برلين وهامبورغ ودبلن ومدريد وكوبنهاغن.. الأفضل أوروبيًا للاستثمار العقاري في 2016

مؤشر الشرق الأوسط العقاري يحدد توجهات الأسواق في الربع الأول

مدينة هامبورغ الألمانية إحدى أفضل المدن الأوروبية للاستثمار العقاري في الربع الأول من 2016
مدينة هامبورغ الألمانية إحدى أفضل المدن الأوروبية للاستثمار العقاري في الربع الأول من 2016
TT

برلين وهامبورغ ودبلن ومدريد وكوبنهاغن.. الأفضل أوروبيًا للاستثمار العقاري في 2016

مدينة هامبورغ الألمانية إحدى أفضل المدن الأوروبية للاستثمار العقاري في الربع الأول من 2016
مدينة هامبورغ الألمانية إحدى أفضل المدن الأوروبية للاستثمار العقاري في الربع الأول من 2016

ما زال القطاع العقاري في أوروبا محلا لجاذبية رؤوس الأموال من مختلف أرجاء العالم، حيث إن هناك تغييرات جوهرية في صناعة العقارات، خاصة مع التحديات التي تمر بها منطقة اليورو، وتغير التركيبة السكانية، إضافة إلى التغير الاجتماعي والتوسع الحضري السريع.
ويرتكز الاستثمار في أوروبا على المدن، وقيم الأصول والعائد عليها، بأكثر من اعتماده على أسماء البلدان ذاتها، إضافة إلى تفضيل الأصول التشغيلية، وهي تلك الأصول التي يتم الحصول عليها لتوليد مزيد من الإيرادات والأرباح. وينظر إلى التحديات في أوروبا على أنها سبب للاستفادة القصوى للاستثمار العقاري على المدى البعيد لتحقيق الأداء القوي للقطاع في عام 2016.
ومع ذلك تبقى المشكلات الجيوسياسية في المنطقة، كأعداد المهاجرين والإرهاب والخروج المحتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي في الصين، إضافة إلى عدم اليقين بشأن الانتعاش الاقتصادي في أوروبا، وتراجع معدلات الاستثمار المباشر؛ تلقي كلها بظلالها على معدلات ثقة المستثمرين في مستقبل القطاع العقاري خلال العام الحالي.
ووفقا لمؤشر «الشرق الأوسط» للاستثمار العقاري، بعد تحليل أداء السوق العقارية خلال السنوات الخمس الماضية ومراعاة معدلات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم وأسعار صرف اليورو والإسترليني، فإن المدن الخمس الأولى في أوروبا التي تبرز للاستثمار خلال العام الحالي هي برلين (ألمانيا)، وهامبورغ (ألمانيا)، ودبلن (آيرلندا)، ومدريد (إسبانيا)، وكوبنهاغن (الدنمارك).
وتظهر العاصمة الألمانية برلين جاذبية خاصة من حيث القلة النسبية للتعداد السكاني، فضلا عن الأراضي المتاحة للتطوير، ومعدلات النمو الاقتصادي خلال الربعين الأخيرين من 2015، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجه أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وتدعم البيانات الاقتصادية الصادرة حديثا من تحسن فرص القطاع خلال العام الحالي، كتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، ومعدلات البطالة، والبقاء على معدلات الفائدة السلبية، فما زال الفرق بين عوائد السندات والاستثمار العقاري يجذب الكثير من المستثمرين.
* الاتحاد الأوروبي
على صعيد الاتحاد الأوروبي، تعد إسبانيا من أكثر المناطق تفاؤلا نظرا للتعافي الاقتصادي التي تشهده على مدار العامين الماضيين، مقارنة بآيرلندا التي كانت الأكثر ثقة في الاتحاد العام الماضي نظرا لارتفاع الأرباح من القطاع العقاري وما زالت تكتسب ثقة المستثمرين خلال العام الحالي.
أما الأكثر حذرا داخل الاتحاد فهي بريطانيا، نظرا لترقب استفتاء الخروج من الاتحاد وما ستؤول إليه المملكة المتحدة وشكل القطاع العقاري، غير أن بريطانيا استفادت من كونها أكبر سوق استثمار عقاري في أوروبا وأكثرها نموا.
أما في منطقة اليورو فخلص المؤشر إلى توازن التصاعد بين ألمانيا وفرنسا خلال الربع الأول من 2016، ولا يتوقع من أداء السوق العقارية في كلتا البلدين النمو الجامح، إلا أن السوقين ستشهدان ارتفاعات طفيفة على غرار الأرباع الأخيرة من 2015.
وما زالت اليونان تلعب دور الأسد في موجة التشاؤم التي تقود منطقة اليورو، وحالة عدم اليقين من التدهور الاقتصادي، إضافة إلى تصاعد المخاوف الجيوسياسية في المنطقة.
من جانب آخر، عملت وفرة المعروض من النفط وتدهور الأسعار على خفض محتمل خلال الربع الحالي للدول المنتجة كروسيا وأوكرانيا.
وعلى الرغم من انخفاض معدلات تدفقات رأس المال إلى أوروبا في 2015، وانخفاض معدلات الطلب، فإن القطاع العقاري اكتسب جاذبيته من انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع أسعار العقارات خلال الربيعين الماضيين من 2015، وارتفاع معدلات النمو في معظم أنحاء أوروبا.
وخلص المؤشر إلى أن أداء العقارات التجارية في أنحاء أوروبا تفوق على العديد من الأصول الأخرى في 2015، ليستكمل حتى الربع الأول من 2016.
أما عن المساحات الإدارية فقد زاد تأجيرها بنحو 15 في المائة في أنحاء أوروبا، لتحقق أفضل أداء منذ 2010، وبتقييم المدن الكبرى في أوروبا فقد أخذت المساحات الإدارية في الانخفاض من عام 2007، لتستمر في الانخفاض حتى الربع الأول من 2016، نتيجة لتزايد الطلب المحتمل ومحدودية العرض الأمر الذي أنتج تزايد إيجارات المساحات الإدارية في المدن الكبرى.
* العقارات التجارية
أما قطاع العقارات التجارية فشهد في 2015 ارتفاع نسبيا في الإيجارات في المدن الكبرى خاصة بوحدات المراكز التجارية الكبرى، أما المراكز التجارية في المدن الثانوية فاستقرت نسبيا خلال العام، ومع توقعات ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي خلال العام الحالي، فمن المتوقع أن ينشط القطاع وأن يبقى ذلك الانقسام في الربع الأول من 2016.
* العقارات الصناعية
أدى النمو السريع للتجارة الإلكترونية لرفع معدلات الإيجارات في العقارات الصناعية، ذات الطباع اللوجسيتي ومع ذلك كان النمو غير متكافئ نسبيا، فاقتصر على المناطق ذات الندرة في تطوير الأراضي، على سبيل المثال المملكة المتحدة وآيرلندا، وحول المدن الألمانية الكبرى، أما في معظم مدن أوروبا، فخضعت تلك العقارات إلى سوق العرض والطلب.
وعلى الرغم من النشاط المتزايد في الاستثمار في الأصول العقارية الصناعية في أنحاء أوروبا، يرجح المؤشر زيادة التطور خلال الربع الأول، إلا أن المستويات ستظل أقل مما كانت عليه في ذروتها الأخيرة عام 2007.
* العقارات الفندقية
كان عام 2015 واحدا من أفضل الأعوام لقطاع العقارات الفندقية، ويرجح المؤشر أن يستمر هذا النمو مع تزايد إيرادات الفنادق والأرباح خلال 2016، وذلك مدعوما بارتفاع في ثقة المستهلكين في أوروبا، خاصة مع زيادة القيمة التنافسية الجارية لليورو مقابل العملات العالمية الأخرى.
إلا أن المؤشر يحدد أن الربعين الأخيرين أفضل نسبيا من الربعين الأوائل، فما زالت التخوفات من الحوادث الإرهابية تسيطر جزئيا على الزائرين لأوروبا بوجود تهديدات.
* العقارات المتخصصة
أما في العقارات المتخصصة، كمنشآت الترفيه أو الرعاية الصحية أو الإسكان متعدد الأغراض للطلاب وما إلى ذلك، فارتفع في أنحاء أوروبا بشكل مطرد على مدار السنوات الخمس الماضية، وهي زيادة تصب في صالح المستثمرين؛ خاصة بين شريحة الباحثين عن دخل طويل المدى. وينصح المؤشر المستثمرين الراغبين في الاستثمار في الأصول التشغيلية بأن ذلك القطاع سيكون الأكثر ربحية خلال الربعين القادمين.
* مشروعات وتدفقات
في عام 2014، جذبت أوروبا 4341 مشروعا عقاريا جديدا من تدفقات الاستثمار الأجنبي، بزيادة 10 في المائة عن عام 2013. وتم توظيف ما يقرب من 185.6 ألف موظف بزيادة قدرها 12 في المائة عن العام الأسبق، في حين تراجعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر عالميا بنسبة 8 في المائة في ذلك العام، لتبلغ 1.26 تريليون دولار فقط.
وفي عام 2015، ارتفعت التدفقات النقدية للاتحاد الأوروبي بنحو 30 في المائة لتبلغ 177 مليار دولار، مقارنة بالعام الأسبق الذي بلغ 136 مليار دولار فقط.
ويرجح المؤشر أن تستمر التدفقات النقدية بشكل أكبر على أوروبا الغربية في عام 2016، والتي ربما تصل إلى نحو 42 في المائة، وهو أعلى من معدلات العام الماضي بنحو 12 في المائة. أما في أوروبا الوسطى والشرقية، فيرجح المؤشر زيادة بنحو 9 في المائة عن معدلات العام الماضي.
أما عن الربع الأول من العام الحالي، فقد أظهر التحليل أن الربعين الأوائل من العامين السابقين انخفضت خلالهما معدلات التدفق النقدي على أساس سنوي، ليستمر هذا الانخفاض للربع الحالي.
ولا تزال هذه المستويات أقل من المستويات التي بلغتها أوروبا قبل الأزمة المالية العالمية في 2008.
ومثلت التدفقات النقدية الخليجية لأوروبا للاستثمار في القطاع العقاري ما يقرب من 25 في المائة.
* معامل معدل الربح
يجري احتساب معدلات الأرباح وفقا لعدة عوامل، من بينها على سبيل المثال القيمة الشرائية، ومكان العقار، وأسعار صرف العملة، ونسب التضخم الحالية، وطبيعة المشتري من حيث كان من داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه، إضافة إلى فترة اقتناء العقار قبل إعادة بيعه، وبطبيعة الحال حالة السوق العامة في تلك الفترة كانت راكدة.
ووفقا لتلك العوامل المتغيرة، وضعت «الشرق الأوسط» معادلة افتراضية في محاولة لتوحيد المتغيرات من أجل احتساب دقيق للنتائج، وذلك بافتراض أنه تم شراء منزل أوروبي بمتوسط قيمة تبلغ 250 ألف دولار من قبل مستثمر خليجي غير مقيم في أوروبا، وقد تم دفع قيمة المنزل نقدا، ثم كانت الرغبة في احتساب معدل الربح على الاستثمار في حالة بيع العقار خلال الربع الأول من عام 2016 بما في ذلك جميع التكاليف وكنسبة مئوية من قيمة العقار.
لذا فإن العوائد في بعض بلدان أوروبا ستكون كالآتي: إيطاليا 23.8 في المائة، روسيا 23.1 في المائة، كرواتيا 22.5 في المائة، بلجيكا 22.1 في المائة، فرنسا 18.4 في المائة، قبرص في المائة 15.7، البرتغال 14.4 في المائة، لوكسمبورغ 14.3 في المائة، ألمانيا 12.7 في المائة، إسبانيا 12.2 في المائة، ايرالندا 9 في المائة، اليونان 8.9 في المائة، السويد 8.2 في المائة، المملكة المتحدة 8 في المائة، سويسرا 6.2 في المائة، أوكرانيا 6 في المائة، النرويج 4.7 في المائة، آيسلندا 2.9 في المائة، الدنمارك 2.2 في المائة.
* معدلات التغير في النمو
ووفقا لإحصائيات «الشرق الأوسط»، المبنية على تقارير متخصصة، تصدرت آيسلندا قائمة النمو في معدلات التغير خلال 5 سنوات بنحو 40.4 في المائة، تلتها النرويج 31.3 في المائة، ثم لوكسمبورغ بنحو 25.08 في المائة، ثم السويد بنحو 23.5 في المائة، ثم المملكة المتحدة بنحو 17.3 في المائة، ثم ألمانيا بنحو 16.9 في المائة، ثم بلجيكا بنحو 15.4 في المائة، ثم سويسرا بنحو 14.4، ثم الدنمارك بنحو 1.35 في المائة، ثم آيرالندا 0.59 في المائة، واستقرت فرنسا دون تغير خلال السنوات الخمس الماضية.
في حين تصدر قائمة التراجع في معدلات التغير خلال السموات الخمس الماضية اليونان بنحو 37.4 في المائة، تلتها أوكرانيا بنحو 33.2 في المائة، ثم إسبانيا بنحو 29.19 في المائة، ثم قبرص بنحو 26.8 في المائة، ثم كرواتيا بنحو 20.08 في المائة، وإيطاليا بنحو 14 في المائة، وأخيرا روسيا بنحو 0.08 في المائة.
* آليات المؤشر
ويقيس مؤشر «الشرق الأوسط» أداء السوق العقارية خلال العام الماضي، مرجحا توقعات الربع الأول في 2016، معتمدا على تحليل أداء السوق العقاري خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال الاهتمام بالدول محل البحث وتقسيم القطاع العقاري، وتحليل أداء كل قطاع على حدة، مع مراعاة معدلات النمو ومعدلات التضخم لكل دولة، وأسعار صرف اليورو والإسترليني مقابل سلة العملات الأساسية.
واعتمد المؤشر على تحليلات معمقة قائمة على مصادر البيانات من تقارير كل من البنك الدولي، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الاتحاد الأوروبي، الوحدة الاقتصادية لـ«الإيكونمست»، تقارير محلية للبنوك المركزية للدول محل الدراسة، مؤسسة «إيرنست أند يونغ»، مؤسسة «برايس وتر هاوس»، مؤسسة «كورال إنترناشيونال» للأبحاث، مؤسسة «جيه إل إل» للأبحاث.



الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة
TT

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

يَعدّ المصريون الاستثمار العقاري من بين أكثر أنواع الاستثمار أمناً وعائداً، مع الأسعار المتزايدة يوماً بعد يوم للوحدات السكنية والتجارية في مختلف الأحياء المصرية، بناءً على تغيّرات السوق، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء، ورغم أن هذه المتغيرات تحدد سعر المتر السكني والتجاري، فإن بعض الوحدات السكنية قد تشذّ عن القاعدة، ويخرج سعرها عن المألوف لوقوعها في حي راقٍ شهير وسط القاهرة وتطل على النيل، أو حتى في عمارة سكنية شهيرة.
وبتصفح إعلانات بيع الوحدات السكنية على المواقع الإلكترونية والتطبيقات المخصصة لذلك قد يصطدم المشاهد برقم غريب يتجاوز الأسعار المتعارف عليها في الحي بشكلٍ كبير جداً، لتقفز من وحدات سكنية سعرها 3 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، إلى أخرى مجاورة لها بأربعين مليوناً، هذه الإعلانات التي يصفها متابعون بأنها «غريبة جداً» على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط أسئلة منطقية عن السبب الرئيسي وراء هذه الأسعار، التي تؤكد تفوق أسعار بيع بعض الشقق السكنية على أسعار فيلات بالمدن الجديدة.
على كورنيش النيل، تطل واحدة من أشهر العمارات السكنية بحي الزمالك وسط القاهرة، تحديداً في عمارة «ليبون» التي سكنها عدد من فناني مصر المشهورين في الماضي، تُعرض شقة مساحتها 300 متر للبيع بمبلغ 40 مليون جنيه، أي نحو 2.5 مليون دولار، رغم أن متوسط سعر المتر السكني في الحي يبلغ 23 ألف جنيه، وفقاً لموقع «عقار ماب» المتخصص في بيع وشراء الوحدات السكنية في مصر.
ولا يشتري الناس بهذه الأسعار مجرد شقة، بل يشترون ثقافة حي وجيراناً وتأميناً وخدمات، حسب حسين شعبان، مدير إحدى شركات التسويق العقاري بحي الزمالك، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «عمارة ليبون واحدة من أعرق العمارات في مصر، وأعلاها سعراً، والشقة المعروضة للبيع كانت تسكنها الفنانة الراحلة سامية جمال»، مؤكداً أن «هذه الإعلانات تستهدف المشتري العربي أو الأجنبي الذي يبحث عن عقار مؤمّن، وجيراناً متميزين، وثقافة حي تسمح له بالحياة كأنه في أوروبا، فسعر الشقة ربما يكون مماثلاً لسعر فيلا في أفضل التجمعات السكنية وأرقاها في مصر، لكنه يبحث عن شقة بمواصفات خاصة».
وفي عام 2017 أثار إعلان عن شقة بجوار فندق «أم كلثوم» بالزمالك، الجدل، بعد عرضها للبيع بمبلغ 3 ملايين دولار، وتبين فيما بعد أن الشقة ملك للسياسي المصري أيمن نور، لكن شعبان بدوره يؤكد أن «الناس لا تهتم بمن هو مالك الشقة في السابق، بل تهتم بالخدمات والجيران، وهذا هو ما يحدد سعر الشقة».
ويعد حي الزمالك بوسط القاهرة واحداً من أشهر الأحياء السكنية وأعلاها سعرها، حيث توجد به مقرات لعدد كبير من السفارات، مما يجعله مكاناً لسكن الأجانب، وينقسم الحي إلى قسمين (بحري وقبلي) يفصلهما محور (26 يوليو)، ويعد الجانب القلبي هو «الأكثر تميزاً والأعلى سعراً، لأنه مقر معظم السفارات»، وفقاً لإيهاب المصري، مدير مبيعات عقارية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ارتفاع الأسعار في الزمالك مرتبط بنقص المعروض في ظل ازدياد الطلب، مع وجود أجانب يدفعون بالعملات الأجنبية، وهم هنا لا يشترون مجرد إطلالة على النيل، بل يشترون خدمات وتأميناً عالي المستوى».
وعلى موقع «أوليكس» المخصص لبيع وتأجير العقارات والأدوات المنزلية، تجد شقة دوبليكس بمساحة 240 متراً في الزمالك مكونة من 4 غرف، معروضة للبيع بمبلغ 42 مليون جنيه، وشقة أخرى للبيع أمام نادي الجزيرة مساحة 400 متر بمبلغ 40 مليون جنيه.
ورغم ذلك فإن أسعار بعض الوحدات المعروضة للبيع قد تبدو مبالغاً فيها، حسب المصري، الذي يقول إن «السعر المعلن عنه غير حقيقي، فلا توجد شقة تباع في عمارة (ليبون) بمبلغ 40 مليون جنيه، وعند تنفيذ البيع قد لا يتجاوز السعر الثلاثين مليوناً، وهو سعر الوحدة السكنية في عمارة (العبد) المطلة على نادي الجزيرة والتي تعد أغلى عقارات الزمالك».
والشريحة المستهدفة بهذه الأسعار هي شريحة مختلفة تماماً عن الشريحة التي يستهدفها الإسكان الاجتماعي، فهي شريحة تبحث عن أسلوب حياة وإمكانيات معينة، كما يقول الخبير العقاري تامر ممتاز، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «التعامل مع مثل هذه الوحدات لا بد أن يكون كالتعامل مع السلع الخاصة، التي تقدم ميزات قد لا تكون موجودة في سلع أخرى، من بينها الخدمات والتأمين».
وتتفاوت أسعار الوحدات السكنية في حي الزمالك بشكل كبير، ويقدر موقع «بروبرتي فايندر»، المتخصص في بيع وتأجير العقارات، متوسط سعر الشقة في منطقة أبو الفدا المطلة على نيل الزمالك بمبلغ 7 ملايين جنيه مصري، بينما يبلغ متوسط سعر الشقة في شارع «حسن صبري» نحو 10 ملايين جنيه، ويتباين السعر في شارع الجبلاية بالجانب القبلي من الحي، ليبدأ من 4.5 مليون جنيه ويصل إلى 36 مليون جنيه.
منطقة جاردن سيتي تتمتع أيضاً بارتفاع أسعار وحداتها، وإن لم يصل السعر إلى مثيله في الزمالك، حيث توجد شقق مساحتها لا تتجاوز 135 متراً معروضة للبيع بمبلغ 23 مليون جنيه، ويبلغ متوسط سعر المتر في جاردن سيتي نحو 15 ألف جنيه، وفقاً لـ«عقار ماب».
وتحتل الشقق السكنية الفندقية بـ«فورسيزونز» على كورنيش النيل بالجيزة، المرتبة الأولى في الأسعار، حيث يبلغ سعر الشقة نحو 4.5 مليون دولار، حسب تأكيدات شعبان والمصري، وكانت إحدى شقق «فورسيزونز» قد أثارت الجدل عندما عُرضت للبيع عام 2018 بمبلغ 40 مليون دولار، وبُرر ارتفاع السعر وقتها بأن مساحتها 1600 متر، وتطل على النيل وعلى حديقة الحيوانات، وبها حمام سباحة خاص، إضافة إلى الشخصيات العربية المرموقة التي تسكن «فورسيزونز».
وتحدد أسعار هذا النوع من العقارات بمقدار الخدمات والخصوصية التي يوفّرها، وفقاً لممتاز، الذي يؤكد أن «العقار في مصر يعد مخزناً للقيمة، ولذلك تكون مجالاً للاستثمار، فالمشتري يبحث عن عقار سيرتفع سعره أو يتضاعف في المستقبل، ومن المؤكد أنه كلما زادت الخدمات، فإن احتمالات زيادة الأسعار ستكون أكبر، خصوصاً في ظل وجود نوع من المستهلكين يبحثون عن مميزات خاصة، لا تتوافر إلا في عدد محدود من الوحدات السكنية».