الكويت تفتتح «معرض فبراير العقاري» بإقبال واسع

أكثر من 100 مشروع وفرصة استثمارية

الكويت تفتتح «معرض فبراير العقاري» بإقبال واسع
TT

الكويت تفتتح «معرض فبراير العقاري» بإقبال واسع

الكويت تفتتح «معرض فبراير العقاري» بإقبال واسع

انطلقت يوم الاثنين الماضي فعاليات «معرض فبراير العقاري» الكويتي في فندق هيلتون المنقف، والذي تنظمه مجموعة «إسكان غلوبال» لتنظيم المعارض والمؤتمرات تحت رعاية وزير التجارة والصناعة الكويتية خلال الفترة من 15 وحتى 18 فبراير (شباط) الحالي، وبمشاركة أكثر من 25 شركة ومؤسسة عقارية من داخل وخارج الكويت، من بينها ست شركات تشارك للمرة الأولى في المعرض السنوي.
وشهد المعرض إقبالا ملحوظا وحفاوة بالشركات التي تطرح خلاله أكثر من 100 مشروع وفرصة عقارية، وتصاحب المعرض فعاليات متنوعة ومفاجآت وتنتظر زواره هدايا ومفاجآت ضخمة طوال أيام المعرض.
وقالت الشيخة فاطمة حمود الصباح، رئيس مجلس إدارة مجموعة «إسكان غلوبال»، في تصريح إعلامي على هامش الافتتاح: «نحن اليوم نقدم مشاركتنا لكويتنا الحبيبة في أعيادها الوطنية بإطلاقنا لمعرض فبراير العقاري، بمشاركة متميزة لشركات ومؤسسات عقارية ذات ثقل ووزن في السوقين الكويتي والإقليمي»، موضحة نجاح المجموعة خلال السنوات الماضية في تنظيم مجموعة متنوعة من المعارض، وطموحها للارتقاء بصناعة المعارض العقارية، وتقديم مزيد من الخدمات الجديدة.
ورأت الصباح أن السوق العقارية الكويتية باتت هي المسيطرة على النشاط العقاري في الكويت، وبالتالي فإن الاهتمام بهذه السوق لم يعد مقتصرًا على فئة أو شريحة بعينها، وإنما أصبح يهم كل شرائح المتعاملين بالسوق من كبار وصغار المستثمرين وحتى الأفراد وأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، وبالتالي كان لا بد من تقديم خدمات تتناسب مع مختلف هذه الشرائح.
من جانبه، أشار محمود عفيفي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إسكان غلوبال»، إلى أن المعرض يقام بمشاركة أكثر من 25 شركة تطرح أكثر من 100 مشروع عقاري وفرصة استثمارية داخل الكويت وخارجها. وأضاف: «يستقطب معرض فبراير العقاري شركات ومؤسسات عقارية قوية ذات سمعة طيبة من داخل وخارج الكويت تطرح مشاريع وفرصا استثمارية ضخمة، وتقدم تلك الشركات لزوار المعرض عروضا خاصة بمناسبة الأعياد الوطنية».
كما أكد عفيفي أن أحدث الدراسات المتخصصة حول النشاط العقاري في السوق الكويتية توضح قوة ومتانة الاستثمارات العقارية، إذ احتفظ القطاع بمعدل نمو ثابت نسبيًا خلال السنوات الماضية، ونجح الاستثمار العقاري في تجنب التقلبات واستطاع أن يغرد خارج سرب التقلبات الجامحة لأسعار النفط وأسواق الأسهم والذهب. وتابع: «لا ينكر أحد وجود تحذيرات من انكشاف البنوك على العقار، ولكن هذا الانكشاف يعود في الأساس إلى الربحية المستقرة والمتزنة للاستثمار في العقار، ونجاحه في المحافظة على مكاسبه في وقت تتهاوى فيه الاستثمارات في بعض القطاعات الأخرى، إذ نجد أن القطاع العقاري في الكويت بدأ ازدهارًا تصاعديًا منذ عام 2009، وبلغ نموه السنوي من حيث القيمة 27 في المائة».
وعلى صعيد متصل، تشارك شركة «إنجازات المستقبل» العقارية في المعرض، وقال مدير عام الشركة أشرف يسري الصباحي إن الشركة هي إحدى الشركات الكويتية التي تمتلك أراضي ومشاريع تقوم بتطويرها وبيعها وتسويقها في جمهورية البوسنة والهرسك منذ 7 سنوات، وتمتلك مجموعة من المنتجعات في البوسنة، إلى جانب أن عمل الشركة لا يقتصر على السوق البوسنية فحسب، بل تقوم بتسويق شقق ومنتجعات في الإمارات وتركيا بأسعار مناسبة، مبينًا أنها ستنفرد بطرح مشاريع في البرتغال قريبًا وحصريًا.
كما انضمت شركة «مسلك» العقارية إلى المعرض، وأوضح المدير العام محمد المشلوم أنها جاءت لتجسد اهتمام وحرص الشركة على الوجود والمشاركة في هذه المعارض العقارية المتخصصة، والتي تعزز تفاعلها مع الأنشطة الاقتصادية التي تقام في الكويت بصفة عامة، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي البالغ على الحركة الترويجية والتسويقية للشركة.
وذكر المشلوم أن الشركة ستقوم بطرح مشاريع في مملكة تايلاند حيث التملك الآمن، وخصوصًا في مدينة باتايا التي تجمع ما بين جمال الطبيعة وروعة المعالم السياحية والترفيهية، فضلاً عن توافر كل الخدمات، ما يجعلها من أفضل المدن التي يفضلها السائح ولا يمل من زيارتها.
من جهة أخرى، تطرح شركة «مجموعة بافاريا الدولية» كثيرا من المشاريع خلال مشاركتها في المعرض، وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة بدر الشريفي أن الشركة ستطرح مشاريعها المتعددة التي تقع في ضاحية صباح السالم، والتي تضم كثيرا من النماذج السكنية المتنوعة والمساحات المختلفة.
وتابع أن المعايير الصارمة التي تتبناها الشركة تفرض عليها البناء وفق أحدث التصاميم العصرية المناسبة لجميع الأذواق وتجهيز الوحدات السكنية بأعلى مستويات الجودة، والالتزام بالمخططات والقوانين الصادرة من الجهات الرسمية سواء داخل الكويت أو خارجها.
وبدورها، شاركت «الشركة الخليجية المتحدة العقارية» في المعرض، وقال مدير عام الشركة ناصر شديد إنها تقوم حاليًا بفتح باب الحجز في مشروعها الثالث بمدينة كوشا داسي أزمير في تركيا، وهو مشروع يتميز بعلو مكانته وبإطلالة مباشرة على بحر إيجة.



الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة
TT

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

يَعدّ المصريون الاستثمار العقاري من بين أكثر أنواع الاستثمار أمناً وعائداً، مع الأسعار المتزايدة يوماً بعد يوم للوحدات السكنية والتجارية في مختلف الأحياء المصرية، بناءً على تغيّرات السوق، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء، ورغم أن هذه المتغيرات تحدد سعر المتر السكني والتجاري، فإن بعض الوحدات السكنية قد تشذّ عن القاعدة، ويخرج سعرها عن المألوف لوقوعها في حي راقٍ شهير وسط القاهرة وتطل على النيل، أو حتى في عمارة سكنية شهيرة.
وبتصفح إعلانات بيع الوحدات السكنية على المواقع الإلكترونية والتطبيقات المخصصة لذلك قد يصطدم المشاهد برقم غريب يتجاوز الأسعار المتعارف عليها في الحي بشكلٍ كبير جداً، لتقفز من وحدات سكنية سعرها 3 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، إلى أخرى مجاورة لها بأربعين مليوناً، هذه الإعلانات التي يصفها متابعون بأنها «غريبة جداً» على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط أسئلة منطقية عن السبب الرئيسي وراء هذه الأسعار، التي تؤكد تفوق أسعار بيع بعض الشقق السكنية على أسعار فيلات بالمدن الجديدة.
على كورنيش النيل، تطل واحدة من أشهر العمارات السكنية بحي الزمالك وسط القاهرة، تحديداً في عمارة «ليبون» التي سكنها عدد من فناني مصر المشهورين في الماضي، تُعرض شقة مساحتها 300 متر للبيع بمبلغ 40 مليون جنيه، أي نحو 2.5 مليون دولار، رغم أن متوسط سعر المتر السكني في الحي يبلغ 23 ألف جنيه، وفقاً لموقع «عقار ماب» المتخصص في بيع وشراء الوحدات السكنية في مصر.
ولا يشتري الناس بهذه الأسعار مجرد شقة، بل يشترون ثقافة حي وجيراناً وتأميناً وخدمات، حسب حسين شعبان، مدير إحدى شركات التسويق العقاري بحي الزمالك، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «عمارة ليبون واحدة من أعرق العمارات في مصر، وأعلاها سعراً، والشقة المعروضة للبيع كانت تسكنها الفنانة الراحلة سامية جمال»، مؤكداً أن «هذه الإعلانات تستهدف المشتري العربي أو الأجنبي الذي يبحث عن عقار مؤمّن، وجيراناً متميزين، وثقافة حي تسمح له بالحياة كأنه في أوروبا، فسعر الشقة ربما يكون مماثلاً لسعر فيلا في أفضل التجمعات السكنية وأرقاها في مصر، لكنه يبحث عن شقة بمواصفات خاصة».
وفي عام 2017 أثار إعلان عن شقة بجوار فندق «أم كلثوم» بالزمالك، الجدل، بعد عرضها للبيع بمبلغ 3 ملايين دولار، وتبين فيما بعد أن الشقة ملك للسياسي المصري أيمن نور، لكن شعبان بدوره يؤكد أن «الناس لا تهتم بمن هو مالك الشقة في السابق، بل تهتم بالخدمات والجيران، وهذا هو ما يحدد سعر الشقة».
ويعد حي الزمالك بوسط القاهرة واحداً من أشهر الأحياء السكنية وأعلاها سعرها، حيث توجد به مقرات لعدد كبير من السفارات، مما يجعله مكاناً لسكن الأجانب، وينقسم الحي إلى قسمين (بحري وقبلي) يفصلهما محور (26 يوليو)، ويعد الجانب القلبي هو «الأكثر تميزاً والأعلى سعراً، لأنه مقر معظم السفارات»، وفقاً لإيهاب المصري، مدير مبيعات عقارية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ارتفاع الأسعار في الزمالك مرتبط بنقص المعروض في ظل ازدياد الطلب، مع وجود أجانب يدفعون بالعملات الأجنبية، وهم هنا لا يشترون مجرد إطلالة على النيل، بل يشترون خدمات وتأميناً عالي المستوى».
وعلى موقع «أوليكس» المخصص لبيع وتأجير العقارات والأدوات المنزلية، تجد شقة دوبليكس بمساحة 240 متراً في الزمالك مكونة من 4 غرف، معروضة للبيع بمبلغ 42 مليون جنيه، وشقة أخرى للبيع أمام نادي الجزيرة مساحة 400 متر بمبلغ 40 مليون جنيه.
ورغم ذلك فإن أسعار بعض الوحدات المعروضة للبيع قد تبدو مبالغاً فيها، حسب المصري، الذي يقول إن «السعر المعلن عنه غير حقيقي، فلا توجد شقة تباع في عمارة (ليبون) بمبلغ 40 مليون جنيه، وعند تنفيذ البيع قد لا يتجاوز السعر الثلاثين مليوناً، وهو سعر الوحدة السكنية في عمارة (العبد) المطلة على نادي الجزيرة والتي تعد أغلى عقارات الزمالك».
والشريحة المستهدفة بهذه الأسعار هي شريحة مختلفة تماماً عن الشريحة التي يستهدفها الإسكان الاجتماعي، فهي شريحة تبحث عن أسلوب حياة وإمكانيات معينة، كما يقول الخبير العقاري تامر ممتاز، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «التعامل مع مثل هذه الوحدات لا بد أن يكون كالتعامل مع السلع الخاصة، التي تقدم ميزات قد لا تكون موجودة في سلع أخرى، من بينها الخدمات والتأمين».
وتتفاوت أسعار الوحدات السكنية في حي الزمالك بشكل كبير، ويقدر موقع «بروبرتي فايندر»، المتخصص في بيع وتأجير العقارات، متوسط سعر الشقة في منطقة أبو الفدا المطلة على نيل الزمالك بمبلغ 7 ملايين جنيه مصري، بينما يبلغ متوسط سعر الشقة في شارع «حسن صبري» نحو 10 ملايين جنيه، ويتباين السعر في شارع الجبلاية بالجانب القبلي من الحي، ليبدأ من 4.5 مليون جنيه ويصل إلى 36 مليون جنيه.
منطقة جاردن سيتي تتمتع أيضاً بارتفاع أسعار وحداتها، وإن لم يصل السعر إلى مثيله في الزمالك، حيث توجد شقق مساحتها لا تتجاوز 135 متراً معروضة للبيع بمبلغ 23 مليون جنيه، ويبلغ متوسط سعر المتر في جاردن سيتي نحو 15 ألف جنيه، وفقاً لـ«عقار ماب».
وتحتل الشقق السكنية الفندقية بـ«فورسيزونز» على كورنيش النيل بالجيزة، المرتبة الأولى في الأسعار، حيث يبلغ سعر الشقة نحو 4.5 مليون دولار، حسب تأكيدات شعبان والمصري، وكانت إحدى شقق «فورسيزونز» قد أثارت الجدل عندما عُرضت للبيع عام 2018 بمبلغ 40 مليون دولار، وبُرر ارتفاع السعر وقتها بأن مساحتها 1600 متر، وتطل على النيل وعلى حديقة الحيوانات، وبها حمام سباحة خاص، إضافة إلى الشخصيات العربية المرموقة التي تسكن «فورسيزونز».
وتحدد أسعار هذا النوع من العقارات بمقدار الخدمات والخصوصية التي يوفّرها، وفقاً لممتاز، الذي يؤكد أن «العقار في مصر يعد مخزناً للقيمة، ولذلك تكون مجالاً للاستثمار، فالمشتري يبحث عن عقار سيرتفع سعره أو يتضاعف في المستقبل، ومن المؤكد أنه كلما زادت الخدمات، فإن احتمالات زيادة الأسعار ستكون أكبر، خصوصاً في ظل وجود نوع من المستهلكين يبحثون عن مميزات خاصة، لا تتوافر إلا في عدد محدود من الوحدات السكنية».