عباس يطالب باحترام الولاية الفلسطينية ووقف الاستيطان

مبعوث فرنسي يصل الأحد لمناقشة مؤتمر دولي للسلام هذا الصيف

الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الروماني خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الروماني خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

عباس يطالب باحترام الولاية الفلسطينية ووقف الاستيطان

الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الروماني خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الروماني خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (إ.ب.أ)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن وقف الأعمال الاستيطانية، بناء وعربدة في الأراضي الفلسطينية، واحترام الولاية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، هما مفتاح الأمن والجوار الحسن الذي سيقود إلى سلام، مؤكدا أن يده لا تزال ممدودة للسلام المبني على العدل والحق، وأنه ضد العنف والتطرف، أيًا كان مصدره.
وأضاف عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروماني، كلاوس يوهانس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله أمس: «لقد أطلعت فخامة الرئيس يوهانس على الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وحجم معاناته بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وممارسات مستوطنيه العدوانية، وأؤكد هنا على أهمية توفير الحماية الدولية لشعبنا».
وجدد عباس التأكيد على أن «استمرار الوضع الحالي لا يمكن احتماله»، متابعا: «نؤكد على أهمية عمل اللجنة الوزارية العربية المعنية، لبحث التوجه إلى مجلس الأمن لإصدار قرار حول الاستيطان».
وجدد عباس ترحيبه بالأفكار الفرنسية الداعية إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام، وتشكيل مجموعة دعم دولية، وخلق إليه فعالة ومتعددة، للعمل على تنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
ورد يوهانس بالقول، انهم يعتقدون في رومانيا، «أن أهم شيء، في الفترة الحالية، يتمثل في إعادة بناء الثقة المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن الحلول يمكن التوصل اليها من خلال المفاوضات فقط».
وتزامنت تصريحات عباس مع تصريحات تسيبي حوطوبيلي، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، التي قالت إن عملية التفاوض مع الفلسطينيين ليست على جدول أعمال إسرائيل في هذه المرحلة. وأضافت خلال حديث إذاعي: «إسرائيل تحارب حاليا من أجل وقف موجة الإرهاب ومن أجل تعزيز مكانتها السياسية في العالم».
وتشير التصريحات المتبادلة بين الطرفين بوضوح إلى أن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، خرج خالي الوفاض بعد لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وكان بايدن طلب من عباس، في لقائه به ليل الأربعاء، إدانة العنف، لكن عباس أبلغه بأن الاحتلال هو سبب هذا العنف.
وقال عباس لبايدن إن تكريس الاحتلال ومواصلة بناء المستوطنات هما «سبب العنف وإراقة الدماء»، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية. وأكد عباس أن «إعادة الأمل وتوفير الأفق السياسي لتحقيق خيار حل الدولتين، على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، هو مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا».
وأوضح البيان أن عباس قدم تعازيه في المواطن الأميركي الذي قتل في هجوم تل أبيب الثلاثاء، مؤكدا أن «سلطات الاحتلال قتلت 200 فلسطيني في الأشهر الخمسة الماضية».
وشدد عباس على «ضرورة مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وأن الانتصار على داعش والإرهاب يتطلب إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
ونقل البيان عن بايدن تأكيده «التزام الإدارة الأميركية بمبدأ حل الدولتين ووجوب الحفاظ عليها»، مشيرا إلى «موقف الإدارة الأميركية الدائم تجاه الاستيطان». لكن بايدن تطرق أيضا إلى عواقب وقف التنسيق الأمني على الفلسطينيين رافضا خطوة من هذا القبيل.
ويركز عباس وفريقه السياسي، حاليا، على احتمال نجاح المبادرة الفرنسية التي لم تزل في طور النقاش. ويفترض أن يصل المبعوث الفرنسي الخاص بالإعداد لمؤتمر السلام الدولي بين إسرائيل والفلسطينيين، بيير فيمون، إلى المنطقة الأحد المقبل، لبحث الترتيبات لعقد هذا المؤتمر، ولنيل موافقة إسرائيل والفلسطينيين على عقده. وسيحل فيمون ضيفا ليومين على الفلسطينيين والإسرائيليين، في محاولة للوصول إلى اتفاق على عقد المؤتمر خلال الصيف المقبل، بمشاركة الطرفين وأطراف أخرى دولية بموافقتهما.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن المبادرة الفرنسية لن يكتب لها النجاح إذا لم تشمل بند الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأشار إلى أنه أوضح هذا الموقف الفلسطيني لنظيره الفرنسي، جان مارك ايرو، الذي أوضح بدوره للمالكي أن فرنسا لن تعلن فورا اعترافها بالدولة الفلسطينية إذا فشل المؤتمر المنويّ عقده، إلا أنها ستعلن عن موقفها في وقت لاحق.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.