النجم كلايف أوين لـ : أحب كلاسيكية «جيورجيو أرماني» ودقة «جيجير لوكولتر»

أدواره تتباين بين السينما والتلفزيون.. وهواياته بين ممارسة التنس ومتابعة كرة القدم

أوين كما ظهر مؤخرا عضوا في لجنة مهرجان برلين السينمائي وساعة معصمه من «جيجير لوكولتر» و في بدلة وإكسسوارات من «جيورجيو أرماني» و يرتدي بلايزر وبنطلون من «جيورجيو أرماني» و الوجه الخلفي لـ«ريفيرسو كلاسيك» و كلايف أوين بشارب عندما كان لا يزال يصور مسلسل «ذي نيك»  والذي جسد فيه دور «ثاكراي» جراح عبقري من القرن الماضي و الوجه الأمامي من «ريفيرسو كلاسيك»
أوين كما ظهر مؤخرا عضوا في لجنة مهرجان برلين السينمائي وساعة معصمه من «جيجير لوكولتر» و في بدلة وإكسسوارات من «جيورجيو أرماني» و يرتدي بلايزر وبنطلون من «جيورجيو أرماني» و الوجه الخلفي لـ«ريفيرسو كلاسيك» و كلايف أوين بشارب عندما كان لا يزال يصور مسلسل «ذي نيك» والذي جسد فيه دور «ثاكراي» جراح عبقري من القرن الماضي و الوجه الأمامي من «ريفيرسو كلاسيك»
TT

النجم كلايف أوين لـ : أحب كلاسيكية «جيورجيو أرماني» ودقة «جيجير لوكولتر»

أوين كما ظهر مؤخرا عضوا في لجنة مهرجان برلين السينمائي وساعة معصمه من «جيجير لوكولتر» و في بدلة وإكسسوارات من «جيورجيو أرماني» و يرتدي بلايزر وبنطلون من «جيورجيو أرماني» و الوجه الخلفي لـ«ريفيرسو كلاسيك» و كلايف أوين بشارب عندما كان لا يزال يصور مسلسل «ذي نيك»  والذي جسد فيه دور «ثاكراي» جراح عبقري من القرن الماضي و الوجه الأمامي من «ريفيرسو كلاسيك»
أوين كما ظهر مؤخرا عضوا في لجنة مهرجان برلين السينمائي وساعة معصمه من «جيجير لوكولتر» و في بدلة وإكسسوارات من «جيورجيو أرماني» و يرتدي بلايزر وبنطلون من «جيورجيو أرماني» و الوجه الخلفي لـ«ريفيرسو كلاسيك» و كلايف أوين بشارب عندما كان لا يزال يصور مسلسل «ذي نيك» والذي جسد فيه دور «ثاكراي» جراح عبقري من القرن الماضي و الوجه الأمامي من «ريفيرسو كلاسيك»

الإدمان معركة حياة أو موت، وليس هناك أفضل من جسد هذه المعركة بإقناع، مثل النجم البريطاني كلايف أوين في المسلسل التلفزيوني «ذي نيك»، The Knick، الذي تقمص فيه شخصثية الدكتور جون ثاكراي. في الجزء الأول من المسلسل، ظهر الممثل كمدمن على المخدرات حتى يستطيع التعاطي مع الضغوطات التي كان يرزح تحتها كجراح عبقري وناجح. في الجزء الثاني تم التركيز على محاولاته العلاج لإنقاذ حياته الشخصية والعملية على حد سواء.
غني عن القول إن السلسلة التي جرت أحداثها في القرن التاسع عشر، شدت المشاهدين وحققت نسبة مشاهدة عالية أكدت عبقرية كلايف أوين في تقمص الأدوار الصعبة، حتى وإن كانت تلفزيونية.
لا ينكر النجم البريطاني أنه أحب شخصية الدكتور ثاكراي وتفاعل معها، ولا يمانع أن يكون للسلسلة جزء ثالث، مشيرا إلى أن «ما يقنع الممثل ويشجعه على قبول أي دور، ليس أن يكون العمل سينمائيا أو تلفزيونيا؛ بل هو السيناريو ومدى قوته.. ما إن قرأت السيناريو حتى اقتنعت بقوته».
وحتى يُطمئن عشاق المسلسل تابع: «هناك دائما فرصة لتجديد العقد وأخذ العمل إلى مرحلة جديدة».
اللقاء مع الممثل البريطاني لم يكن عن مسيرته الفنية ولا للحديث عن فيلم جديد سيصدر له قريبا، بل عن علاقته بدار «جيجير لوكولتر» التي تحتفل بـ85 عاما على ولادة ساعتها الأيقونية «ريفيرسو»، فهو سفير للدار منذ خمس سنوات تقريبا. بساطته وتلقائيته تلفتان انتباهك، عندما يدخل الغرفة ويمد يده مصافحا ثم منتظرا إلى أن يجلس الجميع قبل أن يأخذ مكانه. ورغم أناقته الكلاسيكية التي يبدو واضحا أنه انتبه إلى كل تفاصيلها، فإنه يريد أن يعطي الانطباع بأن الأمر ليس مهما بالنسبة له. كان يرتدي بدلة مفصلة تحدد جسمه من «جيورجيور أرماني» كذلك القميص، وطبعا ساعة «ريفيرسو» لـ«جيجير لوكولتر». كانت بارزة حتى عندما لا يحرك يده ليشير إلى علبتها الكلاسيكية أو يُظهر إعجابه بظهرها. كان هناك نوع من الخجل وهو يتكلم عن الأناقة والموضة، ربما هو ذلك التواضع الذي يطبع سكان مدينته، كوفنتري، ويجعلهم لا يميلون لاستعراض الجاه أو أي شيء يمت إليه بصلة. عند سؤاله عن مصممه المفضل، رد دون تردد بأنه «جيورجيو أرماني» وبالسرعة نفسها أضاف: «أنا محظوظ جدا لأن علاقتي بكل من (أرماني) و(لوكولتر) جيدة، فهما يجسدان الحرفية والكلاسيكية التي لا تعترف بزمان أو مكان، وهو ما يروق لي كثيرا». بيد أنه على الرغم من تواضعه وكلاسيكية مظهره، فإنك تشعر بأنه يمكن أن يكون قدوة للشباب، ليس لأسلوبه الكلاسيكي فحسب، بل أيضا لأسلوبه في التعامل مع النجاح والعمل.. فالترف الحقيقي بالنسبة له هو الوقت الذي يقضيه مع زوجته وأولاده في الإجازات عندما لا تكون له ارتباطات عمل.
يقول إن علاقته بـ«جيجير لوكولتر» تعود إلى خمس سنوات تقريبا، إلا أنها المرة الثانية التي يحضر فيها صالون جنيف للساعات الفاخرة، «فمرور 85 عاما على ولادة ساعة (ريفيرسو) الأيقونية، يستحق احتفالا يليق بها» وطبعا حضوره شخصيا.
طوال الحديث معه، تتأكد بأن «جيجير لوكولتر» كانت محقة في اختياره سفيرا لها، وموفقة أيضا، لأنه لم يتوقف عن المديح في الدار وفي ساعته «المفضلة» وقصة البداية وتطورها. كل هذا بسيناريو يشد الأنفاس يقول فيه إن البداية كانت عضوية ولدت بشكل طبيعي، حيث التقى مع مسؤولين في الشركة في عدة مناسبات، سينمائية واجتماعية، و«شعرنا بارتياح بعضنا لبعض، فقد كانت هناك عدة قواسم مشتركة بيننا، وبالتالي كان من السهل علي أن أقبل العرض. ما زاد من تحمسي أني كنت بالأساس معجبا بساعاتها الرياضية، لهذا لا أعد العملية عملا إضافيا بقدر ما هي متعة بالنسبة لي، تعززت بعد أن زرت (شواغلها) السويسرية وتعرفت على ثقافة العمل فيها وكيف ينفذ الحرفيون كل ساعة بدقة متناهية وحب وصبر». يعترف بأنه هاو لاقتناء الساعات، وبأنه يمتلك عددا منها، وكلما كانت بأسلوب رياضي أو بوظائف مناسبة للأنشطة الرياضية وبعلبة كلاسيكية، يجد صعوبة في مقاومة إغراءاتها. ويعلق كأنه يبرر لنفسه: «الرجل سيلبس ساعة يد ميكانيكية وكلاسيكية، مهما تطورت التكنولوجيا وتغيرت الموضة، ومن الصعب أن يتخلى عنها، فهي مثل ربطة العنق التي تدخل ضمن أساسيات أي بدلة أنيقة».
ورغم أنه يقوم بدوره سفيرا لـ«جيجير لوكولتر» على أحسن وجه، بدليل أنه لم يتوقف عن التغني بثقافتها ودقة ساعاتها وتقنياتها وجمالياتها، فإن قسمات وجهه كانت تنشرح أكثر ولغة جسمه ترتاح عندما يتحول الحديث إلى أعماله ومشاريعه الفنية المتنوعة، من «برودواي»، إلى السينما، ومؤخرا التلفزيون. وهناك آمال كبيرة بأن يعود إلى الشاشة الصغيرة من خلال جزء ثالث لـ«ذي نيك»، خصوصا أن نجاحه فتح شهيته على المزيد بعد 15 عاما ركز فيها على السينما والمسرح.. «الحقيقة أني لم أشعر بأن (ذي نيك) عمل تلفزيوني، لأنه صور كفيلم سينمائي، ثم أن المهم بالنسبة لي هو أن أطور نفسي وأن أمنح نفسي فرصا لتقمص شخصيات مختلفة، علما بأن كتّاب الأعمال التلفزيونية برهنوا في الآونة الأخيرة على أنهم على قدر عال من الحرفية والإبداع». وأضاف: «القصة والسيناريو هما اللذان يحفزانني، ويذكرانني لماذا احترفت التمثيل أساسا. فعندما لعبت شخصية (همنغواي) في فيلم (هيمنغواي وغيلهورن) Hemingway & Gellhorn مع نيكول كيدمان، كان للكل فكرة أو تصور عن الشخصية بحكم أنهم يعرفونها جيدا، بينما شخصية ثاكراي في مسلسل (ذي نيك) كانت العكس، من حيث إنها منحتني حرية تشكيلها بأسلوبي، لأنها كانت صفحة بيضاء».
ظهر الممثل في عدة أعمال مع بطلات من عيار أنجلينا جولي، وجوليا روبرتس، ونيكول كيدمان، وكيت بلانشيك، وجوليان مور، وناتالي بورتمان.. وغيرهن، إلا أن أبطاله في الحياة، ليسوا نجوم هوليوود، بل هم رياضيون، خصوصا أنه يعشق كرة التنس وكرة القدم؛ الأولى يمارسها ويتابعها، والثانية يتابعها بشغف.. فهو يعد لاعب التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش أحسن لاعب، كذلك البريطاني ستيفن جيرار في مجال الكرة. يحكي عن لقاء جرى بينه وبين جيرار في إحدى المرات، بحماسة طفل وكأنها سبق أو إنجاز: «إنه محترف، لا يتكلم كثيرا، بل يقول كل ما يريده في الميدان.. إنه لا ينفش ريشه في الخارج، فهو متواضع، لهذا أحترمه كثيرا».
ينتهي اللقاء على هذه الكلمات لتخرج من القاعة الضيقة إلى فضاء «صالون جنيف» للساعات الفاخرة، وأنت تشعر بأن كل كلمة وصف بها بطله ستيفن جيرار يمكن أن تنطبق عليه بسهولة.

«ريفيرسو».. 85 عامًا من المفاجآت

> الساعة التي تكلم عنها النجم كلايف أوين بحماس ولا تفارق معصمه في كل المناسبات، هي «ريفيرسو». كما يدل اسمها تتميز بوجهين، وجه أمامي لقراءة الوقت، وآخر خلفي يتيح نقش اسم صاحب السعة أو تاريخ أي مناسبة مهمة عليه.
ظهرت أول مرة في عام 1931، ولا تزال حتى الآن تثير نفس مشاعر الإعجاب بخطوطها المستمدة من الفن الزخرفي، أرت ديكو وأرقامها العربية، وتطور تقنياتها. بمناسبة عيد ميلادها الخامس والثمانين، حافظت «جيجير لوكولتر» على أناقتها الكلاسيكية وروحها المعاصرة، سواء في «ريفيرسو كلاسيك»، و«ريفيرسو تريبيوت» أو «ريفيرسو وان»، ومن خلال ثلاثة أحجام، مع إدخال الحركة الأوتوماتيكية في عددٍ من موديلات «ريفيرسو كلاسيك». ما يميز هذا الموديل تحديدا أنه للجنسين نظرا لشكله الكلاسيكي.



هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
TT

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

إذا اتفقنا على أن مجلس الموضة البريطاني هو الربان الذي يقود دفة هذا القطاع بتقديم وسائل الدعم والأمان لصناعها والمبدعين فيها، فإن تعيين لورا وير رئيساً له، ذو أهمية قصوى. ربما الآن قبل أي وقت مضى. فهذا القطاع يعاني منذ عدة مواسم. محلات كبيرة أغلقت أبوابها واكتفت بتوفير منتجاتها عبر التسوق الإلكتروني، ومصممون شباب اختفوا من الساحة، أو على الأصح من الواجهة بسبب شح الموارد والإمكانات وغيرها من المشكلات التي لا تزال تبحث عن حلول.

شح الموارد والتغيرات الخارجية

حتى دار «بيربري» التي كانت أكبر قوة جذب لأسبوع لندن تعرضت لمشكلات كثيرة (بيربري)

لهذه الأسباب، كان من البدهي أن يفقد أسبوع لندن وهجه، إلى حد أنه بات يمر مرور الكرام من دون تهليل أو حماس في الآونة الأخيرة. المقياس هنا لا يقتصر على تراجع حجم التغطيات الإعلامية فحسب، بل أيضاً على عدد الحضور العالمي، الذي تقلص بشكل ملحوظ، بسبب الحجر أيام جائحة كورونا ومنع السفر بدايةً، ثم بسبب خفض الميزانيات المخصصة لمجلات الموضة، التي لم تسلم هي الأخرى من تبعات الأزمة الاقتصادية.

في ظل هذا التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً للحماس والفضول. فالمطلوب منها هو تحريك المياه الراكدة وقيادة الدفة بالاتجاه الذي تحتاج إليه الموضة البريطانية لتتجاوز العاصفة إلى بر الأمان.

مَن لورا وير؟

لورا وير الرئيس الجديد لمجلس الموضة البريطانية (مجلس الموضة)

السؤال الذي يمكن أن يطرحه البعض :هو كيف وصلت وير إلى هذا المنصب المؤثر؟ وما سيرتها الذاتية؟ والجواب أنها حتى عهد قريب عملت في محلات «سيلفردجز» اللندنية رئيساً في قسم الإبداع والتواصل. قبل ذلك ولعقدين من الزمن، عملت محررة أزياء متخصصة في عدة مجلات، نذكر منها «درايبرز» و«فوغ» النسخة البريطانية، وصحيفة «ذي صانداي تايمز». في عام 2015، عُيِنت رئيسة تحرير للملحق الأسبوعي ES لجريدة «إيفنينغ ستاندرد» الذي أعادت تصميمه بالكامل. بعد أن تركت المجلة ES أنشأت وكالة استراتيجية متخصصة في الاتصالات والتوجيه الإبداعي، وفي عام 2023، انضمت إلى محلات «سيلفردجز» للإشراف على فريق الإبداع والتسويق والاتصالات. هذا فضلاً عن مناصب أخرى شغلتها وكانت لها ذات الأهمية. كانت مثلاً عضواً في مجلس الموضة البريطاني قبل أن تكون رئيساً له. كما كانت مستشارة للأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون (بافتا).

هذه المناصب وغيرها فتحت أمامها أبواب التعامل المباشر مع صناع الموضة الكبار والصغار وأيضاً مع المواهب الصاعدة من شتى الفنون. تعرفت على طموحاتهم ومشكلاتهم. على خبايا الأمور وظاهرها. وهذا ما يجعلها خير خلف لكارولاين راش التي تبوأت هذه الوظيفة لـ16 عاماً، وأعلنت مغادرتها له في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

التحديات

كادت «روكساندا» تُعلن إفلاسها لولا تدخل مستثمرين (روكساندا)

رغم أهمية المنصب الذي ستبدأه بشكل فعلي في شهر أبريل (نيسان) المقبل، فإن التوقيت شائك ويحتاج إلى دراية عالية ونَفَس طويل. فصناعة الموضة البريطانية تعاني من تباطؤ وركود منذ سنوات، وأسبوعها الذي يعد الأوكسجين الذي يتنفس منه مبدعوها ويطلون من خلاله على العالم أصابه الوهن بشكل لم يشهده منذ انطلاقه في عام 1984. صحيح أنه مرَّ بعدة أزمات في السابق، لكنها كانت ماليّة في الغالب، إذ كان يشكو من شح التمويل والإمكانات، فيما هي الآن نفسية أيضاً بسبب التراكمات الاقتصادية والسياسية وما نتج عنها من ضغوط وقلق.

من تشكيلة إيرديم الأخيرة (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

ما لا يختلف عليه اثنان أن أسبوع لندن لا يزال يتمتع بروح الابتكار، وأنه لا يزال أكثر واحد من بين العواصم العالمية الأخرى، نيويورك وميلانو وباريس، احتضاناً للآخر. يفتح الأبواب على مصراعيها لكل الجنسيات، ويمنح فرصاً لكل من توسّم فيه الإبداع، إلا أنه يتعثَّر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فنسبة عالية من العاملين في صناعة الموضة من جنسيات مختلفة. كأن هذا لا يكفي، جاءت جائحة كورونا ثم حرب أوكرانيا وغيرها من الأحداث التي كان لها أثر مباشر على كثير من المصممين وبيوت الأزياء. روكساندا إلينشيك، مثلاً، وهي مصممة صربية الأصل ومن أهم المشاركين في أسبوع لندن، كادت تتعرض للإفلاس العام الماضي، لولا تدخل أحد المستثمرين. وإذا كانت «روكساندا» محظوظة في هذا الجانب، فإن غيرها تواروا عن الأنظار بصمتٍ لأنه لا أحد أمدَّهم بطوق نجاة.

دار «بيربري» لم تنجُ من تبعات الأزمة الاقتصادية وتغيرات السوق (بيربري)

بل حتى دار «بيربري» التي كانت تتمتع بأكبر قوة إعلانية في بريطانيا، الأمر الذي يجعلها عنصر جذب مهماً لوسائل إعلام وشخصيات عالمية تحرص على حضور الأسبوع من أجلها، تشهد تراجعاً كبيراً في المبيعات والإيرادات. بدأت مؤخراً تراجع استراتيجياتها وتُعيد النظر في حساباتها.

استثمار في المواهب

ومع ذلك فإن قوة الموضة البريطانية تكمن في شبابها. هم الورقة الرابحة التي تُعوِّل عليها للإبقاء على شعلة الإبداع من جهة، وعلى سمعة أسبوعها العالمي منبعاً للابتكار وتفريخ المصممين من جهة ثانية. قد يجنحون إلى الغرابة أو حتى إلى الجنون أحياناً لكنه جنون يغذّي الخيال ويحرِّك الأفكار الراكدة، وهذا ما تعرفه لورا جيداً بحكم تعاملها الطويل معهم.

من عرض «روكساندا» لربيع وصيف 2025 (روكساندا)

والدليل أن لورا لا تقبل التحدي فحسب، بل تعده مثيراً. في بيان صحفي وزَّعه مجلس الموضة البريطاني قالت: «يشرفني أن أقود الفصل الجديد في وقت مثير ومحوري لصناعة الأزياء البريطانية... إني أتطلع إلى العمل مع فريق المجلس لدعم الثقافة والإبداع، وتحفيز نمو الأزياء البريطانية، محلياً وعالمياً، وكذلك دعم المصممين الناشئين والمخضرمين على حد سواء».

ما مهمات الرئيس؟

رغم موهبة «روكساندا» وبراعتها الفنية تعثّرت مؤخراً وتدخُّل مستثمرين أعاد لها قوتها (روكساندا)

ما خفيَ من مسؤوليات منصب رئيس مجلس الموضة البريطانية أكبر من مجرد دعم الشباب وتحريك السوق. من بين ما على لورا وير فعله، عقد شراكات مجدية مع صناع الموضة، من رجال أعمال وأصحاب مصانع وحرفيين من شتى المجالات، إلى جانب التواصل مع جهات حكومية. فقطاع الموضة من أهم القطاعات الصناعية في بريطانيا، ويعد الثاني بعد صناعة السيارات، وهو ما يجعله من أعمدة الاقتصاد الأساسية.

في دورها الجديد أيضاً، ستشرف لورا على المعاهد الدراسية والأكاديميات المتخصصة، بتوفير منح للمتفوقين أو من ليست لديهم الإمكانات لدفع رسوم الدراسات العليا من خلال برامج عدة جرى إنشاؤها منذ سنوات، وكل ما عليها الآن هو إمدادها بطاقة جديدة تُعيد لها حيويتها وديناميكيتها.