«موديز»: 3 عوامل رئيسية ستمكّن السعودية من النجاح في إصلاحاتها المالية

حددتها في انخفاض حجم الدين والاحتياطات الكبيرة وقوة الاقتصاد

«موديز»: 3 عوامل رئيسية ستمكّن السعودية من النجاح في إصلاحاتها المالية
TT

«موديز»: 3 عوامل رئيسية ستمكّن السعودية من النجاح في إصلاحاتها المالية

«موديز»: 3 عوامل رئيسية ستمكّن السعودية من النجاح في إصلاحاتها المالية

أكدت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، أن السعودية لديها 3 عوامل رئيسية ستمكّنها من تحقيق الإصلاحات المالية التي تعتزم القيام بها، مبينةً أن هذه العوامل الثلاثة ترتكز في الاحتياطات الكبيرة التي تمتلكها المملكة، بالإضافة إلى انخفاض حجم الدين العام، وقوة اقتصاد البلاد.
وتأتي هذه التأكيدات، في وقت بدأت فيه السعودية بشكل جاد وعملي نحو تنويع أدواتها الاقتصادية، مقللة بذلك من الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي للميزانية العامة للبلاد إلى ما نسبته 80 في المائة للعام المالي 2015، محققة بذلك إيرادات غير نفطية تعد هي الأعلى على الإطلاق.
وبحسب تقرير «موديز» الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن السعودية رفعت من حجم العمل الإصلاحي الذي تقوم به لاقتصادها، في وقت تنخفض فيه أسعار النفط، مشيرة إلى أنه عندما بدأت أسعار النفط في الانخفاض 2014 بدأت المملكة (المصنفة ائتمانيا عند Aa3 مع نظرة مستقبلية مستقرة) بالسحب من الاحتياطيات المالية للحفاظ على الإنفاق الحكومي، وسط عجز الإيرادات النفطية.
وأضافت «موديز» في هذا السياق: «أدى هذا السحب إلى تراجع الاحتياطيات من 746 مليار دولار في أغسطس (آب) 2014 إلى 620 مليار دولار في نهاية 2015»، لافتة إلى أن السعودية كانت بدأت إصدار سندات في منتصف العام الماضي للتقليل من السحب من جانب الاحتياطيات.
وذكرت «موديز» أن الفوائض المالية للسعودية كانت تمثل 11 في المائة في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات العشر الماضية، وقالت: «كما أن ارتفاع أسعار النفط في فترات سابقة ساعد المملكة على جعل مستوى الديون لديها منخفضًا جدًا، مما مكنها من بناء احتياطي كبير من النقد الأجنبي، وهو ما قد يوفر لها، مساحة واسعة لدعم ربط عملتها بالدولار».
وكانت «موديز» أشارت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى أن الاقتصاد السعودي ما زال «قويا نسبيا»، وأبدت حينها ثقتها بأن المملكة ستقوم بإجراءات مستقبلا لمعالجة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها الأسواق العالمية، وأسواق النفط.
وتأتي هذه التطورات في وقت أشادت فيه وكالة «موديز» العالمية للتصنيف الائتماني، بالميزانية العامة للسعودية في عامها 2015، وموازنتها في عام 2016، من حيث تخفيض حجم العجز إلى مستويات أقل مما كانت عليه التوقعات، مرجعةً ذلك إلى الإجراءات والسياسات الاقتصادية الإيجابية التي اتخذتها البلاد.
ولفتت وكالة «موديز» في تعليق لها على الميزانية للسعودية لعام 2015، وموازنة عام 2016، إلى أن السعودية تمتلك رؤية اقتصادية متمكنة، تستطيع من خلالها تجاوز الظروف الراهنة في اقتصادات العالم، وما تشهده أسعار النفط من تراجعات. وتأتي هذه التطورات، بعدما أعلنت السعودية مؤخرًا عن ميزانيتها العامة، وسط ملامح جديدة كشفت عن أن البلاد تمضي قدمًا نحو تقليل الاعتماد على النفط مصدرا للدخل، حيث من الممكن أن تكون نسبة الاعتماد خلال خمس سنوات مقبلة دون مستويات 50 في المائة.
ويأتي هذا التعليق بعدما أعلنت وكالة «موديز» العالمية للتصنيف الائتماني قبل نحو 4 أشهر، عن تثبيتها تصنيف السعودية السيادي عند «إيه إيه 3» مع إبقائها النظرة المستقبلية المستقرة، وقالت وكالة «موديز» حينها: «الوضع المالي في السعودية قوي، والسعودية يمكنها الاستناد إلى احتياطاتها التي راكمتها خلال سنوات ما قبل انخفاض أسعار الطاقة».
وعزت «موديز» في تعليقها على الميزانية السعودية، انخفاض العجز بالميزانية السعودية لعام 2015 لمستويات أقل مما كانت عليه التوقعات، إلى ترشيد الإنفاق ورفع كفاءته، موضحة أن الميزانية السعودية لعام 2015 كشفت عن ارتفاع الإيرادات غير النفطية لتشكل 27 في المائة، بينما شكلت الإيرادات النفطية ما نسبته 73 في المائة، مما يدل على تحسن كبير في الإيرادات غير النفطية.
وأوضحت «موديز» في تعليقها على ميزانية السعودية لعام 2015، وموازنة العام الجديد 2016، أن المملكة تملك خيارات عدة لتغطية العجز المتوقع، خصوصًا أن الدين العام ما زال منخفضًا جدًا.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».