مشروع سكني في سنغافورة يستهدف الأجانب

الأسعار تراجعت مرتين خلال العامين الماضيين بعد ارتفاع جنوني

مشروع سكني في سنغافورة يستهدف الأجانب
TT

مشروع سكني في سنغافورة يستهدف الأجانب

مشروع سكني في سنغافورة يستهدف الأجانب

في جزيرة سنغافورة التي تقع بالطرف الجنوبي الشرقي لآسيا، والتي تعد أحد أهم مراكز العالم المالية والاقتصادية، تقع الشقة التي تتكون من ثلاث غرف نوم وأربعة حمامات في الطابق السابع من مجمع سيسكيب السكني ذي الملكية المشتركة بمنطقة سينتوسا كوف، وهو مجمع سكني متكامل بني منذ عشر سنوات حول مرسى يتسع لنحو 400 سفينة.
والمشروع هو جزء من جزيرة سينتوسا، التي تبلغ مساحتها 1236 هكتارا، ويشتمل المشروع على وحدات سكنية وترفيهية، وملاعب غولف، وشواطئ، ومتنزه على طراز عالمي يضم استوديوهات تصوير، ويقع المجمع على بعد 15 دقيقة من وسط مدينة سنغافورة العاصمة.
أكتمل بناء مجمع «سيسكيب» عام 2012، ويضم 151 شقة سكنية في مبنيين من ثمانية طوابق، مع مرأب للسيارات تحت الأرض وبركة مياه تشبه تلك الموجودة في الغابات، وللمجمع واجهة بانورامية تطل على البحر مباشرة، حسب فيين ليو، المديرة التنفيذية للمشروع بشركة «نايت فرانك سينغابور» العقارية التي تسوق لبيع الشقق.
وتبلغ مساحة الشقة 2165 قدما مربعا ولها مصعد خاص، ويؤدي مدخلها إلى مكان المعيشة ذي الأرضيات الرخامية والشبابيك التي تمتد من الأرض للحائط. تفتح الأبواب المنزلقة على شرفة نصف دائرية تطل على الخليج والجزر المحيطة.
تشمل منطقة الطعام القريبة من غرفة المعيشة منطقة الطهي، المنفصلة عن المطعم، وبها فرن، وثلاجة صغيرة فاخرة، وحوض غسيل، ومنضدة لتقديم الطعام. بالمطبخ ثلاجة، وغسالة أطباق، ومكان لغسل الملابس، وبالقرب من المطبخ توجد غرفة منعزلة للعاملين مع حمام منفصل.
تقع غرفة النوم الرئيسية في الردهة التي تربط بين غرفة الطعام والمطبخ. أرضية غرفة النوم مبطنة بالخشب وبها شرفة، وحمامها به حوض استحمام ودش.
وتؤدي الردهة إلى غرفتي نوم إضافيتين وحمامين، أحد الحمامين متصل مباشرة بأحد الغرفتين، وكلتا الغرفتين تؤدي إلى شرفة.
السعر الذي يبلغ 5.5 مليون دولار أميركي لا يشمل الأساس، غير أن الأشياء المثبتة في الشقة مثل الإضاءة، والستائر وغيرها من الأدوات كلها جزء من عملية البيع، وفق ليو. تشمل وسائل الراحة غرفة للتمارين، حدائق مشذبة وممرا للمقيمين، وطريقا إسفلتيا على امتداد البحر.
ويقع المبنى وسط الممشى المؤدي إلى مرافق مجمع سينتوسا السكني، الذي يشمل مطاعم ومرسى السفن. المبنى على بعد 10 دقائق بالسيارة من فيوفو سيتي، أحد أكبر مراكز التسوق في سنغافورة، ويبعد 15 دقيقة من طريق أوركيد رود، أشهر مناطق التسوق والترفية في سنغافورة، ويبعد 30 دقيقة من مطار سنغافورة الدولي.
* لمحة عامة عن السوق:
ظلت سنغافورة أحد أغلى أسواق العقارات خلال الفترة من 2008 حتى 2013، عندما ارتفعت أسعار العقارات هناك بواقع 80 في المائة، حسب بيانات حكومية. بيد أن الأسعار تراجعت بشكل كبير خلال العامين الأخيرين نتيجة للقيود التي وضعتها الحكومة على الرهن العقاري، وفرضت ضرائب إضافية على عمليات الشراء التي يقوم بها الأجانب، وذلك لتهدئة السوق ومنع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
وتراجعت الأسعار بواقع 4 في المائة عام 2014، وكان من المتوقع أن تتراجع 4 في المائة أخرى في الحساب الإجمالي لختام عام 2015، وفق محللين. وأفادت شركة «جيه إل إل» للاستشارات العقارية بأن مبيعات الشقق السكنية تراجعت إلى 3496 شقة في الأشهر الستة الأولى من عام 2015، مما يعني 21 في المائة أقل من نفس الفترة من العام الماضي.
ارتفعت المبيعات في الشهور الأخيرة، لكن أرقام التحويلات المالية استمرت على انخفاضها، حيث توقفت عند 76 في المائة مقارنة بفترة الذروة في عام 2010، وفق صامويل إيو، مدير شركة سنابور كريستي إنترناشيونال العقارية.
ولا تزال كمية المعروض من العقارات الجديدة الفارغة التي استكمل بناؤها أثناء فترة الازدهار المعماري كبيرة، مما يساهم في انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ. وبلغ معدل الشغور 8 في المائة مع نهاية الربع الثالث من العام الماضي، وفق بيانات هيئة التنمية الحضرية الحكومية بسنغافورة.
* فرص للأجانب:
أفاد إيو أن مجمع سنتوسا كوف، الذي يستهدف المشترين الأجانب، يعتبر من المناطق التي شهدت تراجعا كبيرا في السعر بدرجة كبيرة، مضيفا أن السعر انخفض في بعض المشروعات لأكثر من 35 في المائة مقارنة بفترات الذروة.
غير أن سنتوسا تبقى من أغلى المناطق في سنغافورة، حيث يتراوح سعر الشقة في المجمع السكني المطل على البحر بهذا المجمع ما بين 5 إلى 5.3 مليون دولار أميركي، وفق ليو، بيد أنها لم تعط رقما محددا لعدد الشقق التي جرى بيعها هناك بالفعل.
وأفاد سمسار عقارات أن التحويلات البنكية لمبيعات مجمع سنتوسا كوف تراجعت العام الماضي، لكن التخفيضات الكبيرة في السعر بدأت تؤتي ثمارها في جذب مشترين جدد، ومن المتوقع أن تقدم الحكومة المزيد من التسهيلات في المستقبل لتحفيز حركة البيع.
* من يشتري في سنغافورة
خلال فترة انتعاشة السوق، كان أغلب المشترين في سنغافورة من المستثمرين الذين يتطلعون إلى إعادة البيع بسرعة لتحقيق الربح، وفق سمسار عقارات، وكان الصينيون أنشط المشترين، ويأتي بعدهم المشترون من ماليزيا وإندونيسيا.
غير أن الوضع تغير اليوم وأصبح المشترين المحليين يسيطرون على السوق بعد أن تراجع المشترون الأجانب عن الشراء بسبب الضرائب الجديدة التي فرضتها الحكومة عليهم، حسب دونلاند هان، المدير التنفيذي بشركة تشسترون السنغافورية، مضيفا أنه بمقدور هؤلاء المستثمرين «البحث عن عقارات في أماكن أخري، حيث ذهب الكثيرون بالفعل إلى لندن، وطوكيو، وسيدني، وملبورن»، حسب هان.
غير أن الأسعار المرتفعة لم تشكل عائقا أمام المشترين الأثرياء الذين جذبهم الاقتصاد المستقر في سنغافورة والنفاذ للتجارة العالمية. شاركت شركة كريستي السنغافورية في بيع منزل بوسط المدينة في الربع الثالث من عام 2015 لمشتر من هونغ كونغ مقابل 21 مليون دولار سنغافوري (ما يعادل 14.9 مليون دولار أميركي) بحسب إيو.
وحسب أحدث تقارير مؤسسة نايت فرانك المالية السنوية، سوف تشهد سنغافورة أسرع نمو في العالم في عدد الأثرياء خلال السنوات العشر القادمة بمتوسط أصول 30 مليون دولار أميركي لكل ثري، متفوقة على هونغ كونغ، ونيويورك، ولندن، ومومباي.
* أسس الشراء:
تعتبر سنغافورة سوقا شفافا، ويرجع ذلك إلى أن أغلب القوانين السائدة هناك مستمدة من القانون البريطاني، حسب هان.
وتنقسم العقارات إلى قسمين: عقارات ذات حصة في الأرض، وهي المنازل التي تمتلكها عائلة واحدة، والمنازل من دون حصة في الأرض، مثل المجمعات السكنية ذات الملكية المشتركة والشقق. ومن غير المسموح لغير السنغافوريين شراء وحدات سكنية مع حصة في الأرض في سنغافورة من دون إذن خاص، باستثناء مجمع سنتوسا كوف السكني، وهو المكان الوحيد المسموح فيه للأجانب شراء عقارات سواء مع حصة أو من دون حصة في الأرض.
* مزيد من المعلومات:
وهناك الكثير من المواقع الإلكترونية التي يمكن الرجوع إليها للحصول على مزيد من المعلومات، مثل الموقع السياحي الرسمي لسنغافورة: yoursingapore.com، والموقع الإلكتروني لسنتوسا إيلاند: sentosa.com، والموقع الإلكتروني لهيئة أراضي سنغافورة: sla.gov.sg.
أما عن اللغات المستخدمة بكثافة في سنغافورة فهي الإنجليزية، والمالاي، والمندريان والتاميل. والعملة المحلية هي الدولار السنغافوري (ويعادل نحو 0.71 دولار أميركي).
* الضرائب والمصروفات:
بالنسبة لغير السنغافوريين، من الممكن أن تضيف المصروفات الإضافية والضرائب نحو 18 في المائة من سعر المنزل. أما بالنسبة للبائعين، فليس هناك ضريبة على الربح المتحصل من عملية البيع، بيد أن هناك دمغة مضافة تتراوح ما بين 4 إلى 16 في المائة في حال جرى بيع العقار مرة ثانية خلال أربع سنوات من الشراء.
ويجري تقدير قيمة الضرائب العقارية السنوية طبقا لقيمتها وإيجارها السنوي، وما إذا كانت مؤجرة أو مستخدمة من قبل المستهلك نفسه. وتقدر قيمة الضريبة السنوية للعقار المذكور بنحو 5000 دولار أميركي في حال ما إذا كان المالك هو نفسه من يسكن العقار، حسب تقدير ليو، بالإضافة إلى مصروفات صيانة شهرية تقدر بنحو 695 دولارا أميركيا (980 دولارا سنغافوريا). وفي حال ما إذا كان العقار مؤجرا ويسكنه شخص غير المالك، يتعين سداد ضريبة تعادل 20 في المائة من قيمة الإيجار.

* خدمة «نيويورك تايمز»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»