تلقى حزب الله اللبناني، يوم أمس أكبر هزيمة معنوية تواجهه منذ تأسيسه في بداية الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، حيث أدان مجلس وزراء الداخلية العرب في ختام اجتماعاته بالعاصمة التونسية، ممارسات حزب الله الإرهابي والأعمال الخطرة التي يقوم بها لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية، تأتي الإدانة العربية بعد ساعات من اعتبار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ميليشيات «حزب الله» منظمة إرهابية.
ولأول مرة منذ سقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير (كانون الثاني) 2011 عقد مجلس وزراء الداخلية العرب مؤتمره السنوي في مقره الدائم بتونس. وقد وصف المتابعون لأشغال هذا المؤتمر وجدول أعماله والمحادثات في كواليسه بكونه «الأخطر سياسيا وأمنيا» منذ سنوات بحكم استفحال ظواهر الإرهاب والتهريب والاتجار في المخدرات بشكل غير مسبوق في المنطقة. وخلافا لما جرت عليه تقاليد هذا المؤتمر السياسي الأمني فقد حضر جانبا من أشغاله هذا العام الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اللذين عقدا على هامش المؤتمر جلسات تشاور خاصة مع الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وعدد من رؤساء الوفود بينهم رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.
وأكد الأمير محمد بن نايف خلال الاجتماع أن «الوطن العربي أرضا وشعبا يواجه تحديات كبيرة وخطيرة تستهدف كيانه وأمن مواطنيه واستقرار دوله»، وشدد الأمير محمد بن نايف في كلمة ألقاها أمام اجتماعات الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية، تحت رعاية الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، بأن التحديات التي يواجهها الوطن العربي «تتمثل في خارجين عن النظام وغائبين فكرا وعقلا، وضالين عن سلامة وسماحة العقيدة، ينتهكون حقوقهم وحقوق الوطن والمواطن يعيشون مع الشيطان وللشيطان يعملون ولا بد من التصدي الحازم لهم».
من جهة أخرى، أكد «إعلان تونس» الصادر في ختام اجتماعات الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب أن المجلس وهو يستذكر الأهداف التي قامت عليها جامعة الدول العربية، وإنه يؤمن بأن الأمن العربي «كل لا يتجزأ»، مستحضرًا المبادئ التي تضمنتها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وإدراكًا منه لما يشكله الإرهاب والجريمة المنظمة من تهديد فعلي ومستمر للأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، وإيمانًا منه بأثر التطرف الفكري والنزعة الطائفية في تفكيك اللحمة بين المجتمعات العربية وتقويض التعايش السلمي الذي عرفته طيلة قرون واقتناعا منه بأن القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة شاملة ومستمرة ومنسقة ويستلزم تجفيف منابعه الفكرية والمالية، فإنه يعلن، تجديد إدانته الثابتة للإرهاب مهما كانت أشكاله أو مصادره وتنديده بكل الأعمال الإرهابية بما فيها تلك الموجهة ضد أقليات عرقية أو مذهبية وتلك المرتكبة من قبل التنظيمات المتطرفة والميليشيات الطائفية.
وتجديد تنديده بكافة أشكال دعم الإرهاب وتمويله ورفضه القاطع لعمليات الابتزاز والتهديد وطلب الفدية التي تمارسها الجماعات الإرهابية لتمويل جرائمها ودعوة جميع الدول إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن، وتأكيد عزمه على مواصلة مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه وحشد كل الجهود والإمكانيات لاستئصاله وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال، مع إدانته الشديدة لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأييده لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
كما أعلن عن إدانته المطلقة لاقتحام السفارة السعودية وقنصليتها في إيران واستنكاره الشديد للمضايقات التي تعرض لها الدبلوماسيون السعوديون وأسرهم، وأيضًا إدانته الشديدة للعمل الإرهابي المتمثل في اختطاف المواطنين القطريين في العراق، ومناشدته السلطات العراقية بذل كافة الجهود في سبيل الإفراج عنهم وضمان سلامتهم، مع شجبه واستنكاره الشديد للممارسات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والكثير من الدول العربية، وتقويض التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العربية بالتجييش الطائفي وإثارة النعرات المذهبية، وتأييده للإجراءات التي تتخذها الدول العربية في مواجهتها، بالإضافة إلى إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية.
كما أعلن، عن تأييده الكامل للإجراءات المتخذة من قبل كافة الدول الأعضاء لمحاربة تنظيمي القاعدة و«داعش» الإرهابيين، وتأييده التام للتحالف العربي وتثمينه للجهود التي يبذلها من أجل دعم الشرعية في الجمهورية اليمنية، ومواجهة تنظيم القاعدة و«داعش» وميليشيات الحوثيين الإرهابية.
وزراء الداخلية العرب يصنفون «حزب الله» إرهابيًا.. والعراقي يتحفظ واللبناني يعترض
ملفات الإرهاب و«القوائم السوداء» واللاجئين في الصدارة.. ولجنة أمنية عربية عليا ضد الإرهاب والتهريب
وزراء الداخلية العرب يصنفون «حزب الله» إرهابيًا.. والعراقي يتحفظ واللبناني يعترض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة