قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن وقف الأعمال الاستيطانية، بناء وعربدة في الأراضي الفلسطينية، واحترام الولاية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، هما مفتاح الأمن والجوار الحسن الذي سيقود إلى سلام، مؤكدا أن يده لا تزال ممدودة للسلام المبني على العدل والحق، وأنه ضد العنف والتطرف، أيًا كان مصدره.
وأضاف عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروماني، كلاوس يوهانس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله أمس: «لقد أطلعت فخامة الرئيس يوهانس على الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وحجم معاناته بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وممارسات مستوطنيه العدوانية، وأؤكد هنا على أهمية توفير الحماية الدولية لشعبنا».
وجدد عباس التأكيد على أن «استمرار الوضع الحالي لا يمكن احتماله»، متابعا: «نؤكد على أهمية عمل اللجنة الوزارية العربية المعنية، لبحث التوجه إلى مجلس الأمن لإصدار قرار حول الاستيطان».
وجدد عباس ترحيبه بالأفكار الفرنسية الداعية إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام، وتشكيل مجموعة دعم دولية، وخلق إليه فعالة ومتعددة، للعمل على تنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
ورد يوهانس بالقول، انهم يعتقدون في رومانيا، «أن أهم شيء، في الفترة الحالية، يتمثل في إعادة بناء الثقة المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن الحلول يمكن التوصل اليها من خلال المفاوضات فقط».
وتزامنت تصريحات عباس مع تصريحات تسيبي حوطوبيلي، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، التي قالت إن عملية التفاوض مع الفلسطينيين ليست على جدول أعمال إسرائيل في هذه المرحلة. وأضافت خلال حديث إذاعي: «إسرائيل تحارب حاليا من أجل وقف موجة الإرهاب ومن أجل تعزيز مكانتها السياسية في العالم».
وتشير التصريحات المتبادلة بين الطرفين بوضوح إلى أن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، خرج خالي الوفاض بعد لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وكان بايدن طلب من عباس، في لقائه به ليل الأربعاء، إدانة العنف، لكن عباس أبلغه بأن الاحتلال هو سبب هذا العنف.
وقال عباس لبايدن إن تكريس الاحتلال ومواصلة بناء المستوطنات هما «سبب العنف وإراقة الدماء»، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية. وأكد عباس أن «إعادة الأمل وتوفير الأفق السياسي لتحقيق خيار حل الدولتين، على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، هو مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا».
وأوضح البيان أن عباس قدم تعازيه في المواطن الأميركي الذي قتل في هجوم تل أبيب الثلاثاء، مؤكدا أن «سلطات الاحتلال قتلت 200 فلسطيني في الأشهر الخمسة الماضية».
وشدد عباس على «ضرورة مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وأن الانتصار على داعش والإرهاب يتطلب إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
ونقل البيان عن بايدن تأكيده «التزام الإدارة الأميركية بمبدأ حل الدولتين ووجوب الحفاظ عليها»، مشيرا إلى «موقف الإدارة الأميركية الدائم تجاه الاستيطان». لكن بايدن تطرق أيضا إلى عواقب وقف التنسيق الأمني على الفلسطينيين رافضا خطوة من هذا القبيل.
ويركز عباس وفريقه السياسي، حاليا، على احتمال نجاح المبادرة الفرنسية التي لم تزل في طور النقاش. ويفترض أن يصل المبعوث الفرنسي الخاص بالإعداد لمؤتمر السلام الدولي بين إسرائيل والفلسطينيين، بيير فيمون، إلى المنطقة الأحد المقبل، لبحث الترتيبات لعقد هذا المؤتمر، ولنيل موافقة إسرائيل والفلسطينيين على عقده. وسيحل فيمون ضيفا ليومين على الفلسطينيين والإسرائيليين، في محاولة للوصول إلى اتفاق على عقد المؤتمر خلال الصيف المقبل، بمشاركة الطرفين وأطراف أخرى دولية بموافقتهما.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن المبادرة الفرنسية لن يكتب لها النجاح إذا لم تشمل بند الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأشار إلى أنه أوضح هذا الموقف الفلسطيني لنظيره الفرنسي، جان مارك ايرو، الذي أوضح بدوره للمالكي أن فرنسا لن تعلن فورا اعترافها بالدولة الفلسطينية إذا فشل المؤتمر المنويّ عقده، إلا أنها ستعلن عن موقفها في وقت لاحق.
عباس يطالب باحترام الولاية الفلسطينية ووقف الاستيطان
مبعوث فرنسي يصل الأحد لمناقشة مؤتمر دولي للسلام هذا الصيف
عباس يطالب باحترام الولاية الفلسطينية ووقف الاستيطان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة