كأس «ولي العهد» بين تمرس الهلال.. وصلابة الأهلي

يلتقيان في «الدرة» على ذكرى نهائي الموسم الماضي

ناصر الشمراني  و كأس ولي العهد بانتظار عريس النهائي الليلة و عمر السومة ({الشرق الأوسط})
ناصر الشمراني و كأس ولي العهد بانتظار عريس النهائي الليلة و عمر السومة ({الشرق الأوسط})
TT

كأس «ولي العهد» بين تمرس الهلال.. وصلابة الأهلي

ناصر الشمراني  و كأس ولي العهد بانتظار عريس النهائي الليلة و عمر السومة ({الشرق الأوسط})
ناصر الشمراني و كأس ولي العهد بانتظار عريس النهائي الليلة و عمر السومة ({الشرق الأوسط})

على ذكرى نهائي الموسم الماضي، يلتقي الهلال والأهلي من جديد للمنافسة على لقب كأس ولي العهد في المواجهة النهائية التي ستجمعهما على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض.
وكان الأهلي خطف اللقب الأخير بعد فوزه بثنائية على الأزرق حملت توقيع مهاجمه السوري عمر السومة ومعتز هوساوي مقابل هدف يتيم للهلال سجله اليوناني ساماراس، وبالتأكيد سيتطلع هذا المساء إلى المحافظة على لقبه وزيادة عدد بطولاته في السجل الذهبي لكأس ولي العهد.
وتعتبر المباراة من مواجهات الوزن الثقيل، نظرا لتقارب مستوى الفريقين اللذين يتنافسان على لقب بطولة الدوري، وعطفا على مستوى الفريقين منذ بداية الموسم وحتى الآن فإن كفة الفريقين من الناحية الفنية تعتبر متكافئة وستُلعب المباراة على جزئيات صغيرة، خصوصا أن مباريات الكؤوس في الغالب لا تخضع لمعايير فنية وإنما تعترف بالعطاء طوال مجريات اللقاء واستغلال الفرص المتاحة للتسجيل.
ويملك الهلال علاقة وطيدة مع المباريات النهائية لبطولة كأس ولي العهد التي لم يغب عنها منذ موسم 2007، حيث حضر في كافة المباريات النهائية للبطولة لثمان سنوات متتابعة إضافة إلى نهائي العام الحالي وحقق خلالها ستة ألقاب، فيتطلع هذا المساء إلى استعادة لقبه المفقود منذ موسمين حيث خطف اللقب فريق النصر ثم الأهلي في الموسمين الماضين.
مسيرة الأهلي حامل لقب هذه البطولة بدأت منذ دور الـ16 دون الاضطرار لخوض دور الـ32 بصفته حامل لقب البطولة، حيث واجه خلال هذا الدور فريق هجر ونجح في تجاوزه برباعية مقابل هدفين، قبل أن يتجاوز الاتفاق بدور ربع النهائي بهدف يتيم دون رد، وبذات النتيجة تمكن الأهلي من إقصاء غريمه التقليدي الاتحاد بدور نصف نهائي البطولة.
أما فريق الهلال فلم يختلف كثيرا عن مسيرة نظيره الأهلي حيث تأهل بصورة مباشرة لدور الـ16 بصفته وصيفا لبطل النسخة السابقة، حيث واجه في هذا الدور نظيره التعاون ونجح في تجاوزه بهدفين مقابل هدف قبل أن يثخن شباك القادسية برباعية في دور ربع النهائي، وبذات النتيجة تمكن الفريق الأزرق من تجاوز نظيره الشباب في دور نصف النهائي ليطير لملاقاة فريق الأهلي.
وتمنح سجلات البطولة الحالية الهلال أفضلية مطلقة عن نظيره الأهلي، وذلك بعدما تمكن من تحقيق اللقب 12 مرة، في حين يحضر خلفه فريق الاتحاد بسبعة ألقاب يليه ثالثا فريق الأهلي بستة ألقاب ثم النصر والشباب بثلاثة ألقاب لكل منهما.
وعلى الصعيد الفني تبدو الأمور متشابهة بين الطرفين في ظل احتدام المنافسة بينهما على صدارة دوري المحترفين السعودي التي يحتلها الهلال برصيد 40 نقطة ويحضر الأهلي خلفه ثانيا بفارق نقطة يتيمة حيث يملك في رصيده 39 نقطة.
الهلال يدخل هذه المواجهة تحت قيادة مدربه اليوناني دونيس الذي قاده لتحقيق بطولتي كأس الملك وكأس السوبر السعودي والذي يجد انتقادات حادة هذه الفترة نظير المستويات المتواضعة التي يقدمها الفريق خاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام التعاون التي قلصت الفارق النقطي بينه وبين وصيفه فريق الأهلي.
ويغيب عن قائمة الفريق الأزرق مهاجمه البرازيلي ألتون ألميدا الذي يحظى بثقة كبيرة من المدرب اليوناني من خلال وجوده الدائم كلاعب أساسي على حساب بقية المهاجمين، إلا أن حصوله على بطاقة صفراء ثانية في المباراة الأخيرة أمام الشباب قاده للغياب عن قمة هذا المساء بداعي الإيقاف.
وسيضطر دونيس للزج بالمهاجم ناصر الشمراني كلاعب أساسي هذا المساء بعدما أشركه في المباراتين السابقتين أمام الرائد والتعاون تحضيرا لهذه المباراة الحاسمة، في حين ما زال الهلال يعتمد كثيرا على لاعب خط وسطه البرازيلي كارلوس إدواردو الذي بات علامة فارقة في صفوف الفريق من خلال قدرته على تسجيل الأهداف أو صناعتها.
وتظل مشكلة الفريق الهلالي في خط الدفاع الذي يشهد ركاكة واضحة في الجولات الأخيرة، رغم وجود الثنائي البرازيلي ديغاو والكوري الجنوبي كواك تاي هي إضافة إلى محمد جحفلي إلا أن ضعف محور الارتكاز في الفريق يساهم في إحداث دربكة دائمة أمام المرمى الأزرق، ويوجد اللاعب الخبير سعود كريري في هذا المركز، إلا أن عدم وجود لاعب مساند له يساهم في إضعاف الجانب الدفاعي للهلال.
ويتوقع أن يحدث اليوناني دونيس بعض التغييرات في قائمة فريقه بعد الارتباك الواضح الذي ظهر عليه في مباراة التعاون التي خسرها بهدف يتيم دون رد كان بسبب خطأ دفاعي فادح من الكوري الجنوبي كواك الذي أعاد الكرة إلى الحارس خالد شراحيلي الذي يقف بجواره مهاجم التعاون الذي أسقطه الحارس وتحصل على ضربة جزاء جاء من خلالها هدف الفوز اليتيم في المباراة.
من جهته، لا يبدو الأهلي بحال أفضل «فنيا» عن منافسه الهلال، إلا أن عدم تعرضه لأي خسارة في الدوري يجعله في حالة معنوية أفضل رغم تعادلاته الثلاث الأخيرة أمام النصر وقبلها الخليج والتعاون على صعيد دوري المحترفين السعودي.
ويملك السويسري غروس مدرب الفريق الأخضر، الذي تراجعت أسهمه بشكل ملحوظ بين أنصار النادي، خبرة أفضل من نظيره اليوناني دونيس، وذلك بعدما نجح في قيادة فريقه لتحقيق اللقب في النسخة السابقة أمام فريق الهلال الذي كان يقوده حينها الروماني ريجيكامب.
ويملك الأهلي قوة ضاربة في خط هجومه تتمثل بوجود المهاجم السوري عمر السومة الذي ينجح في اقتناص أقل الفرص وترجمتها إلى أهداف تساهم في قيادة فريقه لتحقيق الفوز، إضافة إلى حضور مهند عسيري بجواره وسلمان المؤشر وإسلام سراج.
أما في خط وسط الميدان فيحضر البرازيلي ماركينهو إضافة إلى اليوناني إيوانيس الذي بات يوجد بصورة أكبر عن السابق في قائمة الفريق الأساسية في ظل تعافيه من الإصابة التي لازمته كثيرا هذا الموسم، ويملك إيوانيس حلولا كثيرة بفضل المهارات الفنية الفردية التي يمتلكها اللاعب الذي يتوقع أن يكون مصدر إزعاج لدفاعات فريق الهلال.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».