الجيش الليبي يحاصر الإرهابيين في القوارشة غرب بنغازي

عقب استعادة السيطرة على معقلهم بمنطقة الهواري

الإيطاليان اللذان تم اطلاق سراحهما جينو بوليكاردو (أقصى اليسار) وفيليبو كالكانيو (الثاني من اليمين) والمختطفان منذ 8 شهور في ليبيا بمطار معيتيقة في طريقهما إلى إيطاليا (إ.ب.أ)
الإيطاليان اللذان تم اطلاق سراحهما جينو بوليكاردو (أقصى اليسار) وفيليبو كالكانيو (الثاني من اليمين) والمختطفان منذ 8 شهور في ليبيا بمطار معيتيقة في طريقهما إلى إيطاليا (إ.ب.أ)
TT

الجيش الليبي يحاصر الإرهابيين في القوارشة غرب بنغازي

الإيطاليان اللذان تم اطلاق سراحهما جينو بوليكاردو (أقصى اليسار) وفيليبو كالكانيو (الثاني من اليمين) والمختطفان منذ 8 شهور في ليبيا بمطار معيتيقة في طريقهما إلى إيطاليا (إ.ب.أ)
الإيطاليان اللذان تم اطلاق سراحهما جينو بوليكاردو (أقصى اليسار) وفيليبو كالكانيو (الثاني من اليمين) والمختطفان منذ 8 شهور في ليبيا بمطار معيتيقة في طريقهما إلى إيطاليا (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الليبي، الذي يستعد لإعلان تحرير مدينة بنغازي نهائيا من قبضة المتطرفين، أنه سيطر أمس بشكل كامل على أحد أهم معاقلهم في منطقة مصنع الإسمنت في منطقة الهواري جنوب بنغازي شرق البلاد.
وأوضح مكتب إعلام الجيش الليبي أن السيطرة على مصنع الإسمنت تعني اكتمال طوق الحصار على الإرهابيين في القوارشة، بينما قال الناطق الرسمي باسم «قوات الصاعقة» إن الاشتباكات العنيفة مستمرة وتدور حاليا حول المصنع.
من جهة أخرى، عاد إيطاليان خطفا في شهر يوليو (تموز) الماضي من ليبيا إلى روما أمس، وقد أحيطت عودتهما بالتكتم، بينما لا تزال أسئلة مطروحة حول مقتل مخطوفين آخرين اختطفا معهما. ورحب ذوو جينو بوليكاردو (55 عاما) وفيليبو كالكانيو (56 عاما) بهما في الصباح الباكر أمس في مطار روما، ثم نقلا لعقد لقاء مع وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات. وكانا قد خطفا مع موظفين آخرين في شركة بوناتي للبناء قرب مجمع لشركة إيني النفطية الإيطالية في منطقة مليتة غرب طرابلس، في مكان كان مسرحا لعمليات خطف رهائن.
وكانت وسائل الإعلام الإيطالية تحدثت عن احتمال الإفراج عن الرهائن الأربعة قبل خبر مقتل اثنين منهما. وكانت إيطاليا أعلنت الخميس الماضي عشية الإفراج عن بوليكاردو وكالكانيو أن المخطوفين الآخرين سالفاتوري فايا (47 عاما) وفاوستو بيانو (60 عاما) قد قتلا على الأرجح خلال مواجهات بين متطرفين وعناصر ميليشيات محلية. وقالت روسالبا فايا، أرملة أحد الرهائن، إن «الدولة الإيطالية قد أخفقت. إن دماء زوجي كانت ثمنا للإفراج عن المخطوفين الآخرين». وطالبت بإعادة جثة زوجها في أسرع وقت ممكن.
وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية إن سالفاتوري فايا وفاوستو بيانو، اللذين كانا انفصلا عن مواطنيهما منذ بعض الوقت، كانا موجودين في قافلة لتنظيم «داعش» تعرضت لهجوم شنته ميليشيات موالية لتحالف فجر ليبيا الذي يعتبر الذراع المسلحة لحكومة طرابلس غير المعترف بها.
وبينما أدى مقتل المخطوفين إلى زيادة الضغوط لحمل إيطاليا على إرسال قوات خاصة إلى ليبيا، نبه رئيس الوزراء ماتيو رينزي إلى ضرورة موافقة البرلمان على أي تدخل، وإلى أن روما لن تقوم بأي خطوة متسرعة، وقد أيد هذا الرأي وزير الخارجية باولو جنتيوني. وقال جنتيوني في مقابلة صحافية: «يجب أن نحرص على ألا تغرق ليبيا في الفوضى، حيث يمكن أن تزداد فصول مأسوية كتلك التي استهدفت رعايانا». لكنه أضاف: «من الواضح أنه لا يوجد حل سهل، ولا يكفي التباهي بالقوة. صحيح أن الوقت يضيق، لكن ليس هناك خيار عسكري سريع». وخلص وزير الخارجية إلى القول إن «الحكومة تعرف الأخطاء التي وقعت في السابق، وتعمل لتهيئة ظروف الاستقرار في ليبيا».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.