المغرب: مطالب بإلغاء حصة الشباب في البرلمان

مؤيدون لإبقائها عدّوها مكسبًا ديمقراطيًا.. وآخرون اعتبروها ريعًا سياسيًا

المغرب: مطالب بإلغاء حصة الشباب في البرلمان
TT

المغرب: مطالب بإلغاء حصة الشباب في البرلمان

المغرب: مطالب بإلغاء حصة الشباب في البرلمان

يواصل رؤساء منظمات شباب الأحزاب السياسية المغربية، الممثلة في البرلمان، تحركاتهم بغرض الحفاظ على مقاعد للشباب في البرلمان المقبل، ضمن اللائحة الوطنية التي تمكنهم من 30 مقعدا بمجلس النواب، دون الحاجة إلى الترشح في اللوائح المحلية.
ويأتي هذا التحرك على بعد أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في 7 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، واعتزام الحكومة إدخال تعديلات على القانون التنظيمي لمجلس النواب، في ظل جدل كبير ودعوات بإلغاء هذه اللائحة باعتبارها ريعا سياسيا، وتمييزا مخالفا للدستور.
والتقى ممثلو المنظمات الشبابية للأحزاب المغربية، مساء أول من أمس، إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، ضمن سلسلة لقاءات مع الأمناء العامين للأحزاب من أجل الحصول على دعمهم ومساندتهم، وذلك بعد أن التقوا الأسبوع الماضي عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ثم بحميد الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض.
وأيد العماري خلال لقائه بشباب الأحزاب الإبقاء على اللائحة الوطنية لأن تمثيل الشباب في البرلمان ضروري، برأيه، ودعاهم إلى عدم الالتفات إلى مروجي خطاب الريع السياسي. كما دافع العماري عن إشراك الشباب في الحياة السياسية، وقال إنه كان مطلبا لدى مختلف الأحزاب منذ الإعلان عن الاستقلال، مضيفا في هذا السياق أن «الشباب الذين توجهوا إلى البرلمان لم يكن هاجسهم تمثيل فئة عمرية، بل من أجل تمكين الشبان من سلطة القرار، والمرحلة المقبلة هي تعميم هذا الحق، أي اللائحة الوطنية على مجالات تدبير الشأن العام المختلفة».
وكان ابن كيران قد أيد بدوره الاحتفاظ بمقاعد الشبان في البرلمان لأن «أداءهم كان متميزا» في التجربة البرلمانية الحالية المشرفة على نهايتها، وأثنى على مساهمتهم بكفاءة خلال مناقشة مشاريع ومقترحات القوانين داخل اللجان، وأيضًا في الجلسات العامة لمجلس النواب، وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي دعا الحكومة إلى عدم المساس بلائحة الشباب ضمن التعديلات التي تعتزم إدخالها على القانون التنظيمي لمجلس النواب، منتقدا الحملة التي تشن على الأحزاب السياسية.
وبينما يرى شباب الأحزاب الممثلة في البرلمان أن دخولهم البرلمان في 2011 يعد مكسبا ينبغي التمسك به، ويرفضون الحملة الموجهة ضدهم، ويصفونها بأنها خطيرة تستهدف المؤسسات السياسية، رفضت منظمات الشباب، التابعة لفدرالية اليسار الديمقراطي المكونة من ثلاث أحزاب يسارية، هي الاشتراكي الموحد، والطليعة، والمؤتمر الوطني الاتحادي (غير ممثلة في البرلمان)، ما وصفته بـ«التسول السياسي»، الذي يقوم به شباب الأحزاب السياسية، وقالت إن الغرض من تحركهم هو الحفاظ على وضع الريع السياسي، مشددة النظر على أنها ترفض الكوتا (الحصة) المخصصة للشباب، وتعتبرها ريعا سياسيا، وأنه «الأجدى بهذه المنظمات الشبابية النضال داخل أحزابها من أجل القطع مع ترشيح الأعيان والانتهازيين»، وذلك في موقف مؤيد للداعين إلى إلغاء هذه اللائحة، ومنها المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية، الذي أطلق عريضة لجمع التوقيعات من أجل إلغاء، ليس لائحة الشباب فحسب، بل حتى اللائحة المخصصة للنساء التي تمكنهن من 60 مقعدا داخل مجلس النواب، وعدها «ريعا سياسيا واضحا مناقضا لدستور 2011».
ويرى محللون أن إقرار لائحة خاصة بالشباب كان استجابة من السلطة لمطالب الشباب إبان الحراك الشعبي، الذي عرفه المغرب في 2011، والذي قادته حركة 20 فبراير (شباط) الشبابية، لكن بعدما خفتت هذه الحركة، وتراجع مد الشارع، أصبح هناك توجه إلى تجميد هذه اللائحة، لأنها لم تحقق ما كان ينتظر منها، وهو ما فتح الطريق أمام نخب شابة، قد تشكل إضافة حقيقية للعمل البرلماني، في الوقت الذي ما زال فيه البرلمان في المغرب يسعى إلى تلميع صورته أمام الرأي العام.
ويرى البعض أن لائحة الشباب استغلت من قبل بعض قيادات الأحزاب لتوزيع المقاعد البرلمانية للأقرباء والمقربين، ولم تأخذ بعين الاعتبار الأهلية والكفاءة عند اختيار الأسماء التي تتصدر هذه اللوائح من الشباب، الذي يبلغون 35 عاما أو أقل، مذكرين بالخلاف الكبير الذي ظهر بين الأحزاب عند تحديد السن المحدد للشاب، إذ طالب البعض وقتها بأن يصل حتى 40 عاما فقط لضمان مقعد لاسم معين من داخل هذا الحزب أو ذاك، لدخول البرلمان والحصول على مقعد مريح من دون عناء الترشح في الدوائر المحلية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.