«الأمفيتامين» يهدد مستقبل الكرة السعودية

قنباز طالب الإعلام الرياضي بممارسة الوعي مع المجتمع.. وتعاطي «الغرب» مع شارابوفا نموذج

خالد شراحيلي عاد بعد أن نال عقابه قبل 3 أعوام لتعاطيه عقاقير منشطة («الشرق الأوسط»)
خالد شراحيلي عاد بعد أن نال عقابه قبل 3 أعوام لتعاطيه عقاقير منشطة («الشرق الأوسط»)
TT

«الأمفيتامين» يهدد مستقبل الكرة السعودية

خالد شراحيلي عاد بعد أن نال عقابه قبل 3 أعوام لتعاطيه عقاقير منشطة («الشرق الأوسط»)
خالد شراحيلي عاد بعد أن نال عقابه قبل 3 أعوام لتعاطيه عقاقير منشطة («الشرق الأوسط»)

في الفترة ما بين يونيو (حزيران) 2015 ومارس (آذار) الحالي، سجلت المختبرات الدولية المعتمدة للرياضيين السعوديين تحليل 574 عينة شملت ثماني ألعاب رياضية مختلفة أبرزها كرة القدم وألعاب القوى، وقد كانت مادة «الأمفيتامين» المحظورة، الأكثر انتشارًا في الحالات التي جاءت نتائج تحليل عيناتها إيجابية.
وتضمن الفحص العشوائي داخل الملاعب تحليل 296 عينة في مباريات كرة القدم و168 عينة للألعاب المختلفة، فيما بلغت عدد العينات المحللة خارج المنافسات 69 عينة للاعبي كرة قدم و41 عينة لمحترفي الألعاب المختلفة.
وأظهرت النتائج النهائية المعتمدة سلبية 473 عينة، فيما بلغ عدد العينات الإيجابية ست عينات، وفرضت عقوبة إيقاف لحالة واحدة.
وذكر التقرير الرسمي للجنة السعودية للرقابة على المنشطات الصادر، أمس (الثلاثاء)، أن مادة «الأمفيتامين» المحظورة، وهي مادة كيميائية منشطة يتفرع منها المخدر الشهير الكبتاجون، جاءت في الصدارة بالنسبة لمخالفات الرياضيين السعوديين بواقع 13 حالة لا تزال موقوفة رسميا بقرار من اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، فيما ينتظر انتهاء فترة الاستئناف النظامية لضم لاعب نادي الاتحاد محمد نور، ولاعب نادي الخليج حسين التركي إلى القائمة، بعد ظهور مادة «الأمفيتامين» بنتائج الفحص الذي خضعا له خلال مباريات الدوري السعودي.
وأكد الدكتور صالح قمباز رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات أن تتابع ظهور النتائج الإيجابية للرياضيين السعوديين لم يصل بعد إلى ما يمكن اعتباره مشكلة حقيقية بحسب الإحصاءات الرسمية.
وأضاف: «في عام 2013 كانت النتائج الإيجابية تمثل 6 في المائة من العينات المفحوصة، وكان رقمًا عاليًا بالنسبة للمستويات العالمية التي تتراوح نسبتها الطبيعية بين 2 و3 في المائة، وبالجهود التوعوية والعمل المتواصل وتنامي الثقافة بالأندية وصلت النسبة للعينات الإيجابية عام 2015 لمستوى أقل من 3 في المائة، أي بالمعدل العالمي الطبيعي وهذا أمر جيد والأمل أن تكون النسبة صفرًا في المائة مستقبلاً، فنحن نهدف لرياضة خالية من المنشطات وسنطبق الأنظمة بكل الرياضات داخل وخارج المنافسات، خصوصًا أن الأمير عبد الله بن مساعد رئيس اللجنة الأولمبية السعودية يجري نقلات كبيرة بهذا الشأن ويدعم وبقوة اللجنة السعودية لمكافحة المنشطات».
ويقضي 13 رياضيًا سعوديًا عقوبة الإيقاف لمدة أربعة أعوام و13 رياضيًا عقوبة الإيقاف لعامين بسبب انتهاك قوانين مكافحة المنشطات ولا تزال قرارات إيقافهم سارية فيما يقضي اثنان من الرياضيين عقوبة إيقاف لثلاثة أشهر فقط.
وتشمل القائمة رياضيين اثنين من غير اللاعبين صدر بحقهما الإيقاف لأربع سنوات، وهما مشرف كرة الطاولة بالنادي الأهلي واختصاصي العلاج الطبيعي بنادي الباطن بتهم التواطؤ والتحريض وإعطاء مواد محظورة.
وحذر الدكتور قمباز من التعاطي الإعلامي السلبي مع نتائج وقرارات اللجنة التي تتماشى وأنظمة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بفعل التعصب أو خلافه، معتبرًا أن ذلك يمثل كارثة حقيقية للتوعية والتثقيف «تعامل بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام السلبي مع القرارات الصادرة بالأدلة والأنظمة يمثل انتهاكًا حقيقيًا للتوعية والتثقيف والعدالة وهذا الأمر خطير جدًا، وأدعوهم للتمعن جيدًا بالتعامل الإعلامي الذي واكب ظهور عينة إيجابية لنجمة التنس العالمية الروسية ماريا شارابوفا، وبالتعامل المتحضر مع القضية وأيضًا لرد فعل النجمة الروسية التي اعتذرت للعالم، وقابلت الأمر بشجاعة تامة رغم أنها أكدت أن تعاطيها لمادة ميلدونيوم كان علاجيا فقط وخاصًا بدواء السكري».
وحذر الذي يحمل عضوية المجلس التأسيسي للوكالة الدولية (وادا) ورئيس مؤتمر الأطراف للاتفاقية الدولية للمنشطات بالرياضة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، من خطورة عدم إلمام الرياضيين بقائمة المحظورات أو أنواع العلاج المسموح بها أو المحظورة.
«لدينا على موقع اللجنة الإلكتروني قائمة بكل التعريفات التي يحتاجها الرياضي السعودي سواء كان لاعبًا أو إداريًا وخططنا متواصلة لإقامة الدورات التعريفية داخل الأندية وخارجها، وأبوابنا مفتوحة للجميع، فنحن نهدف لرياضة خالية من أي محظورات دولية».
وأكد أن إجراءات الفحص تنطلق من عدة خطوات قانونية ومتوافقة مع الأنظمة الدولية «نقوم بكل الخطوات اللازمة قانونيا عند جمع العينات وفرزها وإرسالها بكامل بياناتها عبر كود رقمي مخصص دون ظهور لاسم أي رياضي لدى أي جهة أخرى، ونتعامل مع مختبرات في سويسرا واليونان والهند وقطر وفي حال ظهور العينات الإيجابية يتم اتباع الخطوات الإجرائية العاجلة للتحقق وتطبيق جميع الأنظمة خلال ثمانٍ وأربعين ساعة قبل إرسال خطاب سري بطلب استدعاء الرياضي لمناقشته حيث يحصل على كامل حقوقه بحضور من يختاره للدفاع عنه، ويتيح له النظام طلب فتح العينة (ب) إذا ما أراد، وجميع الأمور تتم بنظامية وشفافية عالية وبمخاطبات وجلسات مسجلة صوتًا وصورة وبمحاضر ورقية يوقع عليها اللاعب رسميًا».
وكاد الوسط الرياضي السعودي ينسى صدمة وقوع محمد نور قائد فريق الاتحاد في فخ المواد المحظورة، لكنه عاش صدمة جديدة بسقوط اللاعب المخضرم حسين التركي قائد فريق الخليج في الفخ نفسه.
وقد شهدت الملاعب السعودية خلال الأعوام السبعة الماضية، وتحديدًا منذ عام 2010، حالات كثيرة لتعاطي المنشطات المحظورة، فوقع في فخها 12 لاعبًا وأدت هذه الآفة الخطيرة إلى إنهاء مسيرة بعضهم وقرروا اعتزال اللعبة.
في عام 2010، تم إيقاف لاعب الوحدة علاء الكويكبي لمدة عام بسبب تناوله مواد محظورة، وهي أول حالة في الوسط الكروي. نتيجة ذلك قرر الكويكبي الذي لعب للشباب والنصر بنظام الإعارة اعتزال الكرة رغم أنه كان قادرا على العطاء وذلك نتيجة شعوره بالظلم الناجم عن بعض الأخطاء التي ارتكبتها لجنة الكشف عن المنشطات في ذلك الوقت.
وفي العام ذاته، أوقف لاعب الفتح فيصل الجمعان الذي كان لاعبًا هلاليًا قبل أن يتم تنسيقه ويلتحق بالفتح، لمدة عامين بعد ثبوت تعاطيه المنشطات. لكن اللاعب واصل ركضه في الملاعب وانتقل لفريق هجر بعد انتهاء فترة العقوبة، ويحمل راهنا ألوان الاتفاق. ولحق ماجد المولد الذي لعب لأندية الرائد والطائي والفيحاء بمن سبقوه في العام ذاته، وتم إيقافه لمدة موسمين وكادت العقوبة تصل إلى أربع سنوات لولا تعاون اللاعب مع اللجنة.
وفي 2012، أوقف لاعب النصر أحمد عباس لمدة عامين. ورغم تبريرات اللاعب المعار حاليا لفريق نجران بأنه استخدم دواء لزراعة الشعر، فإن اللجنة لم تقتنع بتلك المبررات بعد أن ظهرت نتائج التحاليل إيجابية.
وتعرض حارس المرمى الهلالي خالد شراحيلي لعقوبة الإيقاف لمدة موسمين في يناير (كانون الثاني) 2013 نتيجة استخدامه مواد محظورة. وبعد انقضاء فترة العقوبة عاد لممارسة الكرة وأصبح الحارس الأساسي في فريقه.
وفي شهر يونيو تم إيقاف لاعب الفيصلي فهد عداوي الذي بدأ مشواره مع الأهلي لمدة عامين، وما زال بعيدا عن ممارسة هوايته بعد انتهاء فترة العقوبة.
وبعدها بشهر، لحق حارس المرمى الاتحادي فواز الخيبري بحارس الهلال، وتم إيقافه لمدة عامين قبل أن يعود مجددا لفريقه بعد تنفيذ مدة العقوبة.
وفي فبراير (شباط) 2014، وقع سامي الفضلي لاعب الباطن في المحظور وتم إيقافه لمدة عامين بسبب تناوله مادة أمفيتامين. وأوقف أسامة المولد لاعب الاتحاد في سبتمبر (أيلول) 2014 لمدة عام. ورغم محاولات إدارة الاتحاد لتخفيف العقوبة لثلاثة أشهر على اعتبار أن اللاعب تناول مادة لإنقاص الوزن، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. وبعد أن أنهى اللاعب عقوبته عاد لتدريبات فريقه، ولكنه لم يجد له مكانًا في القائمة الاتحادية بسبب زيادة الوزن، حيث ما زال يؤدي تدريباته حتى الآن تمهيدًا لمشاركته مع الفريق في المباريات المقبلة. بعد شهر تم إيقاف لاعب أبها محمد الغامدي بسبب تناوله مادة محظورة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 تم إيقاف أسطورة الاتحاد محمد نور مؤقتًا قبل أن يصدر القرار النهائي بإيقافه لمدة أربع سنوات في 28 فبراير الماضي بعد أن فتح اللاعب العينة الثانية في لوزان وخضع لجلسة اجتماع في مقر اللجنة بالرياض. لكن اللاعب الذي يرى أن القرار الصادر بحقه كان جائرًا قرر الاستئناف لإثبات براءته مع أنه لا يفكر في العودة للملاعب مجددًا لا سيما أنه تجاوز سن الرابعة والثلاثين.
وأخيرا وفي 6 مارس الحالي، تم إيقاف لاعب الخليج حسين التركي لمدة أربع سنوات بعد أن أثبتت الفحوص الطبية وجود مادة أمفيتامين.
ومن المنتظر أن يعلن اللاعب اعتزاله خصوصًا أنه يبلغ 32 عامًا.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الرقابة على المنشطات أقامت ورش عمل وعممت الأدوية المحظورة على جميع الأندية، وطالبت القائمين عليها بتزويد اللاعبين بالنشرات التوعوية ولائحة العقاقير الممنوع استخدامها.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.