الجيش اليمني يصد محاولة للحوثيين في البيضاء.. ويستعيد موقعين في كرش

بعد اشتباكات وصفت بالأعنف منذ اندلاع المعارك

عناصر من لجان المقاومة الشعبية، خلال إطلاقها صواريخ تجاه الحوثيين غرب مدينة مأرب (غيتي)
عناصر من لجان المقاومة الشعبية، خلال إطلاقها صواريخ تجاه الحوثيين غرب مدينة مأرب (غيتي)
TT

الجيش اليمني يصد محاولة للحوثيين في البيضاء.. ويستعيد موقعين في كرش

عناصر من لجان المقاومة الشعبية، خلال إطلاقها صواريخ تجاه الحوثيين غرب مدينة مأرب (غيتي)
عناصر من لجان المقاومة الشعبية، خلال إطلاقها صواريخ تجاه الحوثيين غرب مدينة مأرب (غيتي)

شهدت منطقة القريشية في قيفة رداع بمحافظة البيضاء، معارك شرسة وعنيفة لليوم الخامس على التوالي، خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والسلاح، وذلك إثر محاولات الميليشيات التابعة للحوثي والرئيس المخلوع صالح اقتحام بلدة الزوب، دون أن تتكلل هذه المحاولات سوى بالفشل والمزيد من الضحايا. وآخر هذه المحاولات كانت فجر أمس الأحد، وتمكنت المقاومة الشعبية من التصدي لهذه الحملة العسكرية لميليشيات الحوثي وقوات صالح.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن مواجهات عنيفة تدور في جبهة الزوب بقيفة رداع، لليوم الخامس على التوالي بين الطرفين، ولفتوا إلى أن الميليشيات، وبعد أن منيت بالهزيمة لجأت إلى قصف منازل السكان بمدفعية الدبابات والعربات العربات المدرعة.
وكانت محافظة البيضاء، مسرحا لمواجهات عنيفة خلال الخمسة الأيام الماضية، تكبدت فيها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح نحو 18 قتيلا، بينهم خمسة لقوا مصرعهم في كمين مسلح نصبه رجال المقاومة الشعبية أول من أمس، في مداخل قرية الزوب كبرى قرى بلدة قيفة في رداع بمحافظة البيضاء شرقي محافظة ذمار.
وأفادت مصادر محلية وقبلية لـ«الشرق الأوسط» بأن رجال المقاومة استهدفوا سيارة نوع «هيلوكس» حاولت الدخول نحو القرية عقب نجاح وساطة قبلية بإبرام اتفاق بين المقاومة والميليشيات، قضى بالسماح للأخيرة بإخراج جثث قتلاها، غير أن الميليشيات حاولت استغلال خروج جثث القتلى للتوغل ناحية قرية الزوب، ما أدى إلى تصدي المقاومة لهذا الاختراق وقتل الخمسة الأفراد الذين كانوا على متن السيارة.
وأشارت إلى أن 18 مسلحا تابعا للحوثي والرئيس المخلوع قتلوا مساء الخميس وصباح الجمعة بقيفة رداع، إثر معركة دارت بين الطرفين وما زالت مستمرة حتى مساء أمس الأحد.
وأضاف أن المقاومة تقدمت إلى مركز المديرية في قيفة بعد اشتباكات وصفت بالأعنف منذ اندلاع المعارك قبل أكثر من عام، قبل أن تنسحب من المنطقة، منوهة بتدمير المقاومة لعربة مشاة قتالية «بي إم بي» تابعة للميليشيات.
وفي جبهة كرش بمحافظة لحج جنوبي البلاد، قال المتحدث الرسمي لجبهات شمال العند، قائد نصر الردفاني، إن المقاومة وبدعم من قوات الجيش الوطني شنت هجوما مزدوجا من اتجاهين في جبهة كرش تخوم محافظة تعز شمالا، بدءا من صباح السبت الفائت، تمكنت على إثره المقاومة من استعادة موقعين من أيدي الميليشيات وتفجير مستودع ذخائر متنقل، كما تم تفجير آلية عسكرية.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن المعارك مستمرة في الجبهة، مشيرا إلى سقوط نحو عشرة مسلحين تابعين للحوثي وصالح ما بين قتيل وجريح، فيما قتل أحد أفراد المقاومة والجيش الوطني وأصيب سبعة آخرون في هذه المواجهات، بينهم أربعة جراء انفجار لغم أرضي في السيارة التي كانت تقلهم.
وفي جبهة دمت شمال شرقي محافظة الضالع، جنوبي البلاد، نفذت المقاومة الشعبية في مدينة دمت، هجومًا على دورية تابعة لميليشيات الحوثي وصالح في المدينة. وأكد القائد الميداني في جبهة مريس دمت، علي الورة، لـ«الشرق الأوسط» وقوع ثلاثة تفجيرات في مدينة دمت، لافتا إلى أن الميليشيات قصفت بمدفعيتها وبشكل عشوائي بعد تعرض مسلحيهم لهجمات مختلفة في المنطقة الواقعة بين مدينة دمت شمالا ومريس جنوبا.
وذكرت مصادر محلية في المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 9 من مسلحي ميليشيات الحوثي وصالح سقطوا ما بين قتيل وجريح في الهجوم الذي استهدف طقما عسكريا تابعا للميليشيات التي تسيطر على مدينة دمت منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لافتة إلى أن رجال المقاومة الشعبية هاجموا الدورية بقذيفة مدفعية في الشارع الدائري، ما أدى إلى تدمير الطقم ومقتل وجرح عناصر الدورية.
وفي جبهة حمك سوق الليل شمال مدينة قعطبة بمحافظة الضالع، لقي نحو سبعة مسلحين مصرعهم، إثر استهداف مدفعية المقاومة الشعبية في مديرية قعطبة بجبهة حمك لدورية خلف سوق الليل غرب بين محافظتي إب والضالع.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» إن طقما تم تدميره وإحراقه كليا، موضحة أن القتلى كانوا يستقلونه قبل مباغتتهم بقذيفة مدفعية.
وأضافت أن المواجهات وتبادل القصف المدفعي بين المقاومة ومسلحي الميليشيات ما زال مستمرا وإن بشكل متقطع.
وكانت نقطة تفتيش عند مدخل مدينة قعطبة شمال الضالع وتابعة للمقاومة، تمكنت من ضبط سيارة تابعة للميليشيات وعليها شخصان وعدد من أسلحة وذخائر بندقية آلية. وقامت المقاومة الشعبية بنشر نقاط تفتيش في مداخل ومخارج مدينة قعطبة، خشية من إقدام الميليشيات على إدخال أسلحة ومعدات عسكرية إلى المدينة التي تعد مؤخرة لجبهتي مريس دمت شرقا وجبهة حمك العود شمالا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.