الأطفال الانتحاريون أحدث تكتيكات {داعش} الصادمة

89 هجمة انتحارية على الأقل جرت في سوريا العام الماضي

من شريط فيديو لـ«داعش» صبي انتحاري يقبل يد والده قبل أن ينفذ عملية إرهابية (واشنطن بوست)
من شريط فيديو لـ«داعش» صبي انتحاري يقبل يد والده قبل أن ينفذ عملية إرهابية (واشنطن بوست)
TT

الأطفال الانتحاريون أحدث تكتيكات {داعش} الصادمة

من شريط فيديو لـ«داعش» صبي انتحاري يقبل يد والده قبل أن ينفذ عملية إرهابية (واشنطن بوست)
من شريط فيديو لـ«داعش» صبي انتحاري يقبل يد والده قبل أن ينفذ عملية إرهابية (واشنطن بوست)

طفل لا يتعدى الثانية عشرة من عمره يحتضن أباه، ثم يتسلق سيارة مدرعة محملة بالمتفجرات، ثم يقبل يد أبيه قبل الرحيل في مهمة تنتهي وسط كرة من النار بعيدا على امتداد الأفق.
كان الهجوم الذي جرى في حلب الشهر الماضي أحد 89 هجمة انتحارية على الأقل جرت على مدار العام الماضي استخدم فيها تنظيم «داعش» أطفالا أو مراهقين في مهام انتحارية، وفق بحث جديد أشار إلى أن التنظيم الإرهابي دأب على إرسال أطفال للموت بمعدلات متزايدة.
نشر تنظيم «داعش» الشهر الماضي سلسلة صور دعائية تظهر أبًا يودع ابنه، لتضاف إلى مجموعة كبيرة من صور المديح على مواقع الإنترنت. توضح الصور كيف يستخدم الأطفال في العمليات القتالية والمواجهات على الأرض ضد المدنيين في العراق وسوريا.
فحسب تقرير من المقرر نشرة الجمعة المقبل صادر عن «مركز مكافحة الإرهاب» بالأكاديمية العسكرية الأميركية في «ويست بوينت»، تلقت صحيفة «واشنطن بوست» نسخة منه، فإن «(داعش) يقوم بتجنيد الأطفال والشباب بمعدلات متزايدة وغير مسبوقة».
تصف الدراسة استخدام «داعش» الأطفال في الهجمات الانتحارية بأنه جزء من استراتيجية أوسع لبرمجة عقول جيل من المسلحين في سن أطفال المدارس على فكر التنظيم بحيث يسهل اقتياده لأبعد مدى في ممارسة العنف.
فمنذ ظهوره قوةً مهيمنةً في سوريا، دأب التنظيم على إرسال الأطفال في مهام صادمة للعالم الخارجي.. فقد أظهر مقطع مصور الشهر الماضي طفلاً معصوب الرأس ضمن تنظيم داعش يضغط زرًا للتحكم عن بعد ليفجر سيارة بها ثلاثة من المتهمين بالتجسس على التنظيم.
غير أن الدراسة الجديدة تعد أول كتالوغ شامل للحالات التي استخدم فيها «داعش» الأطفال في مهام كان فيها الموت نهاية متوقعة. كان نحو 60 في المائة من الضحايا من «المراهقين»، أي في الفئة العمرية من 12 – 16 عاما، ولم يكن أيٌ منهم فوق 18 عاما، وكان عمر البعض بين 8 و9 سنوات، وفق باحثين بجامعة «جورجيا ستيت» التي أجرت البحث.
وحسب تقرير صادر تحت عنوان: «تقديرات عن عدد الأطفال في حملة (داعش) الاستشهادية الدعائية»، فقد لقي 11 طفلا على الأقل حتفهم خلال عمليات «داعش» التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، مقارنة بستة فقط في الشهر نفسه من العام الماضي.
يعد استخدام الأطفال في العمليات العسكرية دلالة على اليأس، كما كانت الحال في ألمانيا النازية في الشهر الأخير من الحرب العالمية الثانية. غير أن الباحثين أفادوا بأن تنظيم «داعش» غير مجبر على الاعتماد على محاربين صغار السن، لأنه لا يعانى نقصا في أعداد المقاتلين الكبار.
أفاد الباحثون أن التنظيم يوظف الأطفال لأسباب تتعلق بالتأثيرات الدعائية لذلك الفعل، وبسبب قدرة الأطفال على تحاشى التفتيش، وكذلك لإيمانهم بأن أرواح هؤلاء الأطفال الصغار تعد ثمنًا هينًا مقابل إنشاء دولة «الخلافة من جديد».
«من الصادم أن يجرى دمج الأطفال في صفوف (داعش) ليس كبدلاء، لكن كجنود وانتحاريين يقاتلون جنبا إلى جنب مع المسلحين الكبار»، حسب شارلي ونتر، الباحث المشارك في جامعة «جورجيا ستيت» وأحد المشاركين في إعداد البحث.
قال ونتر إن الظاهرة قد تتفاقم حال فقدَ «داعش» أرضا أو مقاتلين، مضيفا: «نعلم أن هناك كثيرا من الأطفال الذين جرى تجنيدهم، ومع صعوبة الوضع عسكريا أمام (داعش) في الشهور والسنوات المقبلة، فسوف نشهد مزيدا من عمليات تجنيد الأطفال للقتال في أرض المعركة».
غالبية الأطفال والمراهقين المستخدمين في العمليات الانتحارية قدموا من العراق أو سوريا حيث يسيطر «داعش» على منطقة تعادل مساحتها غرب فرجينيا، حسب التقرير، بينما أتي أطفال آخرون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان هناك على الأقل أربعة أطفال من دول غربية؛ منهم اثنان من بريطانيا، وأحدهم من فرنسا، والآخر من أستراليا.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.