نتنياهو وعباس يرفضان الدخول في مفاوضات.. اقترحها بايدن

تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية تثير غضب البيت الأبيض

نتنياهو وعباس يرفضان الدخول في مفاوضات.. اقترحها بايدن
TT

نتنياهو وعباس يرفضان الدخول في مفاوضات.. اقترحها بايدن

نتنياهو وعباس يرفضان الدخول في مفاوضات.. اقترحها بايدن

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاقتراح الذي طرحه أمامهما نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، بهدف استئناف المفاوضات بينهما، وأكدا أن الهوة لا تزال عميقة بين مواقف الطرفين.
وقالت مصادر إسرائيلية أمس إن بايدن أكد لهما أنه لا يطرح مبادرة سلام، ولكنه ومن باب القلق إزاء التوتر على الأرض، وما يمكن أن يسفر عنه في المستقبل، يرى ضرورة وضع أسس مبدئية يمكن للاتفاق حولها أن يساعدهما على التقدم إلى الأمام، ووضع حد للجمود القائم. وهذه الأسس تدور حول أربعة عناوين: اثنان منها موجهان لكل طرف، وهي أنه يطلب من إسرائيل قبول قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، تكون القدس الشرقية عاصمة لها، ووقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، والتنازل عن حق اللاجئين من سنة 1948 في العودة إلى بيوتهم وقراهم القائمة في تخوم إسرائيل الحالية.
ورفض نتنياهو وعباس التعهد بقبول هذه المبادئ الآن، أو في المستقبل، وشدد كل منهما على مواقفه الرافضة واتهاماته للآخر. فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن هذا الموضوع لم يستغرق سوى بضع دقائق في محادثات بايدن مع نتنياهو، إذ تم تكريس اللقاء لموضوعين كبيرين آخرين هما الموضوع السوري، والتوتر القائم بين البيت الأبيض وبين تل أبيب منذ قدوم نتنياهو إلى السلطة في سنة 2009، والذي كان آخر حلقة له في الأيام الأخيرة.
وحاول بايدن تلطيف الأجواء بالتأكيد على أن إدارة الرئيس باراك أوباما تتفهم مطالب إسرائيل بشأن ضرورة زيادة المساعدات العسكرية في أعقاب الاتفاق الإيراني، ولكنه أوضح أن هذه الزيادة يجب أن تحدد بشكل دقيق وحذر، بعد الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع المالية للولايات المتحدة. ففي حين تطلب إسرائيل زيادتها من 3 إلى 5 مليارات دولار، تعرض الولايات المتحدة زيادتها إلى 3.7 مليار في السنة لمدة عشر سنوات. وقد طالت المحادثات بينهما حول الموضوع بسبب هذا الخلاف، وشابها التوتر بسبب تصريحات لنتنياهو تسربت إلى الإعلام، قال فيها إنه يحبذ انتظار قدوم رئيس آخر للولايات المتحدة ليتفق معه في الموضوع، وأتبعها بإلغاء زيارة البيت الأبيض في هذا الشهر، ورد الأميركيون بأن التأجيل سيأتي بنتائج «قد تكون صدمة سيئة لإسرائيل». ثم تبع ذلك نشر تصريحات للرئيس أوباما لمجلة «أتلنتك» الأميركية، كشف فيها أسباب «العلاقات العكرة» بينه وبين نتنياهو، إذ قال فيها إن «نتنياهو هو نبتة من نوع غريب بحد ذاته»، وإنه (أي أوباما) يؤمن بأن رئيس الوزراء يمكنه أن يحقق حل الدولتين الذي سيحمي مكانة إسرائيل كدولة ديمقراطية، ذات أغلبية يهودية، ولكنه ظهر له «كإنسان خائف ومتردد جدا ومشلول سياسيا من أن يتمكن من عمل ذلك». كما اعتبر أوباما نتنياهو شخصا متغطرسا ولمح إلى أنه عنصري.
وكتبت المجلة تقول إنه «عندما حضر نتنياهو إلى البيت الأبيض في مايو (أيار) 2011 شعر أوباما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعالى عليه، وبدلا من الحديث عن محادثات السلام بدأ يحاضر له عن مخاطر الشرق الأوسط. فقال له أوباما: يا بيبي هناك أمور يجب عليك فهمها. أنا أفرو - أميركي، ابن أم كانت ربة أسرة وحيدة، وأنا أسكن هنا في هذا البيت. أنا أسكن في البيت الأبيض. وقد نجحت في أن انتخب رئيسا للولايات المتحدة، وأنت تعتقد أني لا أفهم عما تتحدث.. عليك أن تفهم أنني أفهم».
واعتبر الإسرائيليون هذا النشر إشارة على ما قد يأتي مستقبلا من الرئيس أوباما ضد نتنياهو وسياسته.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.