بينما كشفت بعثة حفظ السلام الأممية في إقليم دارفور المضطرب، الواقع غرب السودان، عن تزايد أعداد النازحين بسبب المعارك التي تدور في الإقليم منذ أسابيع حول منطقة (جبل مرة) لتزيد على 75 ألفًا، تعهدت الحكومة السودانية بمواجهة الهجرة غير الشرعية، وبمكافحة الاتجار في البشر وتهريب المهاجرين، والتعاون على عودتهم وإعادة قبولهم، وذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية السوداني مع نائبة مفوض الاتحاد الأوروبي ببروكسل أثناء زيارة الأخير لها، دعت فيه المسؤولة الأوروبية السودان إلى معالجة القضايا الداخلية، وإنهاء النزاعات وإجراء حوار وطني شامل وجامع، وتحقيق الاستقرار في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
وقالت البعثة المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المعروفة اختصارًا بـ«يوناميد»، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس، إن أعداد النازحين حول موقعها في منطقة سرنوتي بشمال دارفور ارتفع إلى 57 ألفًا، و648 نازحًا، أي بزيادة نسبتها 146 في المائة خلال الأسبوع الماضي وحده، وإن فريقها الميداني بمنطقة (طويلة) أحصى 18 ألف نازح، وذلك بزيادة بلغت نسبتها 15 في المائة عن الأسبوع الماضي، وجاء في البيان أنه «لم تعرف بعد الأسباب وراء هذه الزيادة في أعداد النازحين».
وتدور منذ أكثر من شهر معارك طاحنة بين القوات الحكومية والقوات الموالية لحركة تحرير السودان (جناح عبد الواحد محمد نور)، في منطقة جبل مرة الحصينة، التي ظلت تسيطر عليها منذ اندلاع التمرد في دارفور 2003. وعلى الرغم من إعلان الجيش السوداني عن بسط سيطرته على المنطقة، فإن حركة تحرير السودان المسلحة، ما زالت تتحدث عن استمرار المعارك وتكبيد القوات السودانية خسائر فادحة، وعن استمرار قصف الطيران الحربي الحكومي لمناطق المدنيين، ما أدى لزيادة حالات النزوح.
وأعلنت يوناميد الاثنين الماضي عن توزيع مساعدات إنسانية على 38 ألف نازح جراء المعارك الأخيرة في شمال دارفور، بمساعدة شركائها، وأبدت مخاوفها من استمرار تدفق النازحين حال استمرار الأعمال العدائية.
من جهة أخرى، حثت فيديريكا موغيريني، الممثلة الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية ببروكسل، وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور على تحقيق الاستقرار وتحقيق السلام ووقف النزاعات في البلاد عن طريق مؤتمر حوار وطني يشارك في الجميع.
ووفقًا لبيان صحافي وزعته بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم وحصلت عليه الصحيفة أمس، فإن فيديريكا دعت الوزير غندور لمعالجة القضايا الداخلية، وإنهاء النزاعات وإجراء حوار وطني شامل وجامع، وتحقيق الاستقرار في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
وشددت فيديريكا على دور السودان المهم في القرن الأفريقي وليبيا ومنطقة البحر الأحمر، وعلى أهمية موقعه ودوره في القرن الأفريقي وشمال أفريقيا، وشرق أفريقيا ومنطقة الساحل، وتعهدت بمواصلة تشجيع الجهود السودانية لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه على تعزيز التعاون الإنمائي مع السودان في مختلف المستويات، وخصص مبلغ 100 مليون يورو لدعم الاستقرار ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير المنظمة، وأكد مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين وضحايا النزاعات أو الكوارث الطبيعية في السودان.
الاتحاد الأوروبي يدعو السودان إلى إنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار
ارتفاع أعداد النازحين إلى 75 ألفًا بسبب القتال في دارفور
الاتحاد الأوروبي يدعو السودان إلى إنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة