اغتيال الشيخ العدني.. وقبائل شبوة تتعهد بتطهير المحافظة من «القاعدة»

محافظ المدينة لـ {الشرق الأوسط}: التنظيم الإرهابي يسعى للسيطرة على حضرموت بالكامل

السيارة التي استخدمها المعتدون في اغتيال الشيخ العدني («الشرق الأوسط»)
السيارة التي استخدمها المعتدون في اغتيال الشيخ العدني («الشرق الأوسط»)
TT

اغتيال الشيخ العدني.. وقبائل شبوة تتعهد بتطهير المحافظة من «القاعدة»

السيارة التي استخدمها المعتدون في اغتيال الشيخ العدني («الشرق الأوسط»)
السيارة التي استخدمها المعتدون في اغتيال الشيخ العدني («الشرق الأوسط»)

نفذت قبائل «باعوضة» بمدينة ميفعة بمحافظة شبوة إلى الشرق من عدن، فجر أمس الأحد، كمينا محكما استهدف سيارة لـ«أنصار الشريعة» فرع «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» محملة بالمتفجرات والعبوات الناسفة، بقذيفة «آر بي جي»، أدى لاحتراق السيارة محدثا انفجارات عنيفة سمع دويها من على مسافة 50 كيلومترا.
وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن كمين القبائل الذي استهدف سيارة محملة بالمتفجرات لتنظيم القاعدة كانت في طريقها إلى حضرموت، يأتي عقب اندلاع اشتباكات مسلحة أمس وأول من أمس بين رجال قبائل باعوضة ولقموش، ومسلحين تابعين لتنظيم القاعدة التابع للمخلوع صالح بمنطقة عزان التابعة لمديرية ميفعة التي تسيطر عليها «القاعدة» بالكامل منذ أشهر.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الكمين المسلح الذي نصبه رجال القبائل، يأتي انتقاما من قبل رجال باعوضة الحميرية لأبنائهم الجرحى الذين سقطوا ظهر السبت بعزان بمحافظة شبوة الجنوبية جراء اشتباكات مع الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة الممولة من المخلوع صالح، بحسب مراقبين تحدثوا سابقا لـ«الشرق الأوسط». وقال محافظ شبوة العميد عبد الله النسي الهلالي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «أنصار الشريعة» فرع «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» تسعى جاهدة لنقل أسلحة وعتاد عسكري كبير من حضرموت إلى محافظتي شبوة وأبين وذلك ضمن مخططها الرامي إلى السيطرة الكاملة على المحافظات الجنوبية؛ حضرموت وشبوة وأبين.
في غضون ذلك، أكد أبناء محافظة بان أن وجود تنظيم القاعدة في شبوة يهدد بصورة مباشرة المحافظة بالتدمير وإراقة الدماء لأبنائها وتخريب الممتلكات وتعطيل المصالح العامة والخاصة، كما يمثل مانعا أساسيا للمضي قدما في إحداث نقلة لأوضاعها الأمنية والشروع في إعادة البناء التنموي، ويستهدف أيضا سعي أبناء المحافظة لانتزاع حقهم والاستفادة من خيرات محافظتهم واستقلال سلطتهم عليها، وهي مشاريع السلطة التي تبنتها وما زالت تسعى لتحقيقها متحدية الظروف الصعبة التي تواجهها.
ورفض أبناء محافظة شبوة بكل مكوناتها من سلطة مدنية وعسكرية أو مقاومة وفصائل سياسية وقبائل وفئات مجتمع بكل أطيافه ومناطقه، في بيان لهم حصلت «الشرق الأوسط» على نسخه منه، وجود تنظيم القاعدة بالمحافظة، متعهدين بالعمل المشترك لجعل المحافظة خالية منه لردع مخاطر وجوده، مطالبين عناصر «القاعدة» باستيعاب هذه الرغبة والمطلب الملح، كما حذروا من مغبة مواصلة استمرار وجودهم في المناطق وسعيهم لزعزعة الاستقرار.
كما دعوا كل أبناء القبائل في كل المناطق إلى إخلاء مناطقهم من أي وجود لتلك العناصر، وعدم السماح لهم بالمرور فيها، حفاظا على أرواحهم وأرواح أسرهم وممتلكاتهم، و«العمل على إقناع أبنائهم المغرر بهم من قبل هذا التنظيم بالعودة إلى جادة الصواب وإدراك معاني الجهاد الحقيقي والفصل بين المفاهيم الإسلامية الحقة في ديننا الحنيف، والمفاهيم التي يسوقها ويروجها أعداء الدين والوطن وأعداء الحياة والإنسانية خدمة لأجندة ومصالح الأعداء».
إلى ذلك اغتال مسلحون مجهولون أمس الأحد الشيخ السلفي عبد الرحمن العدني رئيس «مركز دار الحديث» بالفيوش بمحافظة لحج القريبة من عدن، وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين أطلقوا النار على الشيخ العدني أثناء خروجه من منزله بالفيوش لأداء صلاة الظهر بالمسجد، فأصيب بعدة طلقات نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات عدن لكنه توفي عند وصوله إليه على الفور.
وعقب عملية الاغتيال، انتشر مسلحون من «دار الحديث» وعناصر بالمقاومة الجنوبية لملاحقة الجناة، حيث تعرضت سيارة المسلحين أثناء هروبها للانقلاب في لحج، وتمكن عناصر المقاومة الجنوبية وأنصار الشيخ العدني من القبض على اثنين من مرتكبي عملية الاغتيال، وقتل ثالث إثر الاشتباكات مع المقاومة.
ويعد الشيخ عبد الرحمن العدني أحد أبرز الشيوخ في الجنوب والشمال، ويمتلك «دار الحديث للعلوم الشرعية»، ومقره منطقة الفيوش بلحج، ويدرس فيها آلاف الطلاب من الجنوب؛ وبينهم عرب وأجانب.
وعلى صعيد متصل، تصدت المقاومة الجنوبية وجنود شرطة البساتين شمال العاصمة عدن، أمس الأحد، لهجوم مباغت شنه مسلحون على محيط شرطة البساتين. واندلعت اشتباكات عنيفة تمكنت المقاومة والشرطة خلالها من جرح وأسر عدد من المهاجمين، وقال أبو مشعل الكازمي، قائد المقاومة الجنوبية رئيس شرطة البساتين، إن عناصره تمكنوا من صد هجوم شنه مسلحون قدموا على متن عدد من السيارات المدججة بالسلاح والأفراد، على محيط الشرطة، والقبض على 8 من المهاجمين وسيارة «كرولا» فيها لوحات سيارات، وجاري التحقيق مع المقبوض عليهم لمعرفة الجهات التي تقف خلفهم.
وتشهد عدن إجراءات أمنية متواصلة وحملات إزالة للعشوائيات؛ حيث قامت، أمس الأحد، بلدية الشيخ عثمان معززة بقوة مشتركة من الأمن والمقاومة الجنوبية بتنفيذ حملة لإزالة البناء العشوائي والأكشاك في عدد من شوارع المدينة، وقال قائمون على الحملة التي يشرف عليها مأمور مدينة الشيخ عثمان، ومدير الشرطة محمد صالح مطيع مدير شرطة الشيخ عثمان، وبسام المحضار قائد المقاومة الجنوبية بالشيخ عثمان، إن الحملة ستشمل كل شوارع وأحياء مدينة الشيخ عثمان لإزالة كل الأعمال العشوائية المستحدثة على الأرصفة وفي الأسواق المزدحمة والمولات.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.