مسؤول في حماس يرد على حزب الله: موقفنا من الشعب السوري لن يتبدل

في رسالة داخلية وخارجية لمنع أي تأويلات حول موقف الحركة من سوريا

مسؤول في حماس يرد على حزب الله: موقفنا من الشعب السوري لن يتبدل
TT

مسؤول في حماس يرد على حزب الله: موقفنا من الشعب السوري لن يتبدل

مسؤول في حماس يرد على حزب الله: موقفنا من الشعب السوري لن يتبدل

رد مسؤول في حركة حماس على تصريحات مسؤول في حزب الله، نافيا أن موقفَي حركته والحزب متفقان من الأزمة السورية.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس حسام بدران إن حق كل الشعوب بالحرية وتقرير المصير حق أساسي ترى حركة حماس أن لا تنازل عنه. وأضاف في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه أن «موقف الحركة مما يجري في سوريا وغيرها من الدول العربية موقف ثابت مبني على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، مشددًا على أن لا دور لحماس في الأزمة السورية، وأن موقفها من حق الشعب السوري في تقرير مصيره لم ولن يتبدل.
وتابع بدران أن «علاقات الحركة الخارجية مع الدول والأحزاب والقوى المختلفة قائمة على قاعدة دعم القضية الفلسطينية عمومًا، وعلى تبني حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال»، وتابع أن «حركة حماس ترى أنه من الأهمية بمكان في علاقاتها الخارجية أن تكون محصلتها واضحة المعالم، وبوصلتها نحو القدس مباشرة».
وجاءت تصريحات بدران ردا على تصريحات للقيادي في حزب الله حسن حب الله، قال فيها إن حزب الله وحماس لديهما ذات المواقف من الأزمة السورية، وألا تباين في الآراء والمواقف بين الطرفين مما يجري في سوريا.
وقالت مصادر في حماس لـ«لشرق الأوسط» إن الحركة أوضحت لحزب الله وإيران في مواقف شتى أن أي تقارب لن يكون على حساب الموقف الثابت للحركة من القضايا محل الخلاف.
وأضافت: «حماس لا تتدخل في أي شأن وليست معنية بأي خلافات مع أي دول أو أحزاب، بما في ذلك إيران وحزب الله، لكن ليس على حساب موقف الحركة ورؤيتها».
وبحسب المصدر فإن تصريح بدران جاء لقطع الطريق على محاولات أو تأويلات مبنية على تصريحات حب الله. وكان النائب البرلماني عن حزب الله اللبناني حسن حب الله قال أمس إن علاقات حزبه بحركة حماس قائمة ولم تنقطع، وهي قوية، وإن ما يجمعهم هو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ورفض حبّ الله في تصريحات لوكالة فلسطينية تابعة لحماس، الحديث عن وجود قنوات اتصال بين حزب الله وحركة حماس، وقال: «نحن لا نتحدث عن قنوات اتصال بيننا، وإنما عن علاقات تاريخية وقوية قائمة ولم تنقطع». وأضاف: «هناك اتصال مباشر بين قيادات الحزب وحركة حماس، ولا وجود لأية مشكلات تذكر».
وأشار حبّ الله إلى أن «الحديث عن تباين في الموقف بين حزبه وحركة حماس في ما يتصل بالشأن السوري غير دقيق، ذلك أن الطرفين كليهما يرفضان الإرهاب والتطرف، أما الملاحظات بشأن إدارة النظام السوري لأزمته الداخلية فلكل منا ملاحظاته».
وأضاف: «الإخوة في حماس ليس لهم موقف مغاير لموقفنا في سوريا، فهم لم يعلنوا موقفا مؤيدا للجماعات التي تقاتلنا ونقاتلها مثل داعش والنصرة (..) قتالنا في سوريا يأتي في إطار حماية لبنان والمقاومة».
ورجح مراقبون أن تكون تصريحات بدران رسالة داخلية في حماس كما هي رسالة إلى إيران وحزب الله بعد أن عمد مسؤولون في حماس إلى تمجيد إيران كثيرا بعد زيارة استمرت 8 أيام، وردت عليها إيران بإعلان دعم أسر «شهداء» وأصحاب منازل مهدمة في انتفاضة الأقصى الحالية.
وجاء زيارة وفد حماس إلى إيران وتكرار التصريحات من المسؤول في الحركة أسامة حمدان عن عمق العلاقات بين حماس وطهران بعد معلومات نشرتها «الشرق الأوسط» عن محاولات إيران استقطاب حماس ضد المملكة السعودية وتسريبات للقيادي في الحركة موسى أبو مرزوق يتهم فيها إيران بالكذب بشأن دعم المقاومة ودعم حماس وبالباطنية والدهاء.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.