أولوية الحرب على «داعش» قد تؤجل الانتخابات النيابية في الأردن

في لقاء للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع رؤساء تحرير الصحف اليومية

أولوية الحرب على «داعش» قد تؤجل الانتخابات النيابية في الأردن
TT

أولوية الحرب على «داعش» قد تؤجل الانتخابات النيابية في الأردن

أولوية الحرب على «داعش» قد تؤجل الانتخابات النيابية في الأردن

في لقاء للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع رؤساء تحرير الصحف اليومية الرئيسية قبل أيام أكد أن الأولوية للدولة الأردنية هي الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تواجه يوميا تحديات تتعامل معها بكل حرفية واقتدار وبسالة.
بعد عملية إربد وكشف مخططات إرهابية كانت ستنفذها مجموعه من عصابة «داعش» في إربد بدأ الحديث داخل النخب السياسية عن احتمالات تأجيل الانتخابات النيابية إلى العام القادم والتي كانت متوقعة أن تجري في شهر المقبل.
ويؤكد سياسيون ونواب أن قرار حل مجلس النواب الذي ينهي مدته الدستورية وفق الدستور في 23 يناير (كانون الثاني) المقبل (2017) كان قيد الدراسة من أجل إجراء الانتخابات النيابية في سبتمبر (أيلول) قبل انطلاق بطولة كأس العالم للسيدات التي ستقام في الأردن نهاية شهر سبتمبر كون الاتحاد الدولي للفيفا يحظر إقامة نشاطات سياسية أثناء انعقاد البطولات العالمية.
ويرى سياسيون أن جدلا طغى على السطح في الأردن وفي أوساط النخب السياسية والرسمية بأن فكرة حل مجلس النواب نهاية شهر مايو (أيار) قد تؤجل إلى نهاية العام الحالي خصوصا وأن التطورات الأمنية في سوريا غير واضحة، علاوة على الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في حماية البلد من الإرهاب تتطلب مزيدا من الدراسة لقرار إجراء انتخابات نيابية مبكرة خصوصا وأن الدستور ينص على أن مدة مجلس النواب أربع سنوات، وهو الأمر الذي يمكن أن يبقي مجلس النواب لشهر يناير عام 2017، كما أن الدستور الأردني يعطي للملك سلطة تمديد عمر مجلس النواب لسنة أو سنتين إضافيتين عن الأربع سنوات كما يمنحه سلطة حل مجلس النواب.
ويشترط الدستور إجراء الانتخابات النيابية خلال أربعة شهور من حل البرلمان، وفي حال عدم إجرائها خلال الأربعة شهور فإن المجلس المنحل يعود لممارسة صلاحياته الدستورية لحين انتخاب مجلس جديد.
وتؤكد المصادر السياسية أن حكومة الدكتور عبد الله النسور لا تحبذ فكرة حل مجلس النواب وإنما ترى إمكانية بقاء مجلس النواب الحالي لانتهاء مدته الدستورية وأن تجرى الانتخابات النيابية دون الحاجة لحل المجلس وهو ما تطلق عليه «مجلس يسلم مجلسا».
ويشترط الدستور الأردني أيضا استقالة الحكومة التي يحل مجلس النواب في عهدها، كما يمنع الدستور أن يعاد تكليف رئيسها بتشكيل الحكومة التي تلي حكومة الحل، وهو الأمر الذي يدفع الحكومة إلى عدم تحبيذ فكرة حل البرلمان.
ولا يستبعد سياسيون احتمال أن يحسم الملك عبد الله الثاني أمر الانتخابات المبكرة بإجرائها في شهر سبتمبر في رسالة أن الاستحقاق الانتخابي أولوية أيضا، وخصوصا بعد إنجاز قانون الانتخاب الجديد الذي أقره مجلس النواب ثم أقره مجلس الأعيان والذي ستجرى الانتخابات النيابية على أساسة، إلا أن هذا الاحتمال يبقى قائما والأيام القليلة القادمة ستكشف عن الخيار الذي سيحدد موعد الانتخابات.



نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
TT

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نبّه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ، في وقت يعاني فيه من نزاع طويل الأمد نتيجة انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية. وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات نتيجة تغير المناخ، مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات.

وذكر ستيفان غيمبيرت، المدير القطري للبنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي، أن «اليمن يواجه تقاطعاً غير مسبوق للأزمات: النزاع، وتغير المناخ، والفقر». وطالب باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة «لتعزيز المرونة المناخية لأن ذلك مرتبط بحياة الملايين من اليمنيين». وقال إنه من خلال الاستثمار في الأمن المائي، والزراعة الذكية مناخياً، والطاقة المتجددة، يمكن لليمن أن يحمي رأس المال البشري، ويعزز المرونة، ويضع الأسس «لمسار نحو التعافي المستدام».

الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة تهدد ملايين اليمنيين (الأمم المتحدة)

وفي تقرير لمجموعة البنك الدولي الذي حمل عنوان «المناخ والتنمية لليمن»، أكد أن البلاد تواجه تهديدات بيئية حادة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات المفاجئة في أنماط الأمطار، والزيادة في الأحداث الجوية المتطرفة، والتي تؤثر بشكل كبير على أمن المياه والغذاء، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي.

ووفق ما جاء في التقرير الحديث، فإن نصف اليمنيين يواجهون بالفعل تهديدات من تغير المناخ مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات. ‏وتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن بنسبة 3.9 في المائة بحلول عام 2040 إذا استمرت السيناريوهات المناخية السلبية، مما يفاقم أزمة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

تحديات متنوعة

في حال تم تطبيق سيناريوهات مناخية متفائلة في اليمن، تحدث تقرير البنك الدولي عن «فرص استراتيجية» يمكن أن تسهم في تعزيز المرونة، وتحسين الأمن الغذائي والمائي. وقال إن التوقعات أظهرت أن الاستثمارات في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، مع استخدام تقنيات الزراعة التكيفية، قد تزيد الإنتاجية الزراعية بنسبة تصل إلى 13.5 في المائة بين عامي 2041 و2050.

وامتدت تحذيرات البنك الدولي إلى قطاع الصيد، الذي يُعد أحد المصادر الأساسية للعيش في اليمن، وتوقع أن تتسبب زيادة درجات حرارة البحر في خسائر تصل إلى 23 في المائة في قطاع الصيد بحلول منتصف القرن، مما يعمق الأزمة الاقتصادية، ويسهم في زيادة معاناة المجتمعات الساحلية.

التغيرات المناخية ستسهم في زيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

واستعرض البنك في تقريره التحديات الصحية الناجمة عن تغير المناخ، وقال إنه من المتوقع أن يكلف ذلك اليمن أكثر من 5 مليارات دولار بحلول عام 2050، وتتضمن هذه التكاليف الرعاية الصحية الزائدة نتيجة للأمراض المرتبطة بالطقس مثل الملاريا والكوليرا، وهو ما يضع ضغطاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضعف شديد.

ولهذا، نبّه التقرير إلى أهمية دمج المرونة المناخية في تخطيط الصحة العامة، مع التركيز على الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار التقرير إلى أن المناطق الحضرية ستكون الأكثر تأثراً بازدياد الفيضانات المفاجئة، مع تحذير من أن التدابير غير الكافية لمواجهة هذه المخاطر ستؤدي إلى صدمات اقتصادية كبيرة تؤثر على المجتمعات الهشة.

وفيما يخص القطاع الخاص، أكد التقرير على أن دوره في معالجة التحديات التنموية العاجلة لا غنى عنه. وقال خواجة أفتاب أحمد، المدير الإقليمي للبنك الدولي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القطاع الخاص له دور حيوي في مواجهة التحديات التنموية العاجلة في اليمن. من خلال آليات التمويل المبتكرة، يمكن تحفيز الاستثمارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر خضرة ومرونة».

وتناول التقرير إمكانات اليمن «الكبيرة» في مجال الطاقة المتجددة، وقال إنها يمكن أن تكون ركيزة أساسية لاستجابته لتغير المناخ، لأن الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتوفير بنية تحتية مرنة لدعم الخدمات الحيوية، مثل الصحة والمياه.

تنسيق دولي

أكد البنك الدولي على «أهمية التنسيق الدولي» لدعم اليمن في بناء مرونة مناخية مستدامة، مع ضرورة ضمان السلام المستدام كون ذلك شرطاً أساسياً لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

ورأى أن اتخاذ قرارات مرنة، وتكييف الإجراءات المناخية مع الواقع السياسي في اليمن، من العوامل الحاسمة في مواجهة التحديات، وقال إن التركيز على «السلام والازدهار» يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية أكبر في المستقبل.

وزير المياه والبيئة اليمني مشاركاً في فعاليات تغير المناخ (إعلام حكومي)

من جهته، أكد وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي في الجلسة الخاصة بمناقشة هذا التقرير، التي نظمها البنك الدولي على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أهمية دمج العمل المناخي في استراتيجية التنمية، والتكيف مع تقلبات المناخ، ومناقشة العلاقة بين المناخ والنزاع والتنمية.

وأشار وزير المياه والبيئة اليمني إلى أن تقرير المناخ والتنمية يشكل مساهمة جيدة لليمن في مواجهة تغير المناخ، وسيعمل على تسهيل الوصول لعدد من التمويلات المناخية في ظل الهشاشة الهيكلية والتقنية التي تعيشها المؤسسات جراء الحرب.

وقال الشرجبي إن التقرير يتماشى بشكل كبير مع الأولويات العاجلة لليمن، خصوصاً في مجال الأمن المائي والغذائي، وتعزيز سبل العيش، وتشجيع نهج التكيف المناخي القائم على المناطق، لافتاً إلى أهمية دور الشركاء التنمويين لليمن في تقديم المساعدة التكنولوجية والتقنية، وبناء القدرات.