الدوري الإنجليزي يفتقر «الجودة».. لكنه لن يصيبك بالملل

6 فرق تنافس على اللقب حتى الآن قابلة للزيادة الموسم المقبل

توتنهام وآرسنال ثاني وثالث الترتيب ما زالا ينافسان على اللقب (أ.ف.ب) - رانييري مدرب ليستر متصدر الترتيب وهدافه فاردي (أ.ف.ب)
توتنهام وآرسنال ثاني وثالث الترتيب ما زالا ينافسان على اللقب (أ.ف.ب) - رانييري مدرب ليستر متصدر الترتيب وهدافه فاردي (أ.ف.ب)
TT

الدوري الإنجليزي يفتقر «الجودة».. لكنه لن يصيبك بالملل

توتنهام وآرسنال ثاني وثالث الترتيب ما زالا ينافسان على اللقب (أ.ف.ب) - رانييري مدرب ليستر متصدر الترتيب وهدافه فاردي (أ.ف.ب)
توتنهام وآرسنال ثاني وثالث الترتيب ما زالا ينافسان على اللقب (أ.ف.ب) - رانييري مدرب ليستر متصدر الترتيب وهدافه فاردي (أ.ف.ب)

يعني خروج تشيلسي من دوري أبطال أوروبا توديع نصف الفرق الإنجليزية الأربعة المشاركة في المسابقة الأوروبية الكبرى. وما لم تحدث معجزة في كامب نو الأسبوع المقبل، سيلحق آرسنال بتشيلسي ومانشستر يونايتد الذي سبق أن ودع البطولة مبكرا، ليتبقى فقط مانشستر سيتي، افتراضا بأن الفريق سيتمكن من عبور دينامو كييف في مباراة الإياب الثلاثاء المقبل.
وما لم تصطدم الأندية الإيطالية بمواجهات قاسية هذا الموسم، لكان المقعد الرابع في الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) في دوري الأبطال تعرض لتهديد خطير من أندية الدوري الإيطالي الممتاز «سيري إيه». وفقا للوضع الراهن، حصلت إنجلترا على نصف نقطة أكثر من إيطاليا هذا الموسم، ومع تبقي ناديين إيطاليين فقط في البطولات الأوروبية، أحدهما يوفنتوس، الذي سيلاقي بايرن ميونيخ على ملعب الأخير، بعد أن تعادلا 2 - 2 في جولة الإياب، يفترض أن تزداد هذه الميزة.
وبالنظر إلى ثروة البريميرليغ - لديها 17 من أصل 30 ناديا هم الأعلى دخلا في العالم، وفقا لأحدث تقرير صادر عن مركز ديلويت - فالواقع يقول إن هذا الفارق الضئيل الذي رجح كفة إنجلترا عن إيطاليا في عدد الفرق المشاركة في البطولات الأوروبية يشكل أمرا محرجا إلى حد ما. وإذا كان ثمة شيء آخر، فهو أن اصطدام ليفربول ومانشستر يونايتد في بطولة الدوري الأوروبي الخميس الماضي ضمن للدوري الإنجليزي نصف نقطة إضافية. ويجب أن تكون النسبة الحسابية للدوري الإنجليزي قوية بما يكفي للصمود في مواجهة التحدي الإيطالي لموسم إضافي على الأقل.
لكن هذا لا يغير من حقيقة أن الدوري الإنجليزي يمر بفترة غريبة. وافتراضا بأنه لن تكون هنالك عودة لافتة في بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم من مانشستر سيتي حامل اللقب، سيكون هناك بطل مختلف للدوري لموسم رابع على التوالي. ولم يحدث منذ 1993 - السنة الأولى لهيمنة مانشستر يونايتد - إن كان هناك مثل هذه المنافسة. وقبل ذلك كان 1973. أول سنة لهيمنة ليفربول. ويبدو من غير المرجح أن تكون هذه بداية فترة هيمنة بالنسبة إلى ليستر، أو توتنهام أو آرسنال.
قد يشهد الموسم القادم وجود منافسين على التأهل لدوري الأبطال أكثر شراسة من أي موسم آخر منذ بداية (البريميرليغ) في 1992. وقد يكون هذا أكثر المواسم من حيث التساوي في فرص المنافسة على قمة الدوري على مدار نصف قرن. هناك الأندية الأربعة الأكثر ثراء، مانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي وآرسنال وتشيلسي، وسيكون من بينها ناديان أو ثلاثة تحت إدارة فنية جديدة (مع احتمال أن تزداد الشكوك حول الرابع، وهو أرسين فينغر في آرسنال)، ومن ثم ستكون هذه الأندية في فترة انتقال. يبرز في الموسم القادم توتنهام الذي يملك فريقا مدهشا، وشابا، إلى جانب مدرب ملهم. كذلك هناك ليفربول، مع مدربه الملهم الذي سيكون أمامه فترة الصيف لضبط الفريق على أي طريقة يشاء.
سيكون هؤلاء الستة هم الأبرز، لكن الفرق المساعدة قوية كذلك: وستهام، حيث يتطلع لمركز أعلى على قمة الجدول بعد انتقالهم إلى الملعب الأوليمبي؛ وستوك سيتي، الذي يضم نخبة من اللاعبين الفائزين بدوري أبطال أوروبا سابقا، إلى جانب صفقات بأكثر من 20 مليون جنيه إسترليني؛ وإيفرتون المدفوع باستثمارات جديدة؛ وليستر؛ الذي قد يكون البطل.
ألقى لويس فان غال باللائمة على حقيقة أن الدوري الإنجليزي «بطولة صعبة»، بسبب معاناة فرقها في دوري الأبطال. وإذا كان هذا صحيحا، فستكون بطولة أكثر صعوبة العام القادم. ومن الممكن أن يستقر بيب غوارديولا سريعا ويحول سيتي إلى آلة فوز لا تهدأ، أو أن يجري المدرب الجديد لتشيلسي جراحة عاجلة للفريق ويعيد الحيوية إلى ما تبقى من بطل الموسم الماضي، لكن يبدو الأمر في اللحظة الراهنة كما لو كان الموسم القادم يمكن أن يكون أشبه بشجار هائل بإحدى الحانات في أفلام رعاة البقر الأميركية، حيث تتطاير الزجاجات والكراسي، بينما يقف أجانب أذكياء جانبا، يشحذون خناجرهم، ويراقبون بمزيج من الرعب والإعجاب.
كانت المقولة الشائعة على مدار سنوات هي أن الدوري الإنجليزي مسابقة يستطيع أي فريق فيها أن يهزم أي فريق، وفي حين أن هذا ليس حقيقيا إلى حد بعيد، فقد اقترب الواقع من هذه الصورة مؤخرا؛ حيث هناك فقط 12 مباراة هذا الموسم، حسمت نتيجتها بهامش 4 أهداف أو يزيد؛ مقارنة بـ19 في ألمانيا و24 في إسبانيا. يكذب أداء الفرق الإسبانية في كلتا البطولتين الأوروبيتين (لم يخرج أي من فرقها الـ7 إلى الآن) أي اعتقاد بأن المنافسة هناك تنحصر في 3 أندية فقط، لكن الواقع أن هناك الكثير من المباريات السهلة في الدوري الإسباني (لا ليغا).
في الدوري الإنجليزي يقل الفارق بين قمة وقاع الجدول عن أي دوري آخر في البلدين الآخرين اللذين يملكان 4 مقاعد في دوري الأبطال. وهذا شيء قد يكون مفهوما؛ فقد كان الفارق ضئيلا فيما يتعلق بالعائدات المالية التي حصل عليها بطل الدوري الإنجليزي في موسم 2014 - 15 وما حصل عليه الفريق الذي احتل قاع المسابقة، على عكس الدوري الإسباني، حيث كانت الفجوة شاسعة في الدوري الإسباني ومتوسطة في ألمانيا.
ربما لا تكون هذه وصفة للنجاح على الصعيد الأوروبي لكنها أدت إلى دوري غير متوقع وممتع. (وإن كان من الممكن أن تكون ذات فائدة إذا لم تهدر الأندية الإنجليزية الكثير من الأموال في إطار سعيهم للنجاح الفوري؛ فهم مثل زميل قديم لي السكن كان عندما كان تتعطل الغلاية، كان يطلب واحدا جديدا عن طريق التسوق عبر الإنترنت، بدلا من تغيير الصمام الكهربائي «فيوز»، وهو جعل لدينا دولابا مكدسا بالغلايات شبه الجديدة والتي في حالة مثالية لإصلاحها).
ويعد هذا أمرا خاصا، لكن مقارنة بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، فقد كان دوري الأبطال يبدو كبطولة عفا عليها الزمن - حيث واجه باريس سان جيرمان تشيلسي من جديد؛ كما واجه برشلونة آرسنال مرة أخرى؛ وقد يلتقي بايرن ميونيخ وسيتي مجددا؛ في مسيرة طويلة مملة نحو مواجهات نصف نهائي متوقعة إلى حد بعيد عندما تتحقق في النهاية. وفي هذا الشأن لا يكون من قبيل المفاجأة بشكل كبير أن تنظر الأندية الكبرى إلى دوري الأبطال وتتساءل حول كيفية إعادة الحيوية لها. وتكمن المشكلة في أنه مع هيمنة المصلحة الشخصية على تفكير هذه الأندية، فإن النتيجة التي خلصت إليها هذه الأندية هي على ما يبدو أشبه بتغيير الشيء إلى نفس الشيء، حيث العمل على ضمان وجود الأندية النخبوية. لكن الدوري الإنجليزي هذا الموسم توحي بأن العكس صحيح.
وقد كان فحوى الشكوى الأخيرة - ولها ما يبررها - أنه كان هناك غياب للجودة في قمة الدوري الإنجليزي، وهو أمر، في وجود الإمتاع الذي يقدمه رياض محرز وجيمي فاردي وديلي ألي وهاري كين، نفاه ملل البطولة الأوروبية. لكن إذا كان البديل هو دوري يتم حسمه في مارس (آذار) كما في بعض الدوريات الأوروبية الأخرى، فإننا سنقبل بعدم الجودة والاكتفاء بأقل قدر من المتعة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.