وزير المالية السعودي: توجه لتعزيز توطين صناعات قطع الغيار العسكرية

قال إن التسهيلات الجمركية لا تتوافر في الأسواق العالمية الأخرى

وزير المالية السعودي خلال جولته في معرض توطين الصناعات العسكرية (واس)
وزير المالية السعودي خلال جولته في معرض توطين الصناعات العسكرية (واس)
TT

وزير المالية السعودي: توجه لتعزيز توطين صناعات قطع الغيار العسكرية

وزير المالية السعودي خلال جولته في معرض توطين الصناعات العسكرية (واس)
وزير المالية السعودي خلال جولته في معرض توطين الصناعات العسكرية (واس)

كشف الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي، عن وجود توجه محلي لتعزيز صناعات القطع العسكرية في البلاد، متطلعًا إلى ضرورة استفادة القطاع الخاص من تلك الفرص، خصوصًا أنها تعرض على نطاق كبير احتياجاتها التي يمكن للقطاع الخاص الإسهام فيها. وبيّن وزير المالية السعودي، خلال تصريح صحافي، عقب جولة له في معرض القوات المسلحة لدعم وتوطين قطع الغيار، أن تلك الفرص تشكل ضمانًا لجودة المنتج وسرعة تأمينه، مع تأكيده على أن الصناعات الصغيرة أساس للصناعات الكبيرة. وشدد العساف على أن عرض 40 ألف فرصة استثمارية، إلى جانب مشاركة شركات سعودية كبرى مثل أرامكو وسابك والكهرباء وتحلية المياه، وشركات عالمية متخصصة في مجال تصنيع قطع الغيار، تتعامل مع القوات المسلحة، تجسد تنوع الاقتصاد الوطني وجودة صناعاته المحلية.
ولفت وزير المالية السعودي، إلى أن المعرض يعزز من تنوع الاقتصاد السعودي الموجود في البلاد، نظرًا لما يحتويه من صناعات مختلفة، منها التقني والطبي والخاص بالتجهيزات العسكرية، مشددًا على قدرة الشركات السعودية لتحقيق مكاسب كبرى متى ما واصلت العمل في مجالات التصنيع، مضيفًا «هناك سوق كبيرة يمكن الاستثمار فيها على المستويات المحلية والخليجية والعربية، والتسهيلات الجمركية المقدمة في هذه السوق لا تتوافر في كثير من الأسواق العالمية الأخرى».وأشار العساف إلى التسهيلات المقدمة من وزارة المالية عبر المؤسسات التابعة لها للشركات الوطنية المصنعة، سواء من ناحية منحها الأولوية في جميع الإجراءات، أو دعمها بالقروض المساعدة والمشجعة لها للاستمرار في اتجاه التصنيع محليًا، مبينًا أن الوزارة ستظل داعمة للتوجه العائد بالنفع الكثير على الوطن في مناحٍ كثيرة، مضيفًا أن «الوزارة تعمل على توفير الإنفاق من خزينة الدولة، وتقليل المصاريف المالية العالية»، معللاً ذلك بأن تكاليف قطع الغيار المصنعة خارجيًا مرتفعة، وتزيد قيمتها المالية بأضعاف أضعاف عنها متى كان التصنيع محليًا.
وأوضح وزير المالية السعودي، أن التصنيع المحلي لقطع الغيار المستخدمة في الآليات العسكرية، يختصر كثيرًا من الوقت الذي تستغرقه صناعة تلك القطع حتى تسليمها والبدء بالاستفادة منها، خصوصًا أن عامل الوقت أمر مهم جدًا وأساسي بالنسبة للقطاعات العسكرية.
وحث العساف باقي القطاعات والجهات الحكومية، على المبادرة بمثل هذه التجمعات التي تعنى بتوطين الصناعات محليًا وطرح الفرص الاستثمارية التصنيعية لديها ليمكن للقطاع الخاص الاستفادة منها، وتحقيق الأهداف السامية، ونيل المكاسب المادية والفنية على مستوى القطاع العام والخاص على حد سواء.
من جانب آخر، أكد خبراء في مجال توطين صناعة قطع الغيار، أهمية دور المراكز البحثية والعلمية في نقل التقنية، وأهمية الجودة والمواصفات في توطين الصناعة، ومحور حقوق الملكية الفكرية وآثارها في التصنيع المحلي، ومحور الهندسة العكسية وآلية التصنيع وإجراءات وتأهيل المنتجات للتصنيع المحلي، والمحور الأخير عن تحويل الدراسات والبحوث العلمية إلى منتجات صناعية.
وتضمنت أوراق العمل أمس ندوة عن دورة الابتكار، وورقة تطبيقات الهندسة العكسية في صناعة قطع الغيار، أما الورقة الثالثة فتتحدث عن الهندسة العكسية من الفكرة إلى المنتج.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالسعودية، التزام المؤسسة بشراء نحو ألف قطعة غيار من مصانع محلية، تصل قيمتها الإجمالية إلى ما يقارب 14 مليون ريال (3.7 مليون دولار)، بهدف دعم الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن المؤسسة تنتج خمسة ملايين متر مكعب من إجمالي ثمانية ملايين تستهلكها السعودية يوميًا.
وأوضح محافظ المؤسسة خلال مشاركته في ندوة المراكز البحثية والعلمية في نقل التقنية، ضمن فعاليات معرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار في الرياض أن المواد الكيميائية كل الداخلة في صناعة التحلية، تنتج محليا، مفيدًا بأن نحو 15 في المائة من قطع غيار صناعة التحلية تنتج محليا ونعمل على زيادتها.
ولفت آل البراهيم إلى أن 91 في المائة من محطات التحلية تدار بأيدٍ وطنية، فيما جرى توطين قطاع التشغيل بنسبة 93 في المائة منها، لافتًا إلى بدء التوجه لتصنيع قطع الغيار في المؤسسة عام 1998، إذ أنشئت لجنة للتصنيع من ذوي الخبرة بالمؤسسة، وفي عام 2003 أنشئت شعبة للتصنيع المحلي، لتعمل على نقل وتوطين التقنية، وحصر الفرص الاستثمارية بالمؤسسة، ونشر ثقافة التصنيع، والتنسيق مع الجامعات ووزارة التجارة والهيئة العامة للاستثمار والغرف التجارية، وزيارة المصانع المحلية الخاصة بتصنيع قطع الغيار للاطلاع على إمكاناتها وتأهيلها والاستفادة من خبراتها العملية.
وكشف الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، عن خطة وشراكات مقبلة لإيجاد مشروعات جامعية ومراكز التطوير تعكس برامج التحول الوطني في مجال الصناعات لعدد من الجهات الحكومية والوزارات.
وشدد الأمير تركي على ضرورة جعل الصناعات السعودية ذات قيمة، مبينًا أن المرحلة تتطلب بناء القدرات بالبلاد، وتنويع القاعدة الاقتصادية، من أجل تسريع معدلات النمو وتوجه الدولة نحو القطاع الصناعي كقطاع مؤهل للإسهام بفاعلية في عملية التنويع.
وأشار الأمير تركي إلى توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية مختصة بالبحوث والتطوير من أجل توطين الصناعة، وعدم الاعتماد على الاستيراد الصناعي الذي غالبا ما يكون بكميات كبيرة. وأبان رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن الشركات الصغيرة لن تكون كافية ما لم يكن هناك تعاون مع الشركات الكبيرة، مستشهدًا بتجربة كوريا وتطورها الصناعي الذي حدث في مدة وجيزة.
من جهة أخرى، شدد الدكتور سعد القصبي، محافظ هيئة المواصفات والمقاييس والجودة، خلال ورقة عمل قدّمها، على أهمية المواصفات في القطاع الخاص وتهيئة البيئة التحتية، والاستخدام الأمثل للمعدات، وتحقيق السلامة للعاملين، متناولاً منظومة الجودة بشكل عام وتطوير المواصفات، وكونها بحاجة أن تدار بعناية وكفاءة.
في حين أوضح المهندس يوسف البنيان، الرئيس التنفيذي المكلف لشركة سابك «دخلنا في شراكات استراتيجية على نقل التقنية، وهذا هو سر نجاح الشركة واحتلالها المركز الثاني على مستوى العالم في هذا المجال»، مبينًا أن استراتيجية سابك هي الشراكات الاستراتيجية للبحث عن المعلومة، مشيرًا إلى أن سابك لديها أكثر من عشرة آلاف براءة اختراع، وأن منتجات سابك موجودة في أكثر من 45 دولة حول العالم.
وكشف البنيان عن وجود 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، مشتريات محلية مصنعة داخليًا، لافتا النظر إلى أن منتجات سابك يجب أن تكون قادرة على المنافسة داخليًا وخارجيًا.



«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
TT

«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2025 إلى 4.2 في المائة من 4 في المائة، حيث توقعت استقرار ظروف الائتمان، وأن تؤدي جهود التحفيز التي بذلتها بكين منذ سبتمبر (أيلول) إلى التخفيف من بعض التأثيرات المحتملة للزيادات في التعريفات الجمركية الأميركية.

في المقابل، أظهرت بيانات وزارة المالية أن الإيرادات المالية للصين في أول 11 شهراً من عام 2024 انخفضت 0.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما يمثل تحسناً طفيفاً عن الانخفاض بنسبة 1.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول). من ناحية أخرى، نما الإنفاق المالي بنسبة 2.8 في المائة في الفترة نفسها، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 في المائة في أول 10 أشهر من العام.

نمو صناعي وتراجع استهلاكي

كما شهد الناتج الصناعي في الصين نمواً طفيفاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما جاءت مبيعات التجزئة مخيبة للآمال، مما عزز الدعوات إلى زيادة التحفيز الذي يركز على المستهلكين. وتعكس البيانات المتباينة التحديات الكبيرة التي يواجهها قادة الصين في تحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام قبل عام 2025 في وقت قد تشهد فيه العلاقات التجارية مع أكبر سوق تصدير للصين تدهوراً، في حين يبقى الاستهلاك المحلي ضعيفاً، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأوضح المحللون أن تعهد ترمب بفرض تعريفات تصل إلى 60 في المائة على السلع الصينية قد يدفع بكين إلى تسريع خططها لإعادة التوازن إلى اقتصادها البالغ حجمه 19 تريليون دولار، وهو ما يعكس أكثر من عقدين من النقاشات حول التحول من النمو المدفوع بالاستثمار في الأصول الثابتة والصادرات إلى نموذج اقتصادي يعتمد بشكل أكبر على الاستهلاك.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج الصناعي نما بنسبة 5.4 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى نمو قدره 5.3 في المائة. ومع ذلك، سجلت مبيعات التجزئة، التي تعد مقياساً رئيساً للاستهلاك، أضعف زيادة لها في ثلاثة أشهر بنسبة 3 في المائة، وهو ما جاء أقل من الارتفاع المتوقع بنسبة 4.6 في المائة، وأقل من معدل النمو في أكتوبر البالغ 4.8 في المائة.

وأشار دان وانغ، الخبير الاقتصادي المستقل في شنغهاي، إلى أن السياسات الاقتصادية الصينية كانت تروج بشكل مستمر للمصنعين على حساب المستهلكين، على الرغم من مؤشرات الضعف المستمر. وأضاف أن بكين قد تتجه نحو تعزيز القدرة الإنتاجية، مما قد يفاقم مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية، ويحفز الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة خارجية.

كما شهد الاستثمار في الأصول الثابتة نمواً أبطأ بنسبة 3.3 في المائة في الفترة بين يناير ونوفمبر، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى نمو بنسبة 3.4 في المائة.

وفيما يتعلق بالسياسات المستقبلية، عبر صناع السياسات عن خططهم لعام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تضع ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد الصيني. وقال مسؤول في البنك المركزي الصيني إن هناك مجالاً لمزيد من خفض الاحتياطيات النقدية، رغم أن التيسير النقدي السابق لم يحقق تعزيزاً كبيراً في الاقتراض.

من ناحية أخرى، يواصل قطاع العقارات معاناته من أزمة طويلة الأمد تؤثر على ثقة المستهلكين، حيث تُعد 70 في المائة من مدخرات الأسر الصينية مجمدة في هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، لا يزال من المبكر الحديث عن تعافٍ حقيقي في أسعار المساكن، رغم وجود بعض الإشارات المشجعة مثل تباطؤ انخفاض أسعار المساكن الجديدة في نوفمبر.

وفي إطار هذه التطورات، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين ستعزز من النمو المستدام في دخل الأسر خلال عام 2025 من خلال تكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين، وتعزيز الضمان الاجتماعي. وقد حددت الصين توسيع الطلب المحلي بصفته أولوية رئيسة لتحفيز النمو في العام المقبل، في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع العقارات المتضرر من الأزمة، والتي تعرقل الانتعاش الكامل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية قوله إن الصين ستزيد بشكل كبير من الأموال المخصصة للسندات الخاصة طويلة الأجل في العام المقبل، لدعم الترقيات الصناعية، وتعزيز نظام مقايضة السلع الاستهلاكية، بهدف تحفيز الاستهلاك. وأوضحت أن هذه الخطوات ستتركز على تعزيز دخل الأسر من خلال زيادة الإنفاق الحكومي على الاستهلاك، وتحسين الضمان الاجتماعي، وخلق مزيد من فرص العمل، وتطوير آليات نمو الأجور، بالإضافة إلى رفع معاشات التقاعد للمتقاعدين، ودعم التأمين الطبي، وتنفيذ سياسات تهدف إلى تشجيع الإنجاب.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «شينخوا»: «من خلال متابعة الوضع الاقتصادي الحالي، نتوقع أن يكون النمو الاقتصادي السنوي نحو 5 في المائة». كما توقع المسؤول أن تشهد سوق الإسكان مزيداً من الاستقرار، ودعا إلى اتخاذ تدابير سياسية ذات تأثير مباشر على استقرار القطاع العقاري في أقرب وقت، مع منح الحكومات المحلية مزيداً من الاستقلالية في شراء المخزون السكني.

من جانبه، أعرب جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، عن اعتقاده بأن التحفيز الاقتصادي في نوفمبر من المرجح أن يكون مؤقتاً، مع احتمالية تعافي النمو في الأشهر المقبلة بفضل الدعم السياسي الزائد. ولكنه أشار إلى أن هذا التحفيز لن يحقق أكثر من تحسن قصير الأمد، خاصة أن القوة الحالية للطلب على الصادرات من غير المرجح أن تستمر بمجرد أن يبدأ ترمب في تنفيذ تهديداته بشأن التعريفات الجمركية.

تراجع الأسواق الصينية

وفي الأسواق المالية، انخفضت الأسهم الصينية بعد أن أظهرت البيانات ضعفاً غير متوقع في إنفاق المستهلكين، في حين راهن المستثمرون على مزيد من الدعم السياسي لتحفيز النمو الضعيف. وفي فترة استراحة منتصف النهار، تراجع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.37 في المائة، ليضيف إلى التراجع الذي شهده الأسبوع الماضي بنسبة 1 في المائة.

في المقابل، سجل مؤشر «شنغهاي المركب» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 3395.11 نقطة. وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.04 في المائة، في حين خسر مؤشر العقارات 1.41 في المائة وضعف مؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 0.94 في المائة. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.57 في المائة ليغلق عند 19856.91 نقطة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تراجع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الآسيوية باستثناء اليابان بنسبة 0.20 في المائة، بينما انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.18 في المائة. أما اليوان، فقد تم تسعيره عند 7.2798 مقابل الدولار الأميركي، بانخفاض بنسبة 0.09 في المائة مقارنة بإغلاقه السابق عند 7.2731.