منتدى جدة: دعوات للتوسع في مشاريع الربط الكهربائي وتقليص الاعتماد على النفط

خبراء أكدوا قدرة السعودية على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية

جانب من جلسات منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم فعالياته أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من جلسات منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم فعالياته أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

منتدى جدة: دعوات للتوسع في مشاريع الربط الكهربائي وتقليص الاعتماد على النفط

جانب من جلسات منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم فعالياته أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من جلسات منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم فعالياته أمس (تصوير: عدنان مهدلي)

دعا خبراء حضروا جلسات اليوم الأخير من فعاليات منتدى جدة الاقتصادي أمس الخميس، إلى التوسع في مشاريع الربط الكهربائي بين دول المنطقة بما يعود بالفائدة على الجميع، وركزوا على أهمية خفض الاعتماد على النفط، مؤكدين قدرة السعودية على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
وذكر محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبد الله الشهري، أن الطاقة المركبة لم تستخدم بالشكل الأمثل على المستوى الخليجي، نتيجة اختلاف تسعيرة الوقود من دولة لأخرى، لافتًا إلى أن استخدام الربط الكهربائي في الخليج من أجل الحالات الطارئة.
وركّز على أهمية التوجه نحو الربط التجاري الذي لا يزال معدومًا نتيجة لاختلاف تسعيرة البترول بين دولة وأخرى: «فقطر مثلاً لا تدفع على البترول مقابل أننا ندفع 6 دولارات بعد أن كان 4 دولارات قبل فترة من الزمن».
وتطرق الشهري إلى أن العمل يجري حاليًا على الربط الكهربائي بين السعودية ومصر، مرجحًا اكتمال الربط خلال 30 شهرًا، لنقل نحو 3 آلاف ميغاواط من المدينة المنورة إلى تبوك ثم إلى مصر.
ولفت إلى أن حالات الهدر المسجلة في قطاع المياه والكهرباء ستتم معالجتها دون الحاجة لفرض غرامات وعقوبات. وشدد في هذا الجانب على أن الغرامة الحقيقية التي سيتكبدها مهدرو الطاقة هي التعريفة الجديدة التي تركز على شرائح مستهلكي الطاقة بشكل عال.
وبشأن اللجوء للطاقة الشمسية، قال الشهري إن العمل على تنفيذ مشروع من هذا النوع من شأنه أن يكون أكثر كلفة من المعتمد حاليًا.
من جانبه، تحدث فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية السعودية ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية (وهي الأولى في البلاد) عن تطور المدينة والشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تبلورت من خلال فكرة المدينة الاقتصادية التي تعتبر أحد أهم النماذج العالمية في مجال تطوير المدن.
وأضاف أن المدينة الاقتصادية لم تتأثر بالتحديات الحالية التي تعتري الاقتصاد في المنطقة مع هبوط أسعار النفط، مشيرًا إلى أن إنشاء البنية التحتية في المنطقة بما في ذلك المنازل والمساحات التجارية والفنادق والطرق يسير بخطى متسارعة.
وقال الرشيد إن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تواصل العمل بوتيرة متسارعة، وتوسع نطاق الصناعات في المدينة في إطار جهود تنويع موارد الاقتصاد بالمملكة وتقليص اعتماده على النفط، حيث تم تطوير 40 مشروعًا من تلك النوعية منذ تدشين المنطقة في 2005 في حين من المخطط تطوير 170 مشروعًا في السنوات العشر المقبلة.
وذهب إلى أن عدد الشركات الصناعية المستأجرة في المنطقة التي تضم ميناء، بلغ 20 مستأجرًا بنهاية العام الماضي، بعدما زاد 23 في 2015. ومن بين المستأجرين مجموعة سانوفي الفرنسية للأدوية ومشروع يضم جونسون كونترولز الأميركية المتخصصة في صناعة البطاريات إلى جانب شركات متخصصة في إنتاج مواد البناء.
تحديات الخصخصة
وأجمع خبراء من أميركا وفرنسا وماليزيا والهند، على جاهزية السعودية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وقدرتها على تجنب السلبيات الناجمة عن الخصخصة، ودعوا في الجلسة الأولى من اليوم الختامي لمنتدى جدة الاقتصادي، إلى سن قوانين تحكم العلاقة بين القطاعين العام والخاص على مدار عقود طويلة من الزمن.
وقال أرفيندماهاجان، رئيس قسم البنية التحتية والخدمات الحكومية والرعاية الصحية في الهند: «رغم الأداء الصعب للاقتصادات العالمية فإنه سيكون هناك نمو كبير على صعيد البنية التحتية، ومن المهم التفكير في التمويل والبحث عن مشروعات قابلة للاستثمار، والفرصة متاحة للسعودية في حال عمل القطاعين العام والخاص جنبًا إلى جنب لتحقيق طفرة كبيرة ومواجهة التحديات العالمية».
وشدد الخبير الاقتصادي الأميركي جوس دير الرئيس الدولي للنقل في شركة اشورست، على ضرورة توفير الدعم والتمويل من قبل الدولة للمشروعات الخدمية، مشيرًا إلى أن الكثير من المشاريع فشلت بسبب فشل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وضرب مثالين بمشروع إنشاء 800 مدرسة في مصر الذي لم يكتمل بسبب ضعف التنسيق، وكذلك أحد المشروعات الكبيرة في أبوظبي الذي أوقف من الحكومة بسبب الفترة الطويلة التي يستغرقها المشروع، مشددًا على ضرورة وجود جهة قانونية تفصل في القضايا التجارية والعقود التي تبرم بين القطاعين.
ودعا عضو مجلس إدارة غرفة جدة ورئيس اللجنة التنفيذية خلف العتيبي إلى الاستفادة من التجربة الماليزية في الخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص التي عرضت في منتدى جدة الاقتصادي، وأشار إلى أن الخطوات التي اتخذت على مدار ثلاثة عقود جعلت ماليزيا نمرًا اقتصاديا عالميًا، وحولتها إلى إحدى أكثر الدول الجاذبة للاستثمارات في آسيا.
وبيّن أن العلاقة الاقتصادية بين ماليزيا والسعودية تشهد مرحلة تطور، خصوصًا مع التوجه الجديد لإيجاد موارد غير نفطية والذي سيوجد سوقًا لمنتجات سعودية في الأسواق الخارجية، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين ماليزيا والسعودية 12 مليارًا وسط توقعات بوصوله إلى 20 مليارًا، إضافة إلى العلاقات التاريخية معها، وكونها من أوائل الدول التي أعلنت انضمامها للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
كما أكد وكيل وزارة الصحة التركي أيوب غموس، أن القطاع الخاص في بلاده يسهم بـ50 في المائة من حجم المشروعات الجديدة التي تقام في الفترة الحالية والتي تشمل 15 مشروعًا بين مستشفيات ومراكز طبية وعلاجية، وشدد في كلمته على ضرورة الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في المشروعات الوطنية العملاقة.
وركزت آخر جلسات المنتدى على التحديات القانونية للشراكات بين القطاعين العام والخاص وتحديات الخصخصة والقوانين المحلية داخل المملكة من أجل تحقيق برامج الشراكة ما بين القطاعين بشكل ناجح.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.