وجه من إجرام «داعش».. إرهابيون يبايعون البغدادي على الغدر بأحد أقاربهم

يحملون شهادات علمية رفيعة أفسدتها عقيدة الخراب والقتل

صورة من المقطع المرئي لحظة إعلان عناصر داعش الغدر برجل الأمن بدر الرشيدي
صورة من المقطع المرئي لحظة إعلان عناصر داعش الغدر برجل الأمن بدر الرشيدي
TT

وجه من إجرام «داعش».. إرهابيون يبايعون البغدادي على الغدر بأحد أقاربهم

صورة من المقطع المرئي لحظة إعلان عناصر داعش الغدر برجل الأمن بدر الرشيدي
صورة من المقطع المرئي لحظة إعلان عناصر داعش الغدر برجل الأمن بدر الرشيدي

تبحث السلطات الأمنية في السعودية عن عناصر من «داعش» الإرهابي، بايعوا زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ونفذوا عملية غدر في أحد أقاربهم وهو رجل أمن يعمل في قوات الطوارئ الخاصة، بإطلاق النار عليه بعد استدراجه في موقع بعيدًا عن السكان في منطقة القصيم.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الإرهابيين كانوا يخططون لعملية مجزرة، باستدراج كثير من أقاربهم ممن يعملون في القطاعات الأمنية، خصوصا أن بعضهم تمت إحالتهم إلى التقاعد بعد انتهاء سنوات الخدمة. وأظهر تسجيل مرئي غدر خمسة من الإرهابيين بقريبهم بدر الرشيدي الذي يبلغ من العمر 32 عاما، ويعمل برتبة وكيل رقيب بقوات الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم (شمال الرياض)، بعد أن تمكّن الإرهابيون بقيادة ابن خالة المغدور، ويدعى وائل مسلّم الرشيدي الذي يعمل طبيبا بأحد المستشفيات الأهلية بمدينة الرياض، من استدراجه، برفقة عدد من أقاربه الإرهابيين في إحدى السيارتين اللتين كانوا يستقلونهما.
العملية الوحشية التي قام بها الإرهابيون جرت قبل عشرة أيام بموقع فضاء وعلى مقربة من الطريق الرابط بين مدينتي بريدة وعنيزة بمنطقة القصيم، وتم بثها أول من أمس.. وائل الرشيدي متحدثا بمبايعته لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، كاشفا عن وجهه، عكس شقيقه نائل الذي يحمل شهادة الهندسة ويعمل في إحدى الشركات بمدينة الرياض، ظهر في التسجيل بلثام على وجهه، وعبر كلام متنوع في الاستشهاد بآيات القرآن الكريم، هدد وائل بأسلوب كلامي حاد بالثأر لقتلى «داعش» من أقاربهم العاملين في القطاع العسكري.
أركان الجريمة هم: وائل الرشيدي وشقيقاه؛ نائل ومعتز، كذلك زاهر سالم الرشيدي، وإبراهيم خليف الرشيدي، والأخيران هما شريكان في سكن الطلاب بالجامعة، تمكنوا من استدراج العسكري بدر الرشيدي، وقتله بأربع طلقات من سلاح كان يحمله أحد الإرهابيين بعد أقدم اثنان من الخمسة على تقييده وضربه. عائلة الأشقاء الثلاثة (وائل ونائل ومعتز) تجاهلت الإبلاغ عن أبنائها رغم ملاحظتهم التغير الفكري الكبير والانطوائية التي عايشها الأشقاء منذ ما يقارب العام.
وأوضح مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الإرهابيين كانوا يخططون لعملية تستهدف أكثر عدد من أقاربهم، ممن يعملون في القطاعات الأمنية، حيث كان من المخطط له استدراج أقارب لهم، بعضهم أحيل إلى التقاعد بعد انتهاء سنوات الخدمة في العمل الأمني، مشيرًا إلى أن أسرهم لاحظوا تغيرهم وانطواءهم خلال الفترة الماضية، ولم يبادروا بإبلاغ الجهات الأمنية عن ذلك. في شهر مارس (آذار) من العام الماضي، ظهر تسجيل مرئي لأحد الإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش في سوريا، موجها رسالته المسمومة لمن سماهم «الإخوة في جزيرة العرب»، وقال الإرهابي: «إن رأيت أحدا يود النفير، قل له لا تنفر، اقتل جنديين أولاً ثم انضم إلى صفوف التنظيم»، والمتحدث في ذلك المقطع، رغم عدم ظهور أو معرفة جنسيته؛ يبرز فكرا متطرفا توغل في عقولهم، واستهانت قلوبهم بحرمة الدين لقتل النفس والاعتداء عليها.
في التسجيل الذي نشره «المكتب الإعلامي لولاية بركة»، قال المتحدث الإرهابي مناديا: «إلى الإخوة في جزيرة العرب ممن حبسهم العذر، تبرأوا من أقرب الناس إليكم، فذلك هو المعروف، والأقربون أولى به، تبرأ من والدك وأخيك وعمك، فأعظم المعروف الولاء والبراء، وإن كان أحدهم يعمل في السلك العسكري، فتبرأ منه أولا، واقتله ثانيا، وحرّض من تعرف على البراء والقتل». حادثة القصيم تعيد إلى الأذهان السيناريو الشبيه بحادثة محافظة الشملي بمنطقة حائل، التي وقعت في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي ووافقت أول أيام عيد الأضحى، حيث أظهر مقطع مرئي إقدام سعد راضي العنزي بمساندة شقيقه عبد العزيز، على قتل ابن عمهما مدوس العنزي الذي يعمل في أحد القطاعات العسكرية، استجابة لما تحدث به سعد في التسجيل وامتثالا لأوامر أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش. وسبق ذلك القتل وإعلان مبايعة البغدادي، تورطهما في جريمتين؛ تمثلت الأولى في قتل اثنين من المواطنين عند مخفر شرطة تابع لشرطة محافظة الشملي. أما الثانية، فتمت بقتلهما أحد رجال الأمن الذي يعمل بإدارة مرور المحافظة، بسلاح ناري.
وبعد يومين من نشر الشقيقين العنزي مقطع قتل ابن عمهما، تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من القبض عليهما بعد رصد وجودهما في منطقة جبلية، قرب قرية بمحافظة الشملي. وبمحاصرتهما ودعوتهما لتسليم نفسيهما، بادرا بإطلاق النار بكثافة تجاه رجال الأمن، مما نتج عنه مقتل المطلوب عبد العزيز العنزي (المصور)، وإصابة شقيقه سعد العنزي (القاتل) والقبض عليه. حادثة ثالثة، سبقت حادثتي القصيم الأخيرة وحائل، حين أقدم أحد الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم داعش، ويدعى عبد الله الرشيد، ولم يتجاوز عمره العشرين عاما، على قتل خاله الذي يعمل ضابطا بوزارة الداخلية، قبل أن يتجه إلى محاولة استهداف سجن الحاير بالرياض في يوليو (تموز) من العام الماضي، وأثناء إيقافه من قبل نقطة تفتيش أمنية على الطريق، فجر السيارة، ما نتج عنه مقتل الانتحاري وإصابة اثنين من رجال الأمن.
قصة غدر أخرى، لكنها على نطاق مختلف، أيادي الشر انقلبت على زملاء المهنة والأصدقاء، وجهها الأسود هو أحد المنتسبين لقوات الطوارئ الخاصة، ويدعى صلاح آل دعير الشهراني، الذي تمكن من الغدر بزملائه المتدربين بمركز تدريب القوات بمدينة أبها (جنوب السعودية) بعد أن جرى تجنيده من قبل عمه قائد الخلية، سعيد آل دعير الشهراني، الذي سهّل لأحد الإرهابيين الدخول إلى مقر مركز التدريب حيث كانت أفواج المتدربين تتهيأ للذهاب إلى مكة المكرمة قبل موسم الحج للمشاركة ضمن القوات الأمنية هناك.
صلاح آل دعير تمكن في البداية من التغطية على خيانته لزملائه وتمكينه يوسف السليمان من تفجير المسجد وإزهاق أرواح أحد عشر متدربا عسكريا وأربعة من العاملين الأجانب في المركز، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من الإيقاع به وباثنين من المتورطين في ذلك العمل الإرهابي، لكن القوة الأمنية كشفت خلية التدمير والتسهيل للمهمة الدموية التي ارتكبها السليمان، وخلايا مرتبطة بها بين الرياض والمنطقة الشرقية، حيث داهمت قوات الأمن في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، موقعين مختلفين بمنطقة الرياض؛ أحدهما بحي المونسية، وقُبض فيه على الشقيقين: أحمد ومحمد الزهراني، والثاني الاستراحة التي كان يتدرب فيها السليمان، بمحافظة ضرماء، وضُبط فيها معمل لتصنيع المواد المتفجرة.
ويعد استهداف المساجد والاعتداء على رجال الأمن، أسلوبا إرهابيا لم يكن «داعش» مستحدثا إياه، بل سبقه منظرو «القاعدة» في التأصيل الوهمي له، ليتلقفه الأفراد في تنفيذ ذلك، حيث يبدأون بإقناع أفرادهم بأن الهدف الآخر في تنفيذ خروجهم وقيامهم بأعمالهم ومظاهرهم القتالية، هو الخروج على «الحكومة الكافرة» وفق تفسيراتهم السوداء، وبعد تلك المرحلة يدخلون مرحلة الحرب، وتزداد أعمالهم في غياب التعرض الحقيقي للأصول الفكرية التي يبنون عليها نتاج ذلك الفكر. وعمل التنظيم الإرهابي «داعش» وكذلك «القاعدة» على تجنيد النشء أذرعا للتنفيذ، واتجهت تلك الأيادي إلى استهداف دور العبادة ورجال الأمن.
تربة التطرف لم يكن لها أن تنمو فيها بذور النار دون ماء الفتاوى الشاذة وتأويلات النصوص، عبر عدد من الكتب التي أفرزها التراث الإسلامي لرموز عاشوا تقلبات في حياتهم وتشكلوا رموزا للقتل والتحريض، أو من تجعلهم التيارات الإرهابية في مسار «مفتين» لها. وتواجه السعودية ذلك بحزم كبير، تجلى في تنفيذها عقوبة الإعدام بحق المنظّر الأول لدى «القاعدة»، فارس آل شويل، في أوائل شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وكان وزارة الداخلية السعودية، قد أشارت على لسان اللواء منصور التركي؛ متحدثها الأمني، في مايو (أيار) الماضي إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول «إثارة الفوضى» في السعودية، مؤكدًا أن استهداف رجال الأمن يعد هدفًا رئيسيا لتنظيم داعش داخل السعودية. وتدخل السعودية حربها على الإرهاب بعد أن نفذت أحكاما قضائية ضد منتمين لتنظيمات إرهابية خاصة تنظيم القاعدة، الذي تلقّى ضربات موجعة من الأمن السعودي خلال أعوام قصيرة، بضبط المئات من المؤيدين والحركيين التابعين له، مما دفع بضعة من أعضائه إلى الانسحاب إلى اليمن. كما أنها تجابه بالقوة الإرهاب بشتى صنوف تياراته، في حرب شاملة ميدانية ودعائية ضد التنظيمات المتطرفة، وبدأت توجّه ضربات أمنية قوية لمعاقل مؤيدي تلك التنظيمات وحركييها، كما تجابه العائدين منهم من مناطق الصراع بإجراءات صارمة وعقوبات رادعة، علاوة على مشاركتها ضمن قوات التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش بالعراق وسوريا.



دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
TT

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا، الخميس، عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967، مع تبادل الأراضي المتفق عليها بين الطرفين، وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

جاء ذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري المشترك بنيويورك، حيث أكد الوزراء التزامهم بالشراكة الاستراتيجية بين «مجلس التعاون» والولايات المتحدة، والبناء على إنجازات الاجتماعات الوزارية السابقة، بما فيها الأخير الذي استضافته الرياض نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون بجميع المجالات.

القضية الفلسطينية - الإسرائيلية

وشدد الوزراء على ضرورة عودة جميع المدنيين النازحين بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديارهم، معتقدين أن السلام الدائم سيكون الأساس لمنطقة أكثر تكاملاً واستقراراً وازدهاراً، ومشددين على الحاجة لتكثيف الجهود لتعزيز القدرات والفاعلية والشفافية داخل السلطة الفلسطينية وفقاً للآليات المتفق عليها.

وأكدوا ضرورة وجود حكم موحد بقيادة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تحت «السلطة»، مجدّدين التزامهم بدعم تطلعات الفلسطينيين لتقرير المصير، وأن يكونوا في قلب الحكم والأمن بغزة بعد الصراع، ودعم تحسين نوعية حياتهم عبر المساعدات الإنسانية، وتسريع النمو الاقتصادي الفلسطيني.

وأبدوا قلقهم العميق إزاء ارتفاع مستويات عنف المستوطنين والمتطرفين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، مشددين على ضرورة محاسبة الجُناة، والامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب، بما فيها التوسع الاستيطاني، التي تعوق آفاق السلام والأمن الحقيقيين للإسرائيليين والفلسطينيين.

ونوّه الوزراء بأهمية حماية جميع الأماكن المقدسة وأماكن العبادة، فضلاً عن الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للقدس، مع الاعتراف بالدور الخاص للأردن في هذا الصدد.

غزة

وتعهّدوا بالعمل معاً للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، بما يتفق مع المعايير التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو (أيار) الماضي، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم «2735»، داعين الأطراف للامتناع عن الأعمال التي تقوّض الجهود الرامية لتحقيق تقدم بالمسار الدبلوماسي.

وأشاد الوزراء بجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر وأميركا، مشددين على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقوانين الدولية، والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين.

وأشاروا إلى الدعم السخي الذي قدمته دول الخليج وأميركا لإيصال المساعدات لغزة، مؤكدين على الدور الأساسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في توزيع المساعدات المنقذة للحياة، داعين لزيادة سريعة في إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق، بما فيها الغذاء والمياه والرعاية الطبية والوقود والمأوى.

جانب من الاجتماع الوزاري الخليجي - الأميركي المشترك في نيويورك (واس)

وشدّد الوزراء على الحاجة الماسة لاستعادة الخدمات الأساسية وضمان الحماية للعاملين بالمجال الإنساني، وقيام جميع أصحاب المصلحة بتسهيل شبكات توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة على وجه السرعة وإيصالها لتخفيف معاناة الفلسطينيين، مؤكدين ضرورة أن تضمن جميع الأطراف سلامة وأمن العاملين بالإغاثة.

وأكدوا أيضاً أهمية توصل مصر وإسرائيل إلى اتفاق لإعادة فتح معبر رفح لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة، ملتزمين بمواصلة العمل معاً في جوانب الحوكمة والأمن والتعافي المبكر بالقطاع.

إيران

أعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء التصعيد الأخير بالمنطقة وتأثيره السلبي على الأمن والاستقرار الإقليميين، مؤكدين أهمية الامتثال للقانون الدولي، واحترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها. كما أعربوا عن قلقهم الشديد إزاء انتشار الصواريخ الباليستية المتقدمة والطائرات من دون طيار التي تهدد الأمن الإقليمي وتقوّض السلام والأمن الدوليين، مؤكدين التزامهم بالعمل معاً لمعالجة أنشطة إيران بالمنطقة، وتقديم الدعم للجهات الفاعلة من غير الدول الساعية لزعزعة الاستقرار.

وأعربوا أيضاً عن دعمهم للجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز خفض التصعيد. وأكد الوزراء التزامهم بضمان حرية الملاحة والأمن البحري في الممرات المائية بالمنطقة، وتصميمهم على ردع الأعمال غير القانونية التي يقوم بها الحوثيون وتهدد حياة وسلامة البحارة، وممرات الشحن، والتجارة الدولية والمنشآت النفطية بدول الخليج.

كما أكدوا دعمهم لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وجددوا دعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتوقف عن التوسعات النووية التي تفتقر إلى مبرر مدني موثوق، وتقويض جهود الوكالة للتحقق من سلمية برنامج طهران النووي.

ونوّه الوزراء بموقفهم أن التوترات الإقليمية ينبغي حلها بالوسائل السلمية، كما أكدوا دعمهم لدعوة الإمارات للتوصل لحل سلمي للنزاع حول «الجزر الثلاث» من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي.

اليمن

وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء الوضع الإنساني للسكان المدنيين اليمنيين، مشددين على ضرورة أن يسمح الحوثيون بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى كل المحتاجين.

وأشاروا إلى أن هجمات الحوثيين - داخل اليمن وخارجه - تضر بالشعب اليمني قبل كل شيء، داعين للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين المحتجزين بشكل غير قانوني من قبل الجماعة. وطالب الوزراء بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم «2722»، مشددين على أهمية الحفاظ على الأمن البحري، والعمل الجماعي لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، والرد على الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الخليجي - الأميركي بنيويورك (واس)

كما دعوا الحوثيين لوقف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدوا دعمهم القوي ومشاركتهم المستمرة في عملية سلام شاملة ذات مغزى، ضمن مبادرة «مجلس التعاون»، ونتائج الحوار الوطني باليمن، وقرار مجلس الأمن رقم «2216»، لحل الصراع الطويل الأمد في البلاد.

وأشاد الوزراء بالجهود المتواصلة التي تبذلها السعودية وسلطنة عُمان لتشجيع الحوار اليمني الشامل وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لليمن.

الكويت والعراق

وأكدوا أهمية التزام العراق بسيادة الكويت وسلامة أراضيها، واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم «833» حول ترسيم الحدود بين البلدين، داعين لترسيم الحدود البحرية بينهما بالكامل بعد النقطة الحدودية «162»، وأن تضمن بغداد بقاء سريان اتفاقيتهما لعام 2012 بشأن تنظيم الملاحة البحرية.

وأعرب الوزراء عن دعمهم لقرار مجلس الأمن رقم «2732» بتكليف أمين عام الأمم المتحدة تسهيل التقدم نحو حل جميع القضايا العالقة بين العراق والكويت، بما في ذلك إعادة جميع الكويتيين ورعايا الدول الثالثة أو رفاتهم، والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني.

وأشاروا إلى الدور المهم الذي تلعبه الأمم المتحدة حالياً ومستقبلاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1284»، وضمان التقدم المستمر في حل هذه القضايا، داعين العراق لبذل أقصى الجهود للتوصل لحل لجميع القضايا المعنية.

الشراكة الاستراتيجية

وأكد الوزراء عزمهم المشترك على المساهمة في الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين «مجلس التعاون» وأميركا، وبناء علاقات أوثق في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون الدفاعي والأمني، وتطوير نهج جماعي للقضايا الإقليمية.

وأشادوا بجهود مجموعات العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري بين الجانبين في 22 مايو بالرياض، مشددين على الدور الجوهري لمجموعتَي العمل نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما.

كما أشاد الوزراء بدراسة الإنذار المبكر التي أجراها «مجلس التعاون» كجزء من مجموعة العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي المنعقدة في سبتمبر (أيلول) بولاية ألاباما الأميركية، كذلك بالاجتماع الخامس الناجح لحوار التجارة والاستثمار بين الجانبين في يونيو (حزيران) بواشنطن، وأقروا بأهمية الاجتماع المشترك بشأن الجولة الدراسية للمفاعلات النمطية الصغيرة في سبتمبر. وأعربوا عن اهتمامهم بمواصلة اجتماعات مجموعات العمل المستقبلية بين الجانبين.

وأكدوا أهمية مبادئ الاندماج والتسامح والتعايش السلمي للعلاقات بين الدول، كما ورد في «إعلان البحرين» الصادر بتاريخ 16 مايو الماضي، مشددين على أهمية توفير الخدمات التعليمية والصحية للمتضررين من الصراعات بالمنطقة.

وأعربوا عن إدانتهم للعنف والكراهية، بما في ذلك الكراهية الدينية، مثل «الإسلاموفوبيا» ومعاداة السامية، داعين جميع الدول لاحترام وضمان حقوق الإنسان لجميع الأفراد داخل أراضيها والخاضعين لولايتها القضائية.