فيراتي: الخروج من دوري الأبطال أشبه بكارثة

لاعب وسط سان جيرمان معجب بفابريغاس وكوستا.. ويتوقع منافسة فريقه على اللقب الأوروبي

فيراتي يلعب دورا محوريا في خطط لوران بلان مدرب سان جيرمان
فيراتي يلعب دورا محوريا في خطط لوران بلان مدرب سان جيرمان
TT

فيراتي: الخروج من دوري الأبطال أشبه بكارثة

فيراتي يلعب دورا محوريا في خطط لوران بلان مدرب سان جيرمان
فيراتي يلعب دورا محوريا في خطط لوران بلان مدرب سان جيرمان

يصمت ماركو فيراتي لبرهة ليتأمل وضع باريس سان جيرمان قبل جولة الإياب لدور الـ16 في دوري الأبطال الأوروبي أمام تشيلسي اليوم. فاز باريس سان جيرمان في الذهاب 2 – 1، وهو يتعرض لضغوط من أجل الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة بعدما خرج 3 مرات متتالية من دور الثمانية. تبدو خطته واضحة: «على باريس سان جيرمان (والحديث لواحد من أفضل لاعبي الوسط الصاعدين في العالم) أن يهاجم منذ البداية، وأن يسعى لإحراز هدف مبكر».
يصف لاعب المنتخب الوطني الإيطالي نتيجة المباراة الأولى بـ«الجيدة». حقق باريس سان جيرمان ما أراده من المباراة. ويقول فيراتي: «أثبتنا أننا فريق جيد، لكن كان بمقدورنا أن نجعل الأمر أكثر صعوبة على تشيلسي. علينا أن نذهب إلى لندن، وأن نلعب كرتنا المعهودة، وإذا فعلنا أي شيء آخر، فسنكون في مأزق». وقال: «نحتاج لأن نحافظ على الاستحواذ على الكرة، وأن نهاجم ونسعى لإدراك هدف مبكر. هذه هي المباريات التي ننتظرها طوال الموسم. وسيكون الخروج من دوري الأبطال أشبه بكارثة».
ورغم أن فيراتي لا يزال في عامه الـ23 فقط، فإنه انضم للفريق منذ 3 سنوات ونصف، ويمثل دورا محوريا في ميل مدرب سان جيرمان، لوران بلان، للسيطرة والاستحواذ دائما. وإلى جانب زميله تياغو موتا، يحتفظ فيراتي بالكرة لفترة أطول من أي لاعب آخر في الدوري الفرنسي الممتاز. وقد تحسن أداؤه موسما تلو الآخر بفضل توجيهات كارلو أنشيلوتي مدرب سان جيرمان السابق وبلان حاليا، لكن بفضل متابعته كذلك للاعبيه المفضلين، وأحدهم يلعب لتشيلسي.
يقول فيراتي: «أتابع كثيرا من المباريات. وإذا كان لي أن أختار لاعبا يعجبني أداؤه في تشيلسي، فسأختار سيسك فابريغاس. إنه يجعلك ترى ما كرة القدم، وهو يتنفس كرة قدم، وتشي طريقة لعبه بمدى عشقه للكرة. كان بالفعل لاعبا كبيرا عندما كنت في أولى بداياتي، لذا شاهدته كثيرا. إنه مثال لمن حاولت أن أتعلم منه». قد تظن أن هذا الإعجاب بتألق فابريغاس سيطغى على تقدير خطورة لاعب آخر في تشيلسي، وهو دييغو كوستا. لكن فيراتي من المعجبين بأداء الإسباني. يقول فيراتي، بينما يدخل ديفيد لويس الغرفة، ويصيح بالإيطالية: «مرحبا أيها الولد الصغير»، ويغادر مسرعا من باب آخر، يقول: «أفضل الاستمتاع بكرة القدم، لكن وجود لاعب مثل كوستا في فريقك يكون أمرا رائعا دائما. وهو يستخدم أساليب حربية للفوز بالمباريات، لكنني أعرفه، وهو رجل جيد يتحول عندما يدخل أرض الملعب».
ويعد فيراتي، الذي يمتد عقده مع سان جيرمان حتى 2020، واحدا من مخضرمي خطة النادي التي بدأت تتشكل مع بداية هذا العقد. وأظهر وصوله إلى سان جيرمان، قادما من فريق بيسكارا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، في 2012، أن الانضمام إلى صفوة أندية الدوري الإيطالي الممتاز مثل يوفنتوس ونابولي لم يعد كما كان حلم أي موهبة إيطالية صاعدة. اختار صاحب الـ19 عاما حينذاك أن ينضم إلى باريس سان جيرمان، مثل خافيير باستوري وإزيكييل لافيتزي، وتياغو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش، وفي وقت لاحق إدينسون كافاني، والذي انتقل أيضا من إيطاليا إلى العاصمة الإسبانية.
واستقر فيراتي، الذي يلقبه المشجعون كذلك بـ«غوفيتو» – الذي يعني «البومة» – وهو لقب أطلقته عليه صديقته الإيطالية، استقر في النادي سريعا. وقد جعله أسلوبه الذي يمتاز بالعناد وعدم الاستسلام محببا إلى جمهور سان جيرمان، كما جعلته قدرته على التمرير السليم محل إعجاب من خارج البلاد؛ حيث يقدره كثيرا أسطورة برشلونة السابق تشابي. كثيرا ما تتم مقارنته بآندريا بيرلو، الذي من المنتظر أن تعتمد عليه إيطاليا في دور صانع الألعاب في بطولة الأمم الأوروبية هذا الصيف، لكن هناك لاعب آخر هو من علم فيراتي المهارات الأساسية للاعب خط الوسط. قال: «كنت صغيرا جدا عندما ذهبت إلى باريس لأول مرة واهتم بي كلود ماكيليلي (مساعد أنشيلوتي في ذلك الوقت) وأعطاني كثيرا من النصائح. كنا نذهب إلى ملعب التدريب معا، ونطبق كثيرا من المواقف المختلفة في المباريات، ونبحث الخيارات المتاحة لي كلاعب وسط. إنه أستاذ كبير بالنسبة لي».
أما بالنسبة إلى اللاعب الإنجليزي الذي ترك أكبر الأثر عليه، فيختار فيراتي زميلا في وسط الملعب، و«صديقا جيدا». يواصل: «سعدت لتعرفي عن قرب على ديفيد بيكام، أسطورة كرة القدم». ويضيف عن قائد إنجلترا السابق، الذي قضى 6 أشهر في باريس سان جيرمان في 2013، حيث فاز بلقب الدوري وقتذاك: «هو شخص رائع، لكن لم أكن أعرف أنه شخصية خجولة لهذا الحد. أحيانا يحمر وجهه حين تتحدث إليه». ويمضي للقول: «هذا غريب جدا، فهو مشهور حول العالم، لكنه خجول جدا على الصعيد الشخصي. اعتدنا أن نتواصل بمزيج من الكلمات الإنجليزية والإيطالية والإسبانية. هو شخص مهذب ولديه قيم رائعة، ولهذا يحترمه الجميع. وهو شخصية عظيمة ولاعب رائع».
يتميز فيراتي على الصعيد الشخصي بالذكاء والوضوح، كما هو في الملعب. وقد عمل بجد من أجل التغلب على المشكلة الوحيدة التي طغت على مسيرته الكروية، وهي السهولة التي لا ينازعه عليها أحد في الحصول على البطاقات الصفراء. كانت بطاقات فيراتي، 18 في كل المسابقات الموسم الماضي، أشبه كثيرا بالعلامات الدائمة، كأهداف إبراهيموفيتش، حتى هذا العام.. يقول: «إنني أكبر في العمر وأواصل التعلم. كانت البطاقات التي حصلت عليها في كثير من الأحيان لا داعي لها، ومن ثم فقد أغلقت فمي، ولم أعد أحصل عليها، وهو أمر طيب لأنني اعتدت نيلها كثيرا، كذلك تعلمت الفرنسية لأتمكن من التعبير عن نفسي بشكل أفضل. وأعتقد أنه قبل هذا كان الحكام يظنون أنني كنت أهاجمهم».
فيراتي مستقر في باريس سان جيرمان، وحقيقة أن فرنسيته تحسنت كثيرا ساعدته على ذلك. وقد وقع للتو على عقد للاستمرار مع الفريق رغم اهتمام أندية إنجليزية كبرى بضمه. ويقول: «الدوري الفرنسي (الممتاز) هو الدوري الكبير الوحيد الذي لعبت فيه، وأن سعيد جدا هنا. وضع النادي رهانه علي عندما كنت لا أزال صغيرا جدا، وأنا ممتن لهذا. الدوري الإنجليزي الممتاز قوي جدا حقيقة، لكنني لست لاعبا يحب التحديات الجديدة لمجرد التحدي فقط. والمستقبل سيثبت ذلك».
ومع هذا يقر فيراتي بأن الكرة الإنجليزية لديها شيء يفتقده دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وهو عدم القدرة على التنبؤ بنتائجها. ويوضح: «الدوري الإنجليزي رائع وأتابعه عن كثب. هذا الموسم غريب؛ إذ لم يتمكن أي فريق من الانفراد والابتعاد بالصدارة. يعجبني فريق ليستر، فهو حكاية كروية جميلة – ولديهم مدرب إيطالي. وهو فريق لكل لاعب فيه دور، إلى جانب الروح الكبيرة والتضحية. لا يكف اللاعبون عن الجري. ولنأمل بأن ينالوا المكافأة على هذا. أشجع هذا الفريق، وأتمنى أن يفوز رانييري باللقب».
وليس دوري الأبطال الأوروبي المسابقة الوحيدة التي يأمل فيراتي بالفوز بها في 2016؛ فبطولة الأمم الأوروبية تقترب، وتلعب إيطاليا، بلد فيراتي الذي يصفه مدرب المنتخب الإيطالي أنطونيو كونتي بـ«القائد الكبير المقبل»، في المجموعة نفسها مع السويد، منتخب إبراهيموفيتش زميله في سان جيرمان. ويقول: «أنا سعيد لأني سألعب ضده. زلاتان يستحق أن يذهب لأبعد من هذا في بطولة من البطولات. ولا بد أن تشعر السويد بالامتنان له، فقد كان حاسما في مساعدة الفريق على التأهل، ولنأمل بأن يواصل على الوتيرة نفسها؛ عدا مباراة إيطاليا. علاقتي جيدة جدا بإبراهيموفيتش، وقد ساعدني كثيرا عندما كنت ضيفا جديدا على النادي. وهو لاعب يشكل في حد ذاته نصف فريق. وربما كان هذا الموسم أفضل مواسمه على الإطلاق، والفريق بالكامل يتمنى استمراره الموسم المقبل، لكن النادي وإبراهيموفيتش فقط هما من يمكن أن يحدد مستقبله».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.