دور النشر اللبنانية تحافظ على بريقها رغم انخفاض عددها

الأوضاع الاقتصادية ساهمت في تراجع مشاركتها

دور النشر اللبنانية تحافظ على بريقها رغم انخفاض عددها
TT

دور النشر اللبنانية تحافظ على بريقها رغم انخفاض عددها

دور النشر اللبنانية تحافظ على بريقها رغم انخفاض عددها

يبدو أن الأزمة السياسية في لبنان ألقت بظلالها على مشاركة أوسع لدور النشر اللبنانية في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام.
فمع افتتاح المعرض انخفض عدد دور النشر المشاركة فيه بحسب تصريحات أصحاب الدور المشاركة، حيث أكدوا على تغيب عدد كبير من دور النشر عن المعرض رغم أهميته على المستوى الدولي.
وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «إن الوضع السياسي في لبنان أثر على كافة النواحي الداخلية للبلد، ابتداء من الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تشهده البلاد، وصولا إلى الوضع الثقافي، متمثلا في المكتبات ودور النشر»، مشيرا إلى أن الكثير من دور النشر باتت تعمل خارج بيروت حتى تتمكن من الاستمرار في عملها في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية.
كما كان هناك تأخر في وصول الكتب من لبنان مما أزعج دور النشر التي أكدت على أن هذا الحدث هو الأول من نوعه، متمنين سرعة حل الأزمات الداخلية في البلد، وعودة الأمور إلى نصابها. وأبان أحد أصحاب الدور: «ما زلنا نحاول اجتياز العقبات التي نمر بها ولكن الأوضاع ما زالت سيئة في ظل الحكومة الحالية».
من جهته، أوضح هشام الشقير (ناشر لبناني) أن الأزمة السياسية في لبنان لم تؤثر بشكل مباشر على الوضع الثقافي في البلد، قائلا: «الثقافة لا علاقة لها بالسياسة» إلا أنه أكد على أن التأثير قادم لا محالة، ذلك أنه نتيجة لسوء الوضع الاقتصادي أصبح من الصعب على الأسر اللبنانية تعليم أبنائها وبناتها على مستويات عالية، وهذا مما لا شك فيه سيؤثر على المستوى التعليمي للمواطنين ومنه على المستوى الثقافي.
وأبدت دور النشر اللبنانية استياءها من عدم قدرة الكثير من دور النشر المشاركة في المعرض لهذا العام، نتيجة الظروف التي تمر بها لبنان، لا سيما مع أهمية معرض الرياض الدولي للكتاب، وما شهده هذا العام من تطور ملحوظ في التجهيزات، والمستوى العالي من التنظيم. وبهذا الصدد يشير الشقير إلى أن المعرض مختلف عن سنواته الماضية، حيث تفاجأنا بالتطور الملحوظ في كافة جنبات المعرض، وشمل هذا التطور؛ أن طريقة البيع أصبحت عن طريق «الآيباد» حيث حصلت كل دار نشر على «آيباد» وطابعة مما يشير إلى المستوى التقني العالي للمعرض خلال هذا العام.
من جهة أخرى، أكدت دور نشر لبنانية مشاركة في المعرض أن الدور اللبنانية تعد مصدر جذب لزوار المعرض، حيث نشهد سنويا إقبالا كبيرا على دور النشر اللبنانية، مشيرين إلى تنوع الكتب المعروضة فيها مما يجعلها تناسب جميع فئات المجتمع.
إلى ذلك، كشف مركز الملك سلمان للشباب عن مبادرتين جديدتين من خلال مشاركته بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2016 والتي تمثلت في مبادرتي المؤلف الشاب، وورشة الكتابة.
وذكر مدير الإعلام والنشر بمركز الملك سلمان للشباب مبارك الدعيلج أن مبادرة المؤلف الشاب ارتكزت على نشر عشرة كتب متميزة روعي فيها التنوع من الرواية والقصة والخواطر وتطوير الذات، بالإضافة إلى التنوع في اختيار المؤلفين من جميع مناطق المملكة، وكذلك الطلبة السعوديون المبتعثون في أميركا، حيث ستدشن هذه المبادرة في احتفال أقيم أمس بمعرض الكتاب.
وفيما يخص مبادرة ورشة الكتابة، بيّن الدعيلج أن سبب استحداثها هو تقدم عدد كبير من الشباب بمؤلفاتهم التي تجاوز عددها الـ500 مؤلف، مما شكل صعوبة في طباعة جميع الطلبات، فاتجه المركز إلى طباعة كتيب تحت عنوان (ورشة الكتابة)، وتوزيعه مجانًا على زوار المعرض من الشباب ليساعدهم على التأليف والطباعة.
وأشار الدعيلج إلى أن كتيب «ورشة الكتابة» عكف على تأليفه نخبة من الأدباء السعوديين والعرب، بالإضافة إلى الاستفادة من الكثير من المراجع الأجنبية، كالإنجليزية والفرنسية، مهيبًا بالشباب من زوار المعرض اقتناءه أو تحميله مجانًا من خلال موقع مركز الملك سلمان للشباب على الإنترنت.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.