اعتقلت أجهزة الأمن التونسي 16 عنصرًا إرهابيًا في منطقة غار الدماء، التابعة لولاية (محافظة) جندوبة (180 كلم شمال غربي العاصمة) على دفعتين: وكلتاهما تتكون من ثمانية عناصر، ويشكلان خلية متهمة بالإرهاب، والتحضير للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة المتحصنة في الجبال الغربية.
وبعد تبادل لإطلاق النار، تمكنت أجهزة الأمن من اعتقال أحد الإرهابيين، بعد إصابته بطلق ناري في كتفه، وعثرت لديه على مسدسين وكمية كبيرة من الذخيرة، وهو ما مثل مصدرا مهما من المعلومات التي استفادت منها قوات الأمن والجيش. وأفادت وزارة الداخلية بأن طلقة نارية مرتدة أصابت أحد التونسيين الموجودين كان على مقربة من مسرح العملية، مما أدى إلى وفاته بعد نقله إلى أحد مستشفيات الجهة.
وكانت تونس قد أعلنت مواصلة تطبيق حالة الطوارئ لمدة شهر، انطلاقًا من أول من أمس، وعلى الرغم من اليقظة الأمنية الصارمة التي تقودها السلطات المختصة ضد التنظيمات الإرهابية، فقد تبين أن الخلية الإرهابية تمكنت من الحصول على عدد من الأسلحة والمسدسات وذخيرة، وأنها كانت تستعد لتنظيم معسكر إرهابي لتدريب العناصر المبايعة لتنظيم داعش. وفي هذا السياق، أشارت مصادر أمنية إلى أن المجموعة الإرهابية استخدمت القطار داخل أحياء العاصمة، مستغلة انعدام الرقابة الأمنية الصارمة على خطوط السكك الحديدية للتنقل إلى غار الدماء، الواقعة على الحدود مع الجزائر، ومن ثم التحضير للالتحاق بالمجموعات الإرهابية المتحصنة في جبال جندوبة والكاف المجاورة. وكانت دورية مشتركة بين الجيش والأمن قد تمكنت قبل يومين من اعتقال سبعة عناصر كانت تنشط ضمن مجموعة غريبة عن المنطقة بجهة غار الدماء، وذلك بعد أن توصلت بمعلومات بخصوص تنقل المجموعة باتجاه منطقة ورغش، الواقعة في الجهة نفسها بشكل يثير الشكوك ولافت للانتباه، وهو ما جعلها تلاحق تلك العناصر، وتعتقلها، وهو ما مكن من الكشف عن مخطط إرهابي كان يستهدف منطقة الشمال الغربي التونسي.
على صعيد متصل، ألقت قوات الجيش القبض على شخص في المنطقة العسكرية العازلة بين تونس وليبيا، لم يكن يحمل وثائق ثبوتية، وتمكن من دخول التراب التونسي خلسة. وأشارت وزارة الدفاع في بلاغ لها إلى أن المتهم قال إنه ليبي الجنسية، وإنه من سكان مدينة وازن الليبية، موضحًا أنه دخل الأراضي التونسية على وجه الخطأ، لكن سلطات الأمن سلمته إلى قوات الأمن لمواصلة التحقيق معه خشية أن يكون هذا الشخص أداة اختبار لمدى جاهزية القوات التونسية في المحافظة على المناطق الحدودية مع ليبيا، خصوصًا بعد أن أقامت ساترًا ترابيًا على طول 200 كلم على الحدود مع ليبيا، بهدف منع تدفق الإرهابيين وتهريب الأسلحة إلى تونس.
من جهة ثانية، قال متحدث باسم وزارة الدفاع أمس إن مهام العسكريين الألمان في تونس ستشمل مبدئيًا المساعدة على استخدام أجهزة مراقبة إلكترونية على الحدود مع ليبيا، إذ صرح المتحدث بلحسن الوسلاتي للصحافيين خلال مؤتمر كان مخصصًا لدراسة «التغطية الإعلامية للأحداث الأمنية ومقتضيات الأمن القومي»، بأن التعاون العسكري التونسي - الألماني يأتي بناء على علاقة شراكة بين وزارتي الدفاع بين البلدين.
وقال الوسلاتي إن «هناك لجنة عسكرية مشتركة تدرس عدة مواضيع مرتبطة بتبادل الخبرات والتدريب.. وما هو مطروح على الطاولة الآن هو ما أكده وزير الدفاع في وقت سابق من أن هناك خبراء وعسكريين ألمانًا سيأتون إلى تونس لإرساء منظومة مراقبة إلكترونية في الجنوب التونسي لتدعيم الحواجز التي قمنا بإنجازها».
وأضاف الوسلاتي موضحا أن «التدريب الذي سيقدمه الخبراء الألمان يشمل مساعدة العسكريين على استعمال منظومة المراقبة وصيانتها». لكن صحيفة «بيلد إم تسونتاج» الألمانية الأسبوعية كانت أشارت قبل يومين إلى أن مسؤولين من وزارتي الداخلية والخارجية في ألمانيا يتوقع وصولهم إلى تونس، غدًا (الخميس) وبعد غد (الجمعة)، سيدرسون مع مسؤولين تونسيين خططًا لتدريب قوات أمن تونسية.
كما صرحت وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين للصحيفة بأن إدارة ألمانيا لمعسكر تدريب لقوات أمن تونسية سيكون مكسبًا لاستقرار المنطقة ضد خطر «داعش».
تونس: الداخلية تعتقل 16 إرهابيًا غرب العاصمة
تعاون ألماني ـ تونسي لإرساء منظومة لمراقبة تحركات المتطرفين
تونس: الداخلية تعتقل 16 إرهابيًا غرب العاصمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة