لماذا يُكمّم حكام الدوري الإنجليزي حتى بعد اعتزالهم؟

رغم أن كثيرًا من البطولات الأوروبية والعالمية تسمح للحكام بتفسير قراراتهم للجمهور

الحكم السابق هاكيت يدعم التواصل مع الجمهور  -  الحكم كلاتنبرغ محاط بلاعبي سيتي المعترضين على ركلة جزاء احتسبها لتوتنهام (رويترز)  -  ويب يعلق على الحكام دون الصدام معهم
الحكم السابق هاكيت يدعم التواصل مع الجمهور - الحكم كلاتنبرغ محاط بلاعبي سيتي المعترضين على ركلة جزاء احتسبها لتوتنهام (رويترز) - ويب يعلق على الحكام دون الصدام معهم
TT

لماذا يُكمّم حكام الدوري الإنجليزي حتى بعد اعتزالهم؟

الحكم السابق هاكيت يدعم التواصل مع الجمهور  -  الحكم كلاتنبرغ محاط بلاعبي سيتي المعترضين على ركلة جزاء احتسبها لتوتنهام (رويترز)  -  ويب يعلق على الحكام دون الصدام معهم
الحكم السابق هاكيت يدعم التواصل مع الجمهور - الحكم كلاتنبرغ محاط بلاعبي سيتي المعترضين على ركلة جزاء احتسبها لتوتنهام (رويترز) - ويب يعلق على الحكام دون الصدام معهم

منح الفوز الذي تحقق لتوتنهام على مانشستر سيتي في عقر دار الأخير بملعب الاتحاد الشهر الماضي دفعة للفائز نحو سباق اللقب الأكثر إثارة منذ سنوات، كما أحدث ثقبا في طموحات مانشستر سيتي، ولكن معظم النقاش الدائر حول المباراة كان يتركز على قرار باحتساب لمسة يد، اتخذه رجل واحد داخل الملعب، ولم يكن مشاركا في اللعب.
وقال مدرب سيتي مانويل بيليغريني، الذي عادة ما يغلب عليه الهدوء: «كانت ركلة جزاء أراد الحكم مارك كلاتنبرغ أن يشير إليها، وأشار إليها فعلا. كان قرارا خاطئا تماما. وكانت هي اللحظة المحورية التي حسمت المباراة».
وواصل بيليغريني: «لمست الكرة ظهر لاعبنا ستيرلينغ ثم كوعه، بل إن ستيرلينغ لم ير الكرة. ولسوء حظنا أنه كان الحكم نفسه الذي أدار المباراة التي خسرناها أمام توتنهام في الجولة الأولى بهدفين من تسللين. لقد حسم ذلك القرار المباراة. ولا أعتقد أن تعيين الحكم نفسه كان بالقرار السليم». أعيدت اللعبة مرارا وتكرارا خلال التغطية الحية واستعراض أبرز لقطات المباراة، بينما قام عدد كبير من الخبراء والمعلقين، من بينهم الحكم السابق غراهام بول بتحليل والتشكيك في القرار. وكتب بول في عموده الصحافي: «لم تكن هذه لمسة يد وكان كلاتنبرغ مخطئا. قد يفوز توتنهام بالدوري بسبب خطأ تحكيمي».
وبول واحد من عدد قليل من الحكام السابقين الذين يعلقون على التحكيم في وسائل الإعلام. ويعود السبب لكون الغالبية الواسعة من الحكام السابقين يلتزمون الصمت لأن العواقب المالية قد تكون وخيمة. ومارك هالسي هو حكم سابق آخر اضطر إلى التخلي عن حقه في الحصول على 50 ألف دولار، ما يعادل راتبه السنوي النهائي المستحق عن تقاعده، عندما اختار أن ينشر سيرته الذاتية، «الوقت الإضافي».
يشير الكتاب إلى سلسلة من الوقائع المؤسفة التي حصلت له مع لجنة الحكام المحترفين «بي جي إم أو إل»، وبخاصة رئيسها، مايك ريلي، الذي تولى منصبه في 2010. اتخذ بول وكاتب سيرته، صحافي كرة القدم المخضرم إيان ريدلي، مسار النشر بالجهود الذاتية عندما أبدى الناشر الأصلي «هيدلاين»، مخاوفه بشأن رد مسؤولي الدوري الممتاز على الكتاب.
وريدلي من أشد المنتقدين للجنة الحكام المحترفين وصلتها الوثيقة بالدوري الممتاز، التي يعدها غير عادية وغير سليمة على حد سواء. ويقول ريدلي: «الدوري الإنجليزي الوحيد في العالم الذي يتحكم فيه هيئة ممثلة للحكام. في كل الدول الكبرى في كرة القدم، يكون اتحاد اللعبة هو الجهة التي تحكم عمل الحكام. في إنجلترا لا يملك الاتحاد الإنجليزي هذا. والدوري الممتاز يعد المسابقة الوحيدة التي يمكنها تمويل مجموعة منتقاة بدوام كامل».
ويشير ريدلي إلى أنه في معظم البلدان تكون لجنة الحكام مستقلة بالكامل ومن ثم ليست خاضعة للدوري. ويقول إن هذه الصلة الوثيقة تؤثر على لجنة الحكام المحترفين، واصفا اللجنة بأنها «بالوعة لجنون الشك والاضطهاد».
ليس مسموحا للحكام من الناحية التعاقدية الحديث إلى وسائل الإعلام، ومن ثم فهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الانتقادات. يخلق جدار الصمت فراغا يجتذب التعليقات غير الموضوعية والتكهنات. وما عليك إلا أن تستمع إلى برنامج «606» على هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في نهاية أي أسبوع لتسمع انتقادات المشجعين اللاذعة. ولا شك بأنه سيكون من الأفضل لكل من يهمه الأمر أن تكون هناك آلية لمناقشة هادئة وعقلانية لبعض القرارات. يحاول موقع «أنت الحكم»، أن يفعل هذا بالضبط من خلال لجنة من الحكام السابقين، بمن فيهم هالسي وكيث هاكيت، الذين يعلقون على القرارات التحكيمية المهمة.
ولكونه مسؤولا سابقا بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وكان مشاركا في السنوات الأولى لعمل لجنة الحكام المحترفين الإنجليزية، كان هاكيت دائما من أنصار تواصل أفضل. على سبيل المثال، سبق وأن زار هاكيت المدرب ديفيد مويز في إيفرتون للحديث بشأن مروان فيلايني. ويقول هاكيت: «كان قد حصل على بطاقتين صفراوين متتاليتين وشرحت السبب، ولهذا فقد وظفه مويز حينذاك في دور مختلف بشكل طفيف». ويقول هاكيت إنه على يقين بأن مثل هذا النوع من الحوار لن يحدث في أيامنا هذه.
ومن خلال موقع «أنت الحكم» يهدف هاكيت إلى «تقديم تحليل يساعد على اطلاع وتثقيف الجيل الجديد من الحكام». وتراود هاكيت مخاوف عميقة بشأن مدى تأثير غياب التواصل بين الحكام واللاعبين والمدربين والأندية والمشجعين على اللعبة. ويقول: «لدى القائمين على الدوري الممتاز نفوذ مسيطر على لجنة الحكام المحترفين، وهو ما يردع أي شخص عن قول أي شيء».
كما يعتقد هاكيت أن استقدام حكام من أوروبا سيحسن المعايير. غير أنه في خارج المملكة المتحدة، ليست هناك مقاومة بالدرجة نفسها لفكرة تواصل الحكام مع وسائل الإعلام. في أستراليا على سبيل المثال، هناك وقت مخصص يمنح حكام الدوري الممتاز الفرصة لمخاطبة وسائل الإعلام عقب المباريات لتوضيح قراراتهم. كذلك يسمح الدوري الألماني «البوندسليغا» للحكام بإجراء عدد محدود من المقابلات، فيما يشجع الدوري الأميركي «إم إل إس» النقاش حول الوقائع التحكيمية المهمة، ويدرس الحكام الاسكوتلنديون نهجا أكثر انفتاحا. ومن ثم فمسألة حديث الحكام إلى وسائل الإعلام ليست قضية محسومة تماما. لكن مايك ريلي، المدير العام للجنة الحكام المحترفين يبدو عازما على مواصلة سياج السرية المضروب حول فريقه الذي يضم 78 حكما و247 من الحكام المساعدين، والقائمة المنتقاة التي تضم 17 حكما تسند إليهم مسؤولية إدارة مباريات الدوري الممتاز كافة.
ليس للعبة وجود من دون الحكام، ولكنهم يظلون هم من يتحملون العبء الأكبر من الانتقادات. ومع هذا لا تسمع أبدا بحكام يدافعون عن أنفسهم أو حتى يحاولون تبرير قراراتهم. وهذا الطريق ذو الاتجاه الواحد هو أمر من صنع أيديهم، حيث لا تسمح اللجنة التي تمثل مصالحهم بأي تفاعل من أي نوع مع وسائل الإعلام. لقد تأسست لجنة الحكام المحترفين في 2001 استجابة لاحتراف الحكام، وقبل ذلك كان الحكام هواة يحصلون على أجر نظير أداء المباريات. لكن الآن يمكن لحكم الدوري الممتاز أن يربح راتبا سنويا أساسيا يصل لنحو 70 ألف جنيه إسترليني. وبالنظر إلى أتعاب أداء المباريات والنفقات الإضافية، يحصل معظم الحكام من أعضاء اللجنة المنتقاة على ما يصل إلى مائة ألف إسترليني سنويا. وبالعودة إلى عام 1988، كانت أتعاب المباراة تصل إلى 60 جنيها إضافة إلى النفقات للحكم، و30 جنيها للحكم المساعد.
كان هيوارد ويب يصنف كواحد من أفضل الحكام في العالم. وبلغت مسيرة رجل الشرطة السابق البالغ من العمر 44 عاما، أوجها عندما صار أول حكم يدير نهائي دوري الأبطال الأوروبي ونهائي كأس العالم في عام واحد. ومع هذا، فهذه القامة التي لا نظير لها تحكيميا، نالت منها يد الانتقادات بسبب تساهله مع التدخل العنيف للهولندي نيغيل دي يونغ والذي كاد أن يقطع رأس الإسباني تشابي ألونسو في نهائي كأس عالم 2010. واعترف دي يونغ بأنه كان «محظوظا» لبقائه داخل الملعب، وأقر ويب لاحقا بأنه لو أتيحت له زاوية رؤية أفضل لكان طرده. ورغم أنه أشهر 14 بطاقة صفراء على مدار المباراة إلى جانب طرد جون هيتينغا، فقد ركز تحليل ما بعد المباراة على عدم سيطرة ويب بشكل كامل على المباراة.
عندما اعتزل ويب التحكيم في أغسطس (آب) 2014، تولى دور المدير الفني للجنة الحكام المحترفين بالاتحاد الإنجليزي. استمر في منصبه لأكثر من عام قبل أن يحل مكان هالسي فعليا ضمن فريق الخبراء في قناة «بي تي سبورت»، للتعليق على قرارات الحكام خلال المباريات المنقولة تلفزيونيا. كما يكتب ويب بانتظام عمودا في «التايمز»، وهو ما يمنحه الفرصة للنظر بهدوء في قرارات الحكام. ويرى هاكيت أن آراء ويب محافظة وأنه نادرا ما يطعن على القرارات التحكيمية خوفا من إزعاج لجنة الحكام.
وهنالك حكم واحد يبدو أنه في منأى عن الإساءات والذم المعتادين، وهو الإيطالي بيير لويجي كولينا الذي حقق سبقا لافتا باختياره أفضل حكم في العالم لست سنوات متتالية بين 1998 و2003. ونادرا ما تعرض كولينا ولو لمجرد التلميح بالنقد في مهنة تعد السخرية التي لا تتوقف جزءا لا يتجزأ من سماتها.
ويقول هاكيت: «كان (كولينا) من دون شك أفضل حكم رأيته على الإطلاق. أولا كان يستعد بشكل جيد للغاية، كان يعرف كل الفرق، واللاعبين والتكتيكات إلى آخره، وثانيا، كان يتمتع بلياقة بدنية عالية للغاية، وكان يتمتع بسرعة كبيرة ويوجد دائما في المكان السليم». وفضلا عن هذا تم تكريم كولينا في قاعة مشاهير كرة القدم الإيطالية في 2011، إلى جانب الأساطير من اللاعبين والمدربين من أمثل روبرتو باجيو ومارتشيلو ليبي وأريغو ساكي. ولا يسع المرء أن يتخيل أن يحظى كلاتنبرغ أو ويب بمثل هذا التكريم في إنجلترا.
وكما يلاحظ هاكيت، «تسيد كولينا اللعبة من خلال شخصيته ولأن مبادئه لم تكن تتجزأ. كانت سمعته تسبقه ونال الاحترام من خلال حسن التواصل ودقة قراراته».
من غير المرجح أن يصل حكام آخرون للمستوى نفسه، خصوصا في الكرة الإنجليزية، بسبب غياب التواصل.



مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».