منازل الساحل في ترينداد وتوباغو.. رفاهية البناء وإطلالة ساحرة

فيلات الجزيرة تمتاز بتصميماتها الكاريبية الأنيقة ولمساتها الفاخرة

منازل الساحل في ترينداد وتوباغو.. رفاهية البناء وإطلالة ساحرة
TT

منازل الساحل في ترينداد وتوباغو.. رفاهية البناء وإطلالة ساحرة

منازل الساحل في ترينداد وتوباغو.. رفاهية البناء وإطلالة ساحرة

يضم هذا المنزل المشيد على رأس جرف على الطراز المعماري المميز لمباني جزيرة بالي الإندونيسية، عددا من المقصورات، ويحمل اسم «أوهانا فيلا». ويتميز بإطلالته المكشوفة الكاريبية التقليدية على المحيط الأطلسي في توباغو، وهي واحدة من جزيرتين كبيرتين بجمهورية ترينداد وتوباغو. يقع المنزل على مساحة فدان على الساحل الجنوبي الغربي لتوباغو، ويضم بركة ماء بسعة 20.000 غالون، بجانب حوضين للسباحة وجاكوزي ومقصورة بالحديقة تتميز بسقف مخروطي الشكل. ويتصل المنزل بالشاطئ عبر مجموعة من السلالم تحفها نباتات وأشجار النخيل.
تبلغ مساحة المنزل المشيد على مساحة 7.000 متر مربع على الطراز المعماري الإندونيسي، ويضم أربعة غرف نوم وخمسة حمامات، علاوة على آخر سادس بالأسفل قرب الشاطئ. جدير بالذكر أن المنزل جرى تصميمه على يد جون أوتواي، مصمم معماري يعيش في توباغو. كما تتميز «أوهانا فيلا» بأساس خرساني راسخ داخل صخرة بركانية، علاوة على أن جدران غرف النوم والمطبخ وجدران محيط المنزل مصنوعة جميعها خرسانية.
أما باقي أرجاء الفيلا فتضم إما جدرانا تتميز بنقوش شبكية مصنوعة من الصنوبر الراتينجي القادم من غيانا، حسبما شرح والتر زيفيرين، المدير الإداري لـ«سيفينث هيفين بروبرتيز»، وكالة عقارية متخصصة بالعقارات الكاريبية.
يوجد بالمنزل فناء يعج بنباتات الخيزران يؤدي إلى الأبواب الرئيسية للفيلا، التي تفتح على بهو الفيلا. على اليسار، يوجد مدخل رواق طويل يتميز بإطلالة رائعة على بركة في نهايتها. خارج الرواق، يوجد المطبخ المزود بأرضية مصنوعة من شجر الصنوبر الراتينجي. أما الأسطح داخل المطبخ فمصنوعة من القرميد الأسود، ومزيج من خشب الصنوبر الراتينجي وخشب أرجواني اللون في الخزانات. أما الأجهزة فمن إنتاج شركة «جنرال إلكتريك»، وتضم فرنًا تقليديًا وآخر حديثا. أيضًا، خارج الرواق الرئيس كان يوجد فناء داخلي يضم نباتات استوائية. وعند نهاية الرواق، كانت توجد ردهة عمودية الشكل. أما على اليمين، فتوجد غرفة معيشة مفتوحة وأخرى لتناول الطعام وشرفة - وجميعها تحت سقف مصنوع من خشب أشجار الصنوبر الراتينجي، مزود بعوارض خشبية مكشوفة.
بجانب غرفة الطعام، توجد مساحة خارجية للشواء. بالنسبة لتجهيز الفيلا فيتمثل في قطع أثاث أنيقة من إنتاج شركة «دتش إيست إنديز»، وجرى دمج تكلفة الأثاث في السعر المطلوب للمنزل. وتقف الشرفة على دعامات بارزة فوق الشاطئ، مع ستائر مصنوعة من قماش القنب في مواجهة البحر.
داخل المطبخ، يوجد سطح ضخم يفتح على غرفة المائدة، ويمكن استخدامه لتناول المشروبات. وتطل المساحة برمتها على المحيط وأشجار المانغو والأفوكادو وسابوديلا وبريد فروت، وتفتح على الأرضيات القائمة بين أحواض السباحة والبركة.
توجد غرف النوم على الطرف المقابل للرواق من غرف المعيشة والطعام. وتضم غرف النوم الأربعة جميعًا حمامات بداخلها، مع أحواض وصنابير من إنتاج «كولر». وتضم اثنتان من غرف النوم أرضيات تطل على البركة، بينما يوجد في الثالثة فناء. ويوجد بإحدى غرف النوم بدش داخلي وآخر خارجي.
عند نهاية رواق طويل، توجد غرفة النوم الرئيسية وتضم شرفة بداخلها مزودة بستائر تطل على المحيط وحوض سباحة. أيضًا، تضم غرفة النوم الرئيسة حمام بداخلها يضم دش منفصل ومغطس مزود بقرميد مصنوع من أحجار يميل لونها إلى الأخضر وقع الاختيار عليها كي تتوافق مع الصخرة البركانية القائمة المحيطة بالشاطئ، حسبما أوضح زيفيرين.
كما تتميز «أوهانا فيلا» بغرفة تخزين خلفها بمساحة تقارب 1.076 قدم مربع والتي يمكن تحويلها لمساحات معيشة، حسبما أضاف. وأوضح أنه رغم وجود أجهزة تكييف للهواء ومراوح بالسقف داخل غرف النوم، فإن نسمات الهواء التي تهب عبر الجدران ذات النقوش الشبكية والستائر المفتوحة تسهم في الحفاظ على الجو العام داخل الفيلا لطيفًا.
أما الشاطئ الصغير، المزدان بأشجار جوز الهند واللوز، فتتشارك فيه «أوهانا فيلا» مع اثنين من المنازل المجاورة وفندق «باكوليت بيتش كلوب». وتتميز الفيلا بمرأب للسيارات يسع أربع سيارات. وتقع مدينة سكاربورو، أكبر مدن توباغو والبالغ عدد سكانها نحو 25.000 نسمة، على بعد خمسة دقائق بالسيارة من الفيلا. كما توجد الفيلا أسفل التل الذي توجد عليه قلعة الملك جورج، والتي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الـ18 والتي تحولت الآن لمتحف. وتقع الفيلا على مقربة من منشآت إرساء السفن الرئيسة في سكاربورو، وحوض للسفن من المقرر إنشاؤه من لخدمة توباغو، حسبما ذكر زيفيرين. وتتميز سكاربورو بأسواق عدة ومحلات تجارية ضخمة في ضاحية كارنبي، على بعد 15 دقيقة من الفيلا. كما تبعد «أوهانا فيلا» مسافة عشرين دقيقة تقريبًا بالسيارة عن مطار كراون بوينت الدولي. وتفد إلى المطار رحلات مباشرة من أوروبا، أما القادمون من أميركا الشمالية فلا يمكنهم السفر مباشرة حاليًا إلا إلى ترينداد فحسب، بينما يتعين عليهم لاحقًا استقلال طائرة أخرى لمدة 20 دقيقة أو خوض رحلة بالزورق تستغرق ثلاثة ساعات للوصول إلى توباغو.
* السوق العقارية:
فيما يخص السوق العقارية، شرح زيفيرين أن أسعار المنازل في ترينداد وتوباغو تراجعت بنسبة 20 في المائة تقريبًا، مثلما حدث بمختلف أرجاء منطقة الكاريبي، خلال الأزمة العقارية العالمية التي وقعت عام 2008.
ولم تفلح البلاد في استعادة عافيتها سريعًا على خلاف البعض داخل منطقة الكاريبي، حسبما ذكر سماسرة. ومن بين الأسباب وراء ذلك قرار حكومي صدر عام 2007 يلزم المستثمرين الأجانب بالحصول على ترخيص قبل شراء أراضي في توباغو.
أما الآن، فتتسم السوق بالاستقرار، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 6 في المائة تقريبًا خلال عام 2015 مقارنة بعام 2014، حسبما أفادت باتريشا فيليبس، مالكة شركة «آيلاند إنفستمنتس كمباني ليميتيد» العاملة بمجال السمسرة، ومقرها في توباغو. وأضافت: «لا تزال السوق في طريقها نحو التعافي، ولا تزال تمثل سوقا للمشترين».
ويعتقد بعض السماسرة أن تراجع أسعار النفط قد يكون قد تسبب في تأخر استعادة القطاع السكني كامل عافيته. يذكر أن الجزيرتين بهما احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي تخدم اقتصادا صناعيًا يعتمد في الجزء الأكبر منه على الصناعات البترولية والبتروكيماوية، خاصة في ترينداد.
وأعرب زيفيرين عن اعتقاده بأنه قد تنجح الجهود الجماعية التي يبذلها مسؤولو السياحة والحكومة في تعزيز السياحة، وبالتالي دفع عجلة سوق الإسكان. وفي الوقت الذي تميل ترينداد لاجتذاب مزيد من المشترين الأجانب للمنازل لأسباب تتعلق بالعمل، فإن توباغو تمثل في الجزء الأكبر منها سوقا معتمدة على السياحة.
في الوقت الراهن، قد يبدأ سعر منزل مؤلف من طابق واحد وثلاث غرف نوم وحمامين ومرأب يسع سيارتين في ترينداد، من مستوى نحو 310.000 دولار أميركي، تبعًا لتقدير ساران جوزيف، سمسار بشركة «سنرايز بروبرتيز»، التي يوجد مقرها في ترينداد. أما المنازل الحديثة في الضواحي الأكثر جاذبية في ويست ترينداد فتبدأ أسعارها من نحو 550.000 دولار.
أما داخل توباغو، فتبدأ أسعار الشقق الخاصة من نحو 390.000 دولار، بينما تبدأ أسعار المنازل المناسبة لأسرة واحدة من نحو 550.000 دولار، حسبما أضاف جوزيف.
* الاهتمام الأجنبي:
وغالبًا ما يفد مشترو المنازل من الأجانب من بريطانيا وألمانيا، بجانب أعداد أخرى أقل من كندا والولايات المتحدة، وذلك قبل عام 2007، تبعًا لما ذكره زيفيرين. وأضاف: «هذا التوزيع الديموغرافي يتحدد بناءً على الرحلات الجوية، التي جاء العدد الأكبر منها من المملكة المتحدة».
إلا أنه في أعقاب القرار الخاص بضرورة حصول مشتري المنازل من الأجانب على ترخيص، تضاءلت أعداد الأجانب المقبلين على شراء منازل بالجزيرتين، ثم أعقب ذلك الأزمة المالية العالمية 2008. وأضاف زيفيرين: «منذ ذلك الحين، لم يعد إلى توباغو سوى القليل من المشترين الأجانب».
وقالت فيليبس إنها عملت مؤخرًا مع مشترين منازل من بريطانيا والنرويج يسعون لشراء منازل لقضاء الصيف بها في توباغو، مستطردة بأن أغلبية الأوروبيين الذين يفدون لأسباب تتعلق بالعمل يشترون منازل في ترينداد.
في ترينداد، نادرًا ما يلزم استصدار ترخيص لملكية الأرض، لكن في توباغو يتعين على جميع الأجانب الراغبين في شراء منازل الحصول على ترخيص.
وهناك كثير من المناطق المناسبة للتنمية السياحية داخل توباغو، منها إنغليشمانز باي وباكوليت استيت، والتي يستغرق استصدار ترخيص بامتلاك أرض فيها 40 يوم عمل. وقالت فيليبس إنها توصي العملاء بتوقع أن يستغرق حصولهم على ترخيص ما يقرب من ستة شهور.
أما الأجانب الراغبون في شراء أراضي خارج المناطق المخصصة للتنمية العقارية في توباغو، فيمكنهم التقدم بطلب للحصول على تصريح، لكن ربما لا يحصلون عليه فعليًا. وعادة ما تتراوح رسوم المحامين ما بين نحو 1 إلى 1.5 في المائة من سعر بيع المنزل، حسبما ذكر سماسرة. كما أوصت فيليبس بالتفاوض مع البائع بهدف الاستعانة بخبير معاينة. ويرى سماسرة أن المشترين المحتملين ينبغي أن يخصصوا قرابة 10 في المائة من سعر المنزل لتكاليف إنهاء الصفقة، مثل نفقات المحامين والرسوم. أما رسوم الوكيل العقاري فعادة ما يتحملها البائع.
ويتعين على الأجانب الراغبين في شراء منازل استخدام عملة أجنبية لدى شراء منزل في ترينداد أو توباغو. وأوضح زيفيرين أن بعض المصارف تتفاوض بخصوص الرهون العقارية بالدولار الأميركي، رغم ارتفاع معدلات الفائدة لمستوى يقارب 6 في المائة.
* الضرائب والرسوم:
أوضح زيفيرين أنه لا توجد ضرائب عقارية في ترينداد وتوباغو في الوقت الحالي. وتحقق «أوهانا فيلا» التي تحولت لمقصد لحفلات الزفاف والحفلات الأخرى، عائدا إيجاريا سنويا يبلغ قرابة 275.000 دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز» - خاص بـ«الشرق الأوسط»



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».