها دول مجاورة في 2010 و2011.
وذكر صالح أمس خلال زيارة قادته إلى مواقع القوات العسكرية بجنوب شرقي البلاد، أن «ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة، تُنذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة، وهو ما يملي علينا في الجيش الوطني الشعبي التحلي بالمزيد من الحرص واليقظة، حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها ومحمية ومصانة من كل مكروه، ويبقى مستقبلها، بإذن الله تعالى، بيد أبنائها المخلصين الذين يمضون في بنائها وهم يقدرون تاريخها حق قدره ويُقرون بالعرفان لمن صنع هذا التاريخ الحافل بالأمجاد والمليء بالعبر والدروس».
ويفهم من حديث صالح، وهو في نفس الوقت نائب وزير الدفاع، أن الجيش يتوقع عملا إرهابيا من طرف التنظيم المتطرف «داعش» بليبيا، الذي سبق أن هدد بضرب قوات الأمن الجزائرية. وقال بيان لوزارة الدفاع إن صالح «أسدى تعليمات وتوجيهات عملياتية، تصب جميعها في الحفاظ على الجاهزية القتالية لأفراد الجيش». وأوضح بأنه «حيا الجهود الكبرى المبذولة من طرف الجيش، بغرض إحكام حدودنا إحكاما فعالا بما يتوافق وموجبات تأمين حرمة ترابنا الوطني، وحماية المنشآت الاقتصادية ذات الطابع الاستراتيجي». وهاجمت جماعة مسلحة تتبع للإرهابي مختار بلمختار، منشأة غازية بجنوب شرقي البلاد مطلع 2013. واحتجزت عشرات الفنيين الأجانب. وتدخلت القوات الخاصة الجزائرية لفك أسرهم، فقتلت 30 إرهابيا ومعهم 29 من الرهائن الأجانب.
وقال صالح أمام عدد كبير من العسكريين، تابعوا خطابه: «لا شك أن شهر مارس (آذار) هو من أكثر الشهور تعبيرا عن مثل هذه الدروس، التي تتجلى في التضحيات الكبرى التي قدمها الجزائريون عن طيب خاطر، قربانا من أجل نيل حريتهم واستقلالهم وسيادتهم الوطنية. فذلك هو الشهر الأغر الذي استحق عن جدارة، بأن يحمل بين أيامه المنيرة شعلة عيد النصر الموافق لـ19 مارس من كل سنة، هذا العيد الذي نحتفل هذه السنة بذكراه الرابعة والخمسين». وفي هذا التاريخ من عام 1962 وضعت الحرب ضد الاستعمار الفرنسي أوزارها، بعد صراع دام 7 سنوات دفع فيه الجزائريون مليون ونصف مليون شهيد.
وأفاد صالح محذرا ضمنا من دواعش ليبيا أن «الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، يدرك تمام الإدراك وهو يؤدي واجبه المقدس على كافة ربوع الجزائر، بأنه مطالب اليوم على غرار أسلافه الميامين بالأمس بأن يكون على أهبة الاستعداد لأن يسطر، عند الاقتضاء، ملاحم بطولية، ويقدم التضحيات الجسام في سبيل وطنه، يخوضها بتصميم قوي وإرادة لا تقهر، في ظل قيادة وتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لأنه يعي كل الوعي بأن الثقة التي وضعها فيه شعبه، هي من المكاسب النفسية والغالية التي لن يفرط فيها أبدا، وسيعمل دوما على تمتينها من خلال تحصين الجزائر وشعبها من أي مكروه».
وتأتي تحذيرات الضابط الكبير، بعد ثلاثة أيام من مقتل 3 مسلحين ينتمون لـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بمنطقة الوادي، بجنوب شرقي البلاد. وقد كان بحوزتهم صواريخ مضادة للطيران وقذائف «أر بي جي»، وقطع سلاح رشاش «كلاشنيكوف»، وأسلحة حربية أخرى وكمية كبيرة من الذخيرة. وتتحدث التقارير اليومية لوزارة الدفاع عن اكتشاف أسلحة ومحاولة تسلل متطرفين عبر الحدود.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.