خط ساخن بين موسكو وواشنطن لتفادي الصدامات الجوية فوق سوريا

جنرال ألماني ينتقد مراقبة طائرات «سوخوي» الروسية لـ«تورنادو» الألمانية

خط ساخن بين موسكو وواشنطن لتفادي الصدامات الجوية فوق سوريا
TT

خط ساخن بين موسكو وواشنطن لتفادي الصدامات الجوية فوق سوريا

خط ساخن بين موسكو وواشنطن لتفادي الصدامات الجوية فوق سوريا

تحفل السماء السورية بحركة واسعة للقوات الجوية الروسية ولطائرات قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، ولهذا فقد اتفقت موسكو مع واشنطن على مد خط هاتفي ساخن بين عاصمتي القوتين العظميين بهدف تفادي الصدامات الجوية أو حوادث الاصطدام بينها.
هذا ما كشفه الجنرال يواخيم فوندراك، آمر غرفة العمليات لجوية في سلاح الجو الألماني، لصحيفة «راينشه بوست» اليومية التي تصدر في دسلدورف عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. وعبر فوندراك عن خشيته من أن تؤدي العمليات الجوية في السماء السورية إلى حوادث عرضية.
ويحرص ممثلو روسيا والولايات المتحدة، من خلال الخط الساخن، على تنسيق العمليات الجوية، وإخبار الطرف المقابل عن حركة طائرات الطرف الآخر تجنبًا لأي اختلاطات. وقدر الجنرال عدد الطائرات التي تنفذ الهجمات الجوية في سوريا بنحو مائة طائرة من روسيا ومن قوات التحالف الدولي.
وقال الجنرال فوندراك إن طائرة «سوخوي35» الحديثة ترصد عن بعد نشاطات وحركة طائرات «تورنادو» الاستكشافية التي تتولى تحديد الأهداف لقوات التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي. وفسر قائد غرفة العمليات الجوية «مرافقة» الطائرات الروسية لنظيرتها الألمانية، على أنه إعلان واضح عن وقوف روسيا إلى جانب الأسد بالضد من قوات التحالف الدولي.
ويجري رصد طائرات «سوخوي» للطائرات الألمانية دون أي استفزازات أو محاولات لحرف «تورنادو» عن مسارها أو أهدافها، بحسب فوندراك. وأضاف أن الطرفين يتجنبان الاستفزاز بشكل محترف، ولم تحصل أي مناوشات حتى الآن. وعلى هذا الأساس، فان عمليات رصد «تورنادو» من قبل الروس ليست أكثر من استعراض سياسي للقوة.
وتشارك ألمانيا في الحرب ضد «داعش» بنحو 1200 عسكري ألماني في سوريا وشمال العراق لإسناد مهمات 6 طائرات من طراز «تورنادو» الاستطلاعية. كما أرسلت فرقاطة «أوغسبورغ» لدعم مهام حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول»، وخصصت حاملة وقود من طراز «Airbus 310 MRTT» لتزويد طائرات التحالف بالوقود جوًا. فضلاً عن ذلك، توفر ألمانيا قواعدها ومطاراتها لتقديم مختلف أنواع الدعم اللوجيستي للحلفاء في الحرب ضد «تنظيم داعش».
على صعيد ذي صلة، قالت الدكتورة مارغريت يوهانسون، خبيرة الشرق الأوسط في جامعة هامبورغ، إن انتصار الأسد على معارضيه عسكريًا ليس مستبعدًا، لكنه قد يؤدي إلى تقسيم سوريا. وأضافت أنه لو نجح باستعادة حلب، والحفاظ على دمشق، بالضد من المعارضة المعتدلة، فإنه لا تتبقى سوى المنطقتين اللتين يسيطر عليهما «داعش» والكرد.
ولم تستبعد الخبيرة، في حالة تحقق مثل هذا النجاح الجزئي للأسد، أن يتجاهل الديكتاتور السوري وجود «تنظيم داعش» مقابل تعهد التنظيم الإرهابي بالكف عن محاولات التوسع داخل الأراضي السورية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.