كيري يحذر من انهيار سوريا.. ويلوح بالخيار «ب» أمام الأسد

تنفيذ الهدنة سيتم من خلال خط ساخن مع المبعوث الأممي الخاص في جنيف

كيري
كيري
TT

كيري يحذر من انهيار سوريا.. ويلوح بالخيار «ب» أمام الأسد

كيري
كيري

حذر وزير الخارجية الأميركية جون كيري من انهيار سوريا في حال استمر القتال لوقت أطول، مشيرا إلى أن واشنطن ستختبر خلال الأيام المقبلة مدى امتثال الأطراف للاتفاق الموقع لوقف الأعمال العدائية مع بداية يوم السبت، وما إذا كان بالإمكان تحقيق انتقال سياسي في سوريا، ملوحا بالخيار «ب» لدى واشنطن في حال عدم صمود الهدنة.
وتفاءل وزير الخارجية بأن عملية انتقال سياسي في سوريا يمكن أن تحدث في غضون أشهر قليلة مقبلة، إذا استمر احترام وقف إطلاق النار، واتفقت جميع الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال كيري في بيانه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، خلال جلسة استماع حول الميزانية السنوية لوزارة الخارجية: «إن استمرار الهجمات في سوريا واستمرار القتل يوفر أسسا جديدة للصراع، وهذا هو السبب في أننا حثثنا جميع الأطراف على دعم وقف الأعمال العدائية، وجادلنا مرارا وتكرارا بضرورة أن يكون هناك حل دبلوماسي لهذه الحرب، رغم صعوبته».
وأضاف وزير الخارجية الأميركي: «الطريق الوحيد للمضي قدما بما يحفظ سوريا موحدة هو الطريق الذي وضعه فريق دعم سوريا، وصادق عليه مجلس الأمن، وأقرته المعارضة المسؤولة، وهو يتطلب عدم تصعيد الصراع والانتقال إلى نظام جديد للحكم ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات، ونأمل أن سوريا يمكن أن تكون ملتزمة بالسلام والاستقرار مع جيرانها وداخلها».
واعترف وزير الخارجية الأميركي بصعوبة تنفيذ الهدنة، مشيرا إلى أنه حتى لو التزمت الأطراف المتحاربة بوقف القتال فإن هذا لا يعني أنه ستكون هناك نتيجة إيجابية في العملية السياسية.
وقال كيري في رده على أسئلة أعضاء اللجنة حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا في هذا السياق «سيكون متأخرا جدا الحفاظ على سوريا (كدولة موحدة)، إذا انتظرنا وقتا أطول، وسنعرف ما إذا كانت عملية الانتقال السياسي جادة حقا أم لا في غضون شهر أو شهرين».
وأكد أنه واثق من أن المفاوضات بشأن الانتقال السياسي ستمضي قدما، لأن كلا من الولايات المتحدة وإيران وروسيا تتواصل أكثر حول تفاصيل الخطة. وأكد كيري أن واشنطن لا تزال ملتزمة برحيل الأسد كشرط للمضي قدما في المحادثات السياسية، لكنه أشار إلى أنه «لا توجد نقاشات حول اتهام الأسد بارتكاب جرائم حرب وتقديمه للمساءلة».
وأمام انتقاد السيناتور بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وتشكيك السيناتورة باربرا بوكسر، عضو اللجنة، حول التزام روسيا باحترام اتفاق وقف إطلاق النار، قال كيري إنه على يقين من إمكانية الالتزام بوقف إطلاق النار بما يؤدي إلى حل سياسي في سوريا.
ووسط تشكك أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مدى التزام الأطراف بوقف القتال قال وزير الخارجية الأميركي: «لدينا العديد من الخيارات التي يجري النظر فيها إذا لم يتم الالتزام بالاتفاق».
وشدد وزير الخارجية على أن الولايات المتحدة وروسيا وإيران وحلفاء آخرين يأملون أن تؤدي عملية السلام في سوريا إلى دولة علمانية مستقلة يختار الشعب السوري قيادتها مع حماية يتمتع بها جميع الأقليات.
وأضاف كيري: «الرئيس السوري الأسد نفسه سيكون عليه اتخاذ بعض القرارات الحقيقية حول تشكيل إدارة انتقالية حقيقية، وإذا لم يقم بذلك فهناك بالتأكيد خيارات (ب) التي يجري النظر فيها».
ويكتنف الغموض تفاصيل تنفيذ الهدنة والجهة المسؤولة عن مراقبة تنفيذ كل الأطراف لها، وسط شكوك في قدرة الهدنة على الصمود، وأي بلد أو جهة دولية تكون مسؤولة عن الإبلاغ عن الانتهاكات التي ترتكب.
وتحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (بناء على طلب الكرملين)، أول من أمس، لمتابعة المناقشة حول وقف إطلاق النار في سوريا. وقال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما رحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا والشركاء في مجموعة دعم سوريا. وشدد أوباما على أولوية ضمان رد الفعل الإيجابي من قبل النظام السوري والمعارضة المسلحة، والتنفيذ الدقيق من قبل جميع الأطراف.
وطرح بعض المحللين الشكوك بشأن قدرة الهدنة على الصمود، مدللين بأنه إذا كان اتفاق وقف الأعمال العدائية قويا فلماذا لم يعلنه الرئيس أوباما بنفسه؟
وقال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة وشركاءها في مجموعة دعم سوريا سيقومون بسلسلة من الخطوات لتنفيذ الاتفاق ووقف الأعمال العدائية في السابع والعشرين من فبراير (شباط) الحالي. وأضاف «نحن ندرك أن تنفيذ الاتفاق سيكون صعبا، ونعلم أن هناك الكثير من العقبات، ولدينا يقين أنه ستكون هناك بعض النكسات، لكننا بعد كل هذه السنوات نحاول التوصل إلى حل دبلوماسي للعديد من المشاكل التي يعاني منها هذا البلد الذي تمزق».
من جانبه، قال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أمس، إن أعضاء فريق العمل من الجانبين الأميركي والروسي، إضافة إلى دول مجموعة دعم سوريا، سيكونون على اتصال دائم لتنفيذ الهدنة من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل بالتواصل مع مكتب المبعوث الخاص للأمم في جنيف.
وأوضح تونر أن «مكتب دي ميستورا سيكون بمثابة مكتب لتنسيق فرق العمل ومركز لاستقبال وتبادل المعلومات، من خلال خط ساخن للاتصالات، ومن خلال البريد الإلكتروني ومؤتمرات الفيديو»، مشيرا إلى أنه «لا يزال هناك الكثير من العمل حول الكيفية التي سيتم بها تنفيذ وقف الأعمال العدائية».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.