قتل أكثر من 270 ألف شخص وهجر أكثر من نصف الشعب وتعرضت مناطق كاملة للدمار، ناتجة عن الحرب المستمرة في سوريا التي تدخل عامها السادس في «أضخم مأساة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية» كما وصفتها الأمم المتحدة.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 270 ألفا و138 شخصا غالبيتهم العظمى من المقاتلين، فيما قدرت أعداد القتلى المدنيين بـ80 ألفا، بينهم 13500 طفل، في النزاع الذي بدأ بقمع مظاهرات سلمية ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد وتحول إلى حرب معقدة متعددة الأطراف تتدخل فيها قوى أجنبية. ولا تشمل الحصيلة آلاف المفقودين، وبينهم آلاف المعتقلين في سجون النظام والمئات من عناصر قوات النظام الذين اعتقلتهم المعارضة المسلحة والمجموعات الجهادية.
وبحسب حصيلة نشرها المرصد السوري في مارس (آذار) 2015، قضى نحو 13 ألف سوري تحت التعذيب في سجون النظام منذ بدء النزاع. ولا يزال هناك أكثر من 200 ألف شخص في هذه السجون. وبحسب منظمة إنسانية سورية، دمر النزاع 177 مستشفى، وتسبب بمقتل نحو 700 عامل في المجال الطبي. وتحدثت منظمة «أنديكاب إنترناسيونال» الفرنسية التي تتابع أضرار المتفجرات خصوصا، عن مليون جريح خلال خمس سنوات.
وكان عدد سكان سوريا يبلغ نحو 23 مليون نسمة قبل النزاع. وقد تضرر 13.5 مليون شخص أو هجروا بسبب الحرب، بحسب الأمم المتحدة 12 يناير (كانون الثاني) 2016. ويقيم حاليا نحو 486 ألفا و700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش أو تنظيمات متطرفة أو فصائل المعارضة، بحسب الأمم المتحدة. وشهدت بعض المناطق المحاصرة من قوات النظام وفاة عشرات الأشخاص بسبب سوء التغذية أو نقص المواد الطبية. ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4.6 مليون نسمة.
وقالت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» الدولية غير الحكومية الأربعاء بأن «ربع مليون طفل سوري على الأقل يعيشون تحت وطأة حصار غاشم في المناطق التي تم تحويلها بنجاح إلى سجون مفتوحة». ودفعت الحرب أيضا نحو 4.7 مليون شخص إلى الفرار من البلاد. وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في يوليو (تموز) 2015 «إنه أكبر عدد لاجئين بسبب نزاع واحد خلال جيل».
ولا تزال تركيا أبرز وجهة لجوء للسوريين. وتستضيف على أراضيها ما بين 2 و2.5 مليون سوري. ويقيم نحو 250 ألفا فقط منهم في مخيمات، فيما استقر الآخرون في المدن الكبرى في البلاد.
ويستضيف لبنان نحو 1.2 مليون لاجئ سوري، بحسب الأمم المتحدة. ويقيم أكثر من ثلثي اللاجئين في ظروف «فقر مدقع». وفي الأردن، هناك نحو 630 ألف لاجئ مسجلين على لوائح مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، لكن السلطات تقدر عددهم بأكثر من مليون. ولجأ 225 ألف سوري إلى العراق و137 ألفا إلى مصر.
ويواجه اللاجئون الفقر ومشاكل صحية وتوترات متزايدة مع السكان المحليين حيث يقيمون بغالبيتهم في مراكز مؤقتة وظروف شديدة الصعوبة. ونزح غالبية السوريين إلى دول في المنطقة، لكن عددا متزايدا منهم يتوجه إلى أوروبا. ويجازف هؤلاء بحياتهم بسبب الوسائل غير القانونية التي يلجأون إليها، خصوصا التنقل بحرا، في اتجاه الدول الأوروبية. ويرى خبراء أن النزاع أعاد اقتصاد البلاد ثلاثة عقود إلى الوراء بعدما حرمت من كل عائداتها ودمرت غالبية بناها التحتية.
وشهد الاقتصاد تراجعا كبيرا في القطاع الصناعي بسبب إغلاق شركات وإفلاس أخرى أو عمليات النهب والدمار. وتراجعت الصادرات بنسبة 90 في المائة منذ بدء النزاع، في حين تخضع البلاد لعقوبات دولية مشددة. وبحسب وزير النفط، تصل خسائر الاقتصاد المباشرة وغير المباشرة في قطاعي النفط والغاز إلى 58 مليار دولار. وفي مارس 2015. أعلن تحالف من 130 منظمة غير حكومية أن سوريا تعيش تقريبا من دون كهرباء وأن 83 في المائة من الشبكات لم تعد تعمل بسبب الحرب.
270 ألف قتيل.. حصيلة 5 سنوات من الحرب السورية
أكثر من 4 ملايين لاجئ و200 ألف معتقل
270 ألف قتيل.. حصيلة 5 سنوات من الحرب السورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة