تونس: الداخلية تعتقل 16 إرهابيًا غرب العاصمة

تعاون ألماني ـ تونسي لإرساء منظومة لمراقبة تحركات المتطرفين

تونس: الداخلية تعتقل 16 إرهابيًا غرب العاصمة
TT

تونس: الداخلية تعتقل 16 إرهابيًا غرب العاصمة

تونس: الداخلية تعتقل 16 إرهابيًا غرب العاصمة

اعتقلت أجهزة الأمن التونسي 16 عنصرًا إرهابيًا في منطقة غار الدماء، التابعة لولاية (محافظة) جندوبة (180 كلم شمال غربي العاصمة) على دفعتين: وكلتاهما تتكون من ثمانية عناصر، ويشكلان خلية متهمة بالإرهاب، والتحضير للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة المتحصنة في الجبال الغربية.
وبعد تبادل لإطلاق النار، تمكنت أجهزة الأمن من اعتقال أحد الإرهابيين، بعد إصابته بطلق ناري في كتفه، وعثرت لديه على مسدسين وكمية كبيرة من الذخيرة، وهو ما مثل مصدرا مهما من المعلومات التي استفادت منها قوات الأمن والجيش. وأفادت وزارة الداخلية بأن طلقة نارية مرتدة أصابت أحد التونسيين الموجودين كان على مقربة من مسرح العملية، مما أدى إلى وفاته بعد نقله إلى أحد مستشفيات الجهة.
وكانت تونس قد أعلنت مواصلة تطبيق حالة الطوارئ لمدة شهر، انطلاقًا من أول من أمس، وعلى الرغم من اليقظة الأمنية الصارمة التي تقودها السلطات المختصة ضد التنظيمات الإرهابية، فقد تبين أن الخلية الإرهابية تمكنت من الحصول على عدد من الأسلحة والمسدسات وذخيرة، وأنها كانت تستعد لتنظيم معسكر إرهابي لتدريب العناصر المبايعة لتنظيم داعش. وفي هذا السياق، أشارت مصادر أمنية إلى أن المجموعة الإرهابية استخدمت القطار داخل أحياء العاصمة، مستغلة انعدام الرقابة الأمنية الصارمة على خطوط السكك الحديدية للتنقل إلى غار الدماء، الواقعة على الحدود مع الجزائر، ومن ثم التحضير للالتحاق بالمجموعات الإرهابية المتحصنة في جبال جندوبة والكاف المجاورة. وكانت دورية مشتركة بين الجيش والأمن قد تمكنت قبل يومين من اعتقال سبعة عناصر كانت تنشط ضمن مجموعة غريبة عن المنطقة بجهة غار الدماء، وذلك بعد أن توصلت بمعلومات بخصوص تنقل المجموعة باتجاه منطقة ورغش، الواقعة في الجهة نفسها بشكل يثير الشكوك ولافت للانتباه، وهو ما جعلها تلاحق تلك العناصر، وتعتقلها، وهو ما مكن من الكشف عن مخطط إرهابي كان يستهدف منطقة الشمال الغربي التونسي.
على صعيد متصل، ألقت قوات الجيش القبض على شخص في المنطقة العسكرية العازلة بين تونس وليبيا، لم يكن يحمل وثائق ثبوتية، وتمكن من دخول التراب التونسي خلسة. وأشارت وزارة الدفاع في بلاغ لها إلى أن المتهم قال إنه ليبي الجنسية، وإنه من سكان مدينة وازن الليبية، موضحًا أنه دخل الأراضي التونسية على وجه الخطأ، لكن سلطات الأمن سلمته إلى قوات الأمن لمواصلة التحقيق معه خشية أن يكون هذا الشخص أداة اختبار لمدى جاهزية القوات التونسية في المحافظة على المناطق الحدودية مع ليبيا، خصوصًا بعد أن أقامت ساترًا ترابيًا على طول 200 كلم على الحدود مع ليبيا، بهدف منع تدفق الإرهابيين وتهريب الأسلحة إلى تونس.
من جهة ثانية، قال متحدث باسم وزارة الدفاع أمس إن مهام العسكريين الألمان في تونس ستشمل مبدئيًا المساعدة على استخدام أجهزة مراقبة إلكترونية على الحدود مع ليبيا، إذ صرح المتحدث بلحسن الوسلاتي للصحافيين خلال مؤتمر كان مخصصًا لدراسة «التغطية الإعلامية للأحداث الأمنية ومقتضيات الأمن القومي»، بأن التعاون العسكري التونسي - الألماني يأتي بناء على علاقة شراكة بين وزارتي الدفاع بين البلدين.
وقال الوسلاتي إن «هناك لجنة عسكرية مشتركة تدرس عدة مواضيع مرتبطة بتبادل الخبرات والتدريب.. وما هو مطروح على الطاولة الآن هو ما أكده وزير الدفاع في وقت سابق من أن هناك خبراء وعسكريين ألمانًا سيأتون إلى تونس لإرساء منظومة مراقبة إلكترونية في الجنوب التونسي لتدعيم الحواجز التي قمنا بإنجازها».
وأضاف الوسلاتي موضحا أن «التدريب الذي سيقدمه الخبراء الألمان يشمل مساعدة العسكريين على استعمال منظومة المراقبة وصيانتها». لكن صحيفة «بيلد إم تسونتاج» الألمانية الأسبوعية كانت أشارت قبل يومين إلى أن مسؤولين من وزارتي الداخلية والخارجية في ألمانيا يتوقع وصولهم إلى تونس، غدًا (الخميس) وبعد غد (الجمعة)، سيدرسون مع مسؤولين تونسيين خططًا لتدريب قوات أمن تونسية.
كما صرحت وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين للصحيفة بأن إدارة ألمانيا لمعسكر تدريب لقوات أمن تونسية سيكون مكسبًا لاستقرار المنطقة ضد خطر «داعش».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.