البنك الدولي يشيد بخطوات الكويت للإصلاحات المالية

رعد: الدعم المطلق للسلع والخدمات لا يخدم العدالة الاجتماعية

البنك الدولي يشيد بخطوات الكويت للإصلاحات المالية
TT

البنك الدولي يشيد بخطوات الكويت للإصلاحات المالية

البنك الدولي يشيد بخطوات الكويت للإصلاحات المالية

أعرب فراس رعد، مدير مكتب البنك الدولي في الكويت، عن تأييد البنك للخطوات التي تقوم بها الحكومة والبرلمان الكويتيان نحو إقرار حزمة من الإصلاحات المالية. وذلك تعليقا على ما أعلنته الحكومة الكويتية من عزمها التقدم بخطة إصلاحات اقتصادية تعتمد على 6 محاور.
وكان أنس الصالح، نائب رئيس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة، قد أشار مطلع الأسبوع الحالي إلى أن الحكومة ستقدم خلال أيام وثيقة لمجلس الأمة تتكون من 6 محاور تتمثل في الإصلاح المالي، وإعادة رسم دور الدولة في الاقتصاد الوطني، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، ومشاركة المواطنين في المشروعات، وإصلاح سوق العمل ونظام الخدمة المدنية، والإصلاح التشريعي والمؤسسي والإجراءات المساندة. مشيرًا إلى خطوات واضحة يتخللها 40 برنامج عمل، منها 23 برنامجًا قصيرًا، أي مكثف في البداية، و13 برنامجًا متوسط الأجل، و4 برامج عمل ما بين قصير إلى متوسط الأجل، مشددًا على أن الوضع المالي الكويتي «متين».
وشدد مكتب البنك الدولي في الكويت في حوار مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على أهمية الإصلاحات الاقتصادية بغض النظر عن مستوى أسعار النفط العالمية، مؤكدا أنها «ضرورية في إعادة رسم دور القطاع العام في الحياة الاقتصادية الوطنية، وتهيئة الدولة والمجتمع للتعاطي ضمن بيئة اقتصادية جديدة غير مبنية على النفط على المدى البعيد».
وأعاد رعد التأكيد على موقف البنك الدولي من مسألة ترشيد الدعم، موضحا أن الإنفاق العام على الدعم - إن وجد - يجب أن يوجه نحو «مؤازرة أفراد يستحقون تلقي هذا الدعم؛ وليس نحو دعم سلع أو خدمات في المطلق، إذ تشير معظم التجارب الدولية إلى أن السياسات الداعمة للسلع والخدمات لا تفيد الطبقات الاقتصادية الأقل حظا، بقدر ما تفيد الطبقات المتوسطة والعليا، وهذا الواقع لا يخدم غاية العدالة الاجتماعية».
وأشار إلى أن «العجز المقدر في ميزانية الكويت للسنة المالية المقبلة هو نحو 40 مليار دولار أميركي، وفق تصريحات وزارة المالية الكويتية، سيشكل عبئا إضافيا جديدا على الدولة الكويتية ولا يمكن تغطيته إلا من خلال الاقتراض أو السحب من الاحتياطي العام».
وأوضح أن الدعم «يساهم في نشوء سلوكيات غير صحية في المجتمع عبر تشجيع الإسراف، فضلا عن أن لدعم مشتقات النفط آثارا سلبية على البيئة والاكتظاظ المروري بسبب الاستهلاك المتزايد للمركبات».
وأفاد رعد بأن البنك الدولي يؤيد السير قدما نحو إقرار جملة من القوانين الاقتصادية الجديدة، منها قوانين الضريبة المضافة والضريبة على الأرباح وقانون المناقصات العامة وقوانين الإعسار.
وأشار مكتب البنك الدولي في الكويت إلى أن الاستثمارات الكويتية في الخارج، التي تراكمت عبر العقود الماضية، مكنت الحكومات والاقتصاد الكويتي من تجاوز الكثير من التحديات الاقتصادية والسياسة، بما فيها تبعات الغزو العراقي في تسعينات القرن الماضي.
وكان نائب رئيس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس الصالح أوضح خلال مشاركته في ملتقى الكويت للاستثمار المالي الذي اختتم أعماله مطلع الأسبوع الحالي أن ترشيد الدعم جزء من الإصلاح المالي، والغاية من ذلك الحد من الإسراف في الاستهلاك، لتتمكن الدولة من الاستمرار في خططها التنموية. مؤكدًا أن الحكومة تتحدث بكل شفافية مع السلطة التشريعية وتبين لها مخاطر عدم أخذ إجراءات إصلاحية فورية، مشيرًا إلى أن تمويل العجز سيشمل استقطاعا من صندوق الاحتياطي العام وكذلك طرح سندات في السوق المحلي، وهناك جزء آخر سيكون لإصدار سندات في الأسواق العالمية. وعن تخصيص الشركات النفطية، قال الصالح إن الشركات الخدمية يمكن خصخصتها مثل الناقلات والبترول العالمية، أما الشركات الحكومية فلا يمكن خصخصتها حسب القانون.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.