اتفاق على فتح خمسة معابر حدودية جديدة بين إقليم كردستان وتركيا

نيجيرفان بارزاني يلتقي داود أوغلو في وان قبل لقائه إردوغان في أنقرة

اتفاق على فتح خمسة معابر حدودية جديدة بين إقليم كردستان وتركيا
TT

اتفاق على فتح خمسة معابر حدودية جديدة بين إقليم كردستان وتركيا

اتفاق على فتح خمسة معابر حدودية جديدة بين إقليم كردستان وتركيا

وصل نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، يرافقه وفد يضم عددا من وزراء حكومة الإقليم ومحافظي أربيل والسليمانية، إلى مدينة وان (ذات الأغلبية الكردية) في جنوب شرقي تركيا، أمس، وكان في استقباله أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، وعدد كبير من المسؤولين المحليين وفي الحكومة التركية.
وقبل مأدبة إفطار أقامها داود أوغلو، ألقى نيجيرفان بارزاني كلمة بين فيها الأهمية التاريخية والمعنوية لمدينة وان، مشيرا إلى أن الشيخ أحمد بارزاني (الشقيق الأكبر للزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني) مر منها وهو في طريقه إلى إسطنبول، وأنه لذلك يعدها من المدن التي تحمل الكثير من الذكريات. ولم ينس نيجيرفان بارزاني أن يستذكر الأيام الصعبة التي مر بها المواطنون الكرد في إقليم كردستان العراق إثر حملات الأنفال والهجرة الجماعية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وكيف أن مواطني وان كانوا في طليعة من ساعدوا النازحين من كردستان العراق.
وقال بارزاني إن العلاقات الاقتصادية بين الإقليم وتركيا تتطور يوما بعد يوم، وإن الطرفين «يتوقعان تطورا أكثر». وبشأن الخلافات بين أربيل وبغداد، أوضح بارزاني أن «إقليم كردستان لم يرتكب أي تجاوز قانوني أو دستوري»، مبينا أن القرار الفردي الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقطع رواتب ومستحقات موظفي الإقليم كان «بمثابة فرض عقوبات على شعب إقليم كردستان»، مؤكدا أن «الإقليم لن يقبل بهذه التصرفات ولن يعود إلى الوراء».
من جهته، كشف وزير الخارجية التركي أن أهم النقاط التي تم التحدث حولها هي «فتح معابر حدودية جديدة بين الإقليم وتركيا»، موضحا أن الطرفين اتفقا على توسيع معبر إبراهيم الخليل الحدودي الذي يعتبر المعبر الأساسي بين الإقليم وتركيا، بالإضافة إلى فتح خمسة معابر حدودية أخرى. وبين داود أوغلو أن حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا بلغ أكثر من 12 مليار دولار، أكثر من 70 في المائة منه مع الإقليم، مضيفا أن تركيا «تعد الإقليم البوابة الوحيدة لها باتجاه العراق».
ولم يخف أوغلو أن «المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد من الممكن أن يكون لها تأثير كبير على سير تنفيذ الخطة الاقتصادية بين الإقليم وتركيا وبالأخص في ما يتعلق بمسائل الطاقة»، مضيفا أن لتركيا «حاجة كبيرة إلى الطاقة، فهي إحدى أكثر الدول في المنطقة نجاحا من حيث الزراعة والصناعة، لكن ما ينقصها هو الطاقة». وتمنى أن تعمل حكومة إقليم كردستان العراق مع الحكومة الاتحادية على حل كل المشاكل المتعلقة بموضوع الطاقة والبدء بصفحة جديدة في ما يتعلق بالعلاقات في الجانب النفطي بين الطرفين.
وقال وزير الخارجية التركي إن الكرد في إقليم كردستان العراق يعبرون بلغتهم عن حبهم وعشقهم، مبديا رغبة بلاده في تطوير العلاقات معهم وكسر الحواجز بين الشعبين التركي والكردي. وأضاف أن «حدودنا سياسية نريد تحويلها إلى حدود إنسانية، نريد تطوير علاقاتنا وتعزيز المحبة بين الشعبين» الكردي والتركي، مؤكدا ضرورة «كسر الحاجز بين الشعبين التركي والكردي وتعزيز هذه الأخوة إلى الأبد، مثلما قال أخي (نيجيرفان) بارزاني إنه اتخذ العديد من الخطوات لتعزيز الأخوة». وأبدى سعادته الكبيرة لأنه تحدث باللغة الكردية قبل أيام عندما زار مدينة السليمانية. وأضاف داود أوغلو أن تركيا تريد «كسر الحواجز وبناء العلاقات الأخوة مع العراق»، مبينا أنه «عندما تتعزز العلاقات ستتعزز معها عملية السلام». كما أبدى رغبة بلاده في «تعزيز العلاقات على مستوى المحافظات أيضا، في السليمانية وأربيل مع مدننا في شرناخ ووان».
ومن المنتظر أن يتوجه نيجيرفان بارزاني برفقة الوفد الحكومي إلى أنقرة حيث سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ويبحث معه سبل تقوية العلاقات الاقتصادية بين الإقليم وتركيا.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.