هل أعطت روسيا «الضوء الأخضر» للعملية البرية السعودية ـ التركية؟

مصدر روسي قال إنها لن تشتبك مع تركيا في سوريا

هل أعطت روسيا «الضوء الأخضر» للعملية البرية السعودية ـ التركية؟
TT

هل أعطت روسيا «الضوء الأخضر» للعملية البرية السعودية ـ التركية؟

هل أعطت روسيا «الضوء الأخضر» للعملية البرية السعودية ـ التركية؟

شكك عدد من البرلمانيين الروس أن يكون لموسكو أي دور في محاولة منع التدخل البري السعودي التركي، مشيرين أن التدخل البري يأتي ضمن سياق محاربة ومكافحة الإرهاب الدولي وأن موسكو تعي هذا الأمر ولن تجازف بضرب القوات البرية سواء من تركيا أو السعودية.
وجاءت التصريحات الروسية في سياق ردود الفعل على الأنباء عن قصف مدفعي تركي لمواقع على الحدود مع سوريا ودخول قوة برية إلى الأراضي السورية، إذ قال فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الفيدرالي الروسي إنه لا نية للقوات الروسية بالدخول في مواجهة مع القوات التركية، أو أي قوات لدول أخرى، على الأراضي السورية، نظرًا لأن القوات التركية لا توجه ضرباتها للقوات الروسية في سوريا.
وقال البرلماني الروسي: «نظرًا لأن القوات التركية لا توجه ضربات للقوات الروسية على الأراضي السورية، ولأن هدف قواتنا في سوريا هو التصدي للإرهاب، فإن روسيا لن تذهب إلى غمار مواجهة مع قوات من دول أخرى، ليست مصنفة كقوى إرهابية، وذلك حرصًا على عدم تصعيد التوتر في العلاقات المتوترة أصلاً»، والأرجح أنه يقصد بعبارته الأخيرة «العلاقات مع أنقرة».
وأثارت تصريحات فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الفيدرالي الروسي اهتمام المراقبين، الذين فسروها على أنها بمثابة «ضوء أخضر روسي»، للعملية البرية التي تستعد لها مجموعة من الدول ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب بزعامة الولايات المتحدة، وفي مقدمتها السعودية وتركيا ومعهما الإمارات ودول أخرى أعربت عن استعدادها إرسال قوات للمشاركة في عملية برية ضد «داعش» على الأراضي السورية. في الوقت ذاته فإن عبارة أوزيروف التي أشار فيها إلى أن عدم دخول القوات الروسية في مواجهة مع القوات التركية يعود إلى عدم استهداف الأتراك للقوات الروسية، يبدو كأنه «شرط» ضروري مطلوب بحال جرى أي تدخل بري، ولا يخلو هذا الشرط من تحذير بأنه في حال استهدف أي طرف القوات الروسية في سوريا، فسيتم التعامل معه.
في غضون ذلك أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا أعربت فيه عن بالغ قلقها إزاء ما وصفته «الممارسات التركية العدوانية بحق دولة مجاورة»، وذكرت بأن الخارجية السورية قد وجهت رسائل لكل من الأمين العام للأمم المتحدة وللرئيس الحالي لمجلس الأمن، تطالبهما «بوضع حد للاستفزازات العسكرية التركية المستمرة، وإجبار تركيا والدول الأخرى الممولة للإرهاب على تنفيذ قرار مجلس الأمن في التصدي للإرهاب، وأن يتوقفوا على الفور عن تقديم الدعم المادي للإرهابيين»، وفق ما جاء من توضيح لموقف دمشق في بيان الخارجية الروسية الذي شدد على أن «الحكومة السورية تحتفظ لنفسها بالحق في الرد على الهجمات العدوانية التركية». وأشار البيان إلى أن روسيا، تنظر إلى الممارسات التركية على أنها «دعم فاضح للإرهاب الدولي، وانتهاك لقرارات مجلس الأمن، وكذلك انتهاك من جانب تركيا لالتزاماتها كعضو في المجموعة الدولة لدعم سوريا». ولذلك، يقول بيان الخارجية الروسية: «تدعو روسيا إلى عرض المسألة على مجلس الأمن الدولي بغية وضع تقييم واضح للنهج الاستفزازي الذي اعتمدته تركيا». وجاء رد الفعل الروسي بهذا الصدد على غير ما توقعه كثيرون، لا سيما أن إحالة مسألة كهذه إلى مجلس الأمن الدولي لن تأتي بأي نتيجة، مؤثرة على الأقل، نظرًا لاستحالة توفر إجماع داخل المجلس حول موضوع الممارسات التركية.
في شأن متصل قال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسية إن القوات الروسية ستواصل ضرباتها حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا. وبرر الدبلوماسي الروسي هذا الموقف، مشيرًا إلى أن «الفكرة التي يقوم عليها وقف إطلاق النار هي أنه لن تشمل الإرهابيين»، مؤكدًا أن القوات الروسية ستواصل قصف مقرات «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» حسب وصفه.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.