«داعش» يسحب مسلحيه الأجانب من الموصل لإرسالهم إلى ليبيا

خشية فقدانهم في معركة الموصل المرتقبة

«داعش» يسحب مسلحيه الأجانب من الموصل لإرسالهم إلى ليبيا
TT

«داعش» يسحب مسلحيه الأجانب من الموصل لإرسالهم إلى ليبيا

«داعش» يسحب مسلحيه الأجانب من الموصل لإرسالهم إلى ليبيا

كشف مسؤول كردي على أن نسبة مسلحي تنظيم داعش الأجانب بدأ بالانخفاض في مدينة الموصل، إثر توجههم إلى سوريا ومنها إلى ليبيا، بينما ذكر مصدر مطلع أن عدد مسلحي «داعش» الأجانب، الذين تركوا الموصل حتى الآن، بلغ أكثر من مائتي مسلح. فيما صادر التنظيم أمس 95 منزلا من منازل المسيحيين والأكراد في المدينة.
وقال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، في محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط» إنه «حسب ما يتضح من المعلومات الواردة إلينا فقد انخفض عدد مسلحي (داعش) الأجانب في مدينة الموصل بعد توجه عدد كبير منهم، ومن بينهم قادة ومسؤولون في التنظيم، إلى سوريا ومنها إلى ليبيا، وقد بدأ (داعش) يسحب هؤلاء المسلحين خشية فقدانهم في معركة الموصل المرتقبة، خاصة وأن غالبية هؤلاء يمتلكون خبرات عسكرية».
وفي السياق ذاته، يواصل تنظيم داعش عمليات إعدام أهالي الموصل، تخوفا من اندلاع انتفاضة شعبية ضده، وذلك قبل بدء عمليات تحرير المدينة.
وأضاف سورجي بخصوص آخر المستجدات الأمنية في المدينة: «لقد أعدم تنظيم داعش أمس عشرة مواطنين من سكان منطقة وادي الحجر (غرب الموصل) رميا بالرصاص، في منطقة الغابات (شرق الموصل) بتهمة التجسس، وتزويد القوات الأمنية العراقية بمعلومات عن التنظيم وتحركاته»، موضحًا أن «طائرات التحالف الدولي شنت أمس غارات مكثفة على عدد من مواقع ومقرات التنظيم في وسط الموصل وأطرافها، وإحدى هذه الغارات استهدفت عددا من المخازن ومستودعات الأسلحة وعتاد التنظيم في منطقة الكرامة الصناعية داخل الجانب الأيسر من الموصل، ودمرتها بالكامل، كما قصف طيران التحالف سيارة مفخخة في قرية كفروك التابعة لقضاء تلكيف (شمال الموصل)، كان مسلحو (داعش) يعدونها لمهاجمة البيشمركة، مما أسفر عن تدمير الآلية وأحد مقرات التنظيم في القرية».
وتابع سورجي قائلا: «لقد دمرت طائرات التحالف مقرين للتنظيم في قرية شيخ أمير، التابعة لناحية برطلة، بينما استهدفت غارة أخرى ناحية العياضية، التابعة لقضاء تلعفر غرب الموصل، وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل أكثر من 17 مسلحا من (داعش)، وإصابة سبعة آخرين، واحتراق ستة سيارات تابعة للتنظيم».
من جهته، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، إن «قيادة تنظيم داعش أرسلت خلال المدة الماضية أكثر من 200 مسلح وقيادي من التنظيم إلى ليبيا، والتنظيم يشدد على إرسال قادته ومسلحيه من الأجانب والعرب غير العراقيين، وضباطا بعثيين من الجيش العراقي السابق إلى ليبيا ليؤسسوا قاعدة فيها، قبل انتقال الآخرين».
وبخصوص الوضع الميداني تابع مموزيني موضحًا: «لقد قُتل أمس ثلاثة مسلحين من (داعش)، بينهم أحد قادة التنظيم يدعى أبو حذيفة السوري، كما أصيب آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة بإحدى مقرات التنظيم في منطقة اليرموك (غرب الموصل)، موضحًا في السياق ذاته أن «تنظيم داعش صادر أمس 95 منزلا آخر للمسيحيين والأكراد في الموصل، وعرضها للإيجار، ومن جهتها قصفت قوات البيشمركة أمس مواقع وتجمعات (داعش) في قرية خورسيباد (شرق الموصل)، مما أسفر عن مقتل 11 مسلحا من داعش».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.