تساؤلات حول دوافع وآفاق التقارب بين ائتلاف النجيفي والكرد

زعيم سياسي عراقي يتمنى ألا يكون «مرحليا»

تساؤلات حول دوافع وآفاق التقارب بين ائتلاف النجيفي والكرد
TT

تساؤلات حول دوافع وآفاق التقارب بين ائتلاف النجيفي والكرد

تساؤلات حول دوافع وآفاق التقارب بين ائتلاف النجيفي والكرد

يثير التقارب الذي تبلور مؤخرا بين قيادات من قائمة «متحدون» والتحالف الكردستاني وبقية القوائم الكردية الكثير من التساؤلات حول دوافعه خاصة في ظل غيابه في الدورة البرلمانية السابقة بل وصل الحد ببعض قيادات القائمة التي يتزعمها رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، إلى الوقوف ضد إسناد منصب رئاسة الجمهورية إلى كردي وهو المنصب الذي شغله في نهاية المطاف جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني.
ترى أشواق الجاف، النائبة عن التحالف الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات «متحدون» أيقنت أن الكرد بصورة عامة مع المصلحة العامة ويؤكدون على تنفيذ الدستور بشكل كامل وخصوصا الفصل الثاني منه الذي يؤكد على الحفاظ على مصالح الشعب العراقي من دون التمييز بين مكوناته، وهذا ما يدافع عنه التحالف الكردستاني. وأوضحت الجاف أن أغلب سياسيي العراق توصلوا إلى نتيجة مفادها أن «الحفاظ على مصالح الجميع هي أفضل وسيلة لإيقاف الإحباطات السياسية لأن العكس سيؤدي إلى استمرار الصراعات مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين»، منتقدة سياسات ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. وأوضحت أن هناك قيادات ضمن التحالف الوطني الشيعي الحاكم «لا تروق لها أيضا أجندة ائتلاف دولة القانون».
بدوره، قال مثال الآلوسي، النائب في مجلس النواب العراقي وزعيم حزب الأمة، أنه كان يتمنى «أن يرى هذه المواقف قبل أربع سنوات، لكي لا يفسر الموقف كأنه مبني على مصالح سياسية لمرحلة معينة أو مؤقتة». لم ينف الآلوسي «أن قائمة متحدون والنجيفي شخصيا يتعرضون للكثير من الضغوط من قبل ائتلاف دولة القانون، والوضع العراقي العام في الوقت الحالي يشبه إلى حد كبير ما كان يرتكب في زمن النظام السابق، إذ يهاجم الجيش العراقي مدينة الأنبار ويخربها بالكامل بحجة وجود عدد قليل من مسلحي القاعدة»، مضيفا: «إن هذا السيناريو هو نفس ما نفذه النظام السابق أثناء قصفه لمدينة حلبجة في عام 1988». ويرى الآلوسي أن النجيفي «بحاجة لدعم كبير من الإقليم سياسيا واقتصاديا وأمنيا لأن مدينة الموصل، التي يتحدر منها، قد سقطت أمنيا ويصعب عليه لوحده تحمل عبء إعادة الاستقرار إليها». لكن الآلوسي تساءل «إذا تغيرت الظروف وعادت أجواء الود بين المالكي والنجيفي، فهل سيتغير موقف الأخير من إقليم كردستان العراق»، محذرا من أن أي موقف يتخذ بشكل طائفي من قبل قيادات سياسية سنية أو شيعية لن يخلف وراءه إلا الخراب للعراق مما يهدد وحدة هذا الوطن.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.