تونس تحتضن منتدى اقتصاديًا تونسيًا ـ أردنيًا بمشاركة 50 مستثمرًا أردنيًا

نصف وارداتها من الأردن في مجال صناعة الأدوية

تونس تحتضن منتدى اقتصاديًا تونسيًا ـ أردنيًا بمشاركة 50 مستثمرًا أردنيًا
TT

تونس تحتضن منتدى اقتصاديًا تونسيًا ـ أردنيًا بمشاركة 50 مستثمرًا أردنيًا

تونس تحتضن منتدى اقتصاديًا تونسيًا ـ أردنيًا بمشاركة 50 مستثمرًا أردنيًا

على مدى يومي 16 و17 فبراير (شباط) الحالي تحتضن العاصمة التونسية أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي الأردني بمشاركة وفد أردني مكون من 50 رجل أعمال ومستثمرًا يترأسهم عيسى حيدر مراد رئيس غرفة تجارة عمان.
ويتكوّن هذا الوفد من 43 مشاركًا أردنيًا ينشطون في مجالات اقتصادية متنوعة، من بينها الأقمشة والألبسة والمواد الغذائية والمواد الغذائية والإنشاءات ومواد البناء والمواد الكهربائية والإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة الأدوية والسياحة والأسفار.
وقدم خبراء ومختصون في المجالات الاقتصادية والأنشطة الاستثمارية من كلا البلدين محاور مهمة تتعلق بمجالات الاستثمار وفرص التبادل التجاري بين البلدين.
ودعا محسن حسن وزير التجارة التونسي الذي أشرف على افتتاح المنتدى إلى النهوض بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في تونس والأردن، وأشار إلى وجود عدة فرص غير مستثمرة وبالإمكان تطويرها واستغلالها بما يخدم مصلحة البلدين.
وتقدر الصادرات التونسية نحو السوق الأردنية بنحو 18.1 مليون دينار تونسي(نحو 9 ملايين دولار) وذلك خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الماضية مقابل 12.3 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من سنة 2014.
وتصدر تونس إلى الأردن زيت الزيتون والقواطع الكهربائية والمواد الغذائية من زيت نباتي ومعلبات السردين والعجين الغذائي وقطع غيار السيارات، فيما تشكل الأدوية نصف الصادرات الأردنية إلى تونس.
ومثل ملف التبادل التجاري والاتفاقيات التفاضلية بين البلدين أحد أهم المحاور المطروحة خلال هذا المنتدى الاقتصادي كما استعرضت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي (هيكل حكومي تونسي) مداخلة حول فرص الاستثمار بين تونس والأردن، واهتمت وكالة النهوض بالصناعة والتجديد (حكومي) على فرص الاستثمار في المجال الصناعي بتونس وبسطت أمام المستثمرين الأردنيين الفرص المتاحة والمشاريع الصناعية المفتوحة على الاستثمار.
وكانت غرفة التجارة والصناعة بتونس ومركز النهوض بالصادرات (هيكل حكومي) قد شاركا في أشغال اللجنة العليا المشتركة التونسية - الأردنية أيام 5 و6 و7 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمدينة عمان الأردنية ووقع الطرفان على اتفاقية تعاون مع غرفة تجارة عمان دعت إلى تشجيع وتطوير التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار بين البلدين والتأكيد على إرساء وسائل اتصال فاعلة بين الغرفتين بهدف التواصل والنهوض بالتبادل التجاري والاستثماري.
كما تم الاتفاق على تبادل زيارات وفود الأعمال والبعثات التجارية وتنظيم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال في كلا البلدين للتعريف والترويج للمنتجات الوطنية والمشاركة في المعارض الدولية والمتخصصة في كلا البلدين.
ووفق المداخلات التي قدمها الخبراء خلال هذا المنتدى الاقتصادي، يمكن تحقيق صادرات تونسية نحو الأردن لا تقل عن 10 ملايين دولار (20 مليون دينار تونسي) سنويا وتحتاج السوق الأردنية إلى عدة منتجات تونسية على غرار المواد الغذائية والمواد الكهربائية ومواد البناء وبالإمكان أن يمثل الأردن منصة إعادة تصدير ومنطقة عبور لدول الجوار كالعراق والمملكة العربية السعودية وسوريا وبقية دول الخليج العربي.



الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.