استنفار أمني عراقي بعد فقدان مادة مشعة في البصرة

خبير قال إن الاقتراب منها يؤدي لأضرار صحية خطيرة

استنفار أمني عراقي بعد فقدان مادة مشعة في البصرة
TT

استنفار أمني عراقي بعد فقدان مادة مشعة في البصرة

استنفار أمني عراقي بعد فقدان مادة مشعة في البصرة

تقوم السلطات العراقية بعمليات بحث متواصلة منذ ثلاثة اشهر عن مادة مشعة فقدت في محافظة البصرة، حيث كانت تستخدم للكشف على انابيب النفط، حسبما ذكرت مصادر رسمية.
وقال خاتشاك فروير مدير قسم الاشعاعات التابع لهيئة البيئة في محافظة البصرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ "شركة وذرفورد ابلغت هيئة البيئة في محافظة البصرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، فقدان مصدر مشع، قمنا بعمليات تفتيش مستمرة حتى الآن دون أن نعثر عليها". وأضاف "البحث متواصل من قبلنا". مشيرا إلى أنّ "المادة المشعة تعود لشركة (اس جي اس) التركية التي ابلغت شركة وذرفورد الاميركية عن فقدانها".
وأكّد فروير أنّ "المادة واسمها العلمي اريديوم لا يمكن استخدامها لصناعة أي سلاح؛ لكن تداولها يؤدي إلى اضرار صحية". وأوضح أنّ "المادة نظير مادة اريديوم 192 وكميتها لا تتجاوز بضع غرامات". مؤكدًا أنّ "من يقترب منها يتعرض لاصابات بدءًا من الحرق وانتهاء بالسرطان".
من جهته، أكّد مسؤول أمني بارز في محافظة البصرة لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ "المادة (المشعة) تعود لشركة تركية متعاقدة مع شركة وذرفورد، فقدت من مخازن الشركة الاخيرة في نوفمبر 2015". مشيرا إلى أنّ "الشركة التركية ابلغتنا بأنّها تنقل هذه المواد بشكل سري ولا تعلم كيف تمت سرقتها".
وذكر المصدر أنّ "هذه المادة المشعة جزء من وحدة تدقق في متانية لحام انابيب النفط" لضمان عدم حصول أي تسرب.
بدوره، قال جبار الساعدي مسؤول اللجنة الامنية في محافظة البصرة، إنّ هذه المادة مفقودة وليست مسروقة ولا يمكن استخدامها لصناعة أي سلاح ولا تستخدم إلّا للكشف على الانابيب بواسطة الاشعة فقط.
ومحافظة البصرة في جنوب العراق الموقع الرئيسي لانتاج النفط الذي يشكل الغالبية العظمى من مداخيل البلاد.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.