علماء أميركيون يتوصلون إلى «شفاء» بعض حالات التوحد

إعادة إحياء جين مفقود يحسن نمو الدماغ ويزيل أعراض المرض

علماء أميركيون يتوصلون  إلى «شفاء» بعض حالات التوحد
TT

علماء أميركيون يتوصلون إلى «شفاء» بعض حالات التوحد

علماء أميركيون يتوصلون  إلى «شفاء» بعض حالات التوحد

في حدث علمي متميز نجح باحثون أميركيون في قلب إحدى حالات من طيف مرض التوحد رأسا على عقب، وتمكنوا من إزالة أعراضه المتمثلة في تكرار أنماط السلوك، وتجنب التواصل الاجتماعي مع الآخرين. ولا تزال غالبية الأسباب الجينية التي تتسبب في حدوث مرض التوحد مجهولة، إلا أن نحو 1 في المائة من المرضى يفتقدون جينا محددا يسمى «شانك3» Shank3 الذي يلعب دوره في نمو وتطور الدماغ.
وأعلن باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في دراستهم على الفئران أنهم نجحوا في عكس تلك الأنماط السلوكية المصاحبة للتوحد بعد إعادة إحياء الجين المفقود في مرحلة لاحقة من الحياة. وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «نتشر» العلمية، قال غوبنغ فنغ البروفسور في علوم المخ والإدراك في المعهد إن «النتائج تفترض أننا نرصد نوعا من المرونة حتى في أدمغة الأحياء البالغة، وهناك أدلة واضحة على أنه يمكن إزالة عيوب المرض وتطوير علاجات له». ويفرز البروتين من جين «شانك3» في نقاط التشابك العصبي في الدماغ وهي المواقع التي تتيح للخلايا العصبية الاتصال بعضها بالبعض الآخر. وبوصفه من البروتينات الموجودة في هيكل المخ فإنه يساعد على تنظيم عمل مئات البروتينات الأخرى الضرورية لتنسيق استجابات الخلايا العصبية للإشارات الواردة إليها.
ودرس العلماء حالات جينات «شانك3» المتضررة لفهم جوانب الآليات العصبية المرتبطة بالتوحد. ويؤدي فقدان هذا الجين إلى تخريب عمل النقاط العصبية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض مرض التوحد في الفئران ومنها أعراض السلوك القهري، وتجنب التواصل الاجتماعي، والقلق.
وفي الدراسة الجديدة قام فنغ وفريقه بتطوير فئران مهندسة وراثيا تم إخماد نشاط جين «شانك3» فيها خلال فترة نمو الجنين، إلا أنه يمكن إحياؤه أو إعادة نشاطه بعد إضافة «تاموكسيفين» إلى طعام الفئران لاحقا. وعندما نجح العلماء في تنشيط الجين لدى فئران بالغة (عمرها 4.5 شهر) فإنهم نجحوا في إزالة السلوك المتكرر لديها وإزالة توحدها الاجتماعي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.