إسرائيل تتهم روسيا بالإخفاق في منع نقل أسلحة متطورة لحزب الله

تهريب منظومات دفاع جوي بعضها قديم وبعضها من الجيش السوري جنوب لبنان

إسرائيل تتهم روسيا بالإخفاق  في منع نقل أسلحة متطورة لحزب الله
TT

إسرائيل تتهم روسيا بالإخفاق في منع نقل أسلحة متطورة لحزب الله

إسرائيل تتهم روسيا بالإخفاق  في منع نقل أسلحة متطورة لحزب الله

اعتبرت مصادر حكومية في إسرائيل ما يجري في الساحة السورية مع حزب الله يشكل إخفاقا شديدا لروسيا. وقالت إنه على الرغم من تفاهمات التنسيق بين موسكو وتل أبيب، فإن حزب الله تمكن من الحصول على أسلحة متطورة، ونقلها من سوريا إلى لبنان وبشكل خاص رادارات حديثة.
وجاء هذا التصريح في أعقاب النشر، أول من أمس، بأن طياري سلاح الجو الإسرائيلي، الذين يعملون باطمئنان تام في الأجواء اللبنانية، باتوا يتحسبون من خطر إسقاط طائراتهم بالصواريخ لأن حزب الله حصل على رادارات روسية متطورة ويعتقد بأن لديه صواريخ أرض جو، وحسب مصادر في الجهاز الأمني الإسرائيلي، فإنه منذ بدأ الروس بالعمل في سوريا، وإنشاء قواعد عسكرية، بدأ حزب الله بإحكام تصويب رادارات بطاريات الدفاع الجوي المنتشرة في لبنان إلى الطائرات الحربية الإسرائيلية. فالتكنولوجيا الجديدة التي يملكها حزب الله تطور قدراته. والرادار الذي يستخدمه التنظيم الإرهابي لحزب الله يمكنه تشخيص الطائرات الحربية الإسرائيلية، وإحكام تصويبه إلى الطائرات يعتبر عملا عدوانيا، لأنه يعني الإعداد لقصفها بالصواريخ.
وقد سارع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إلى التوضيح بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية ليست قلقة وأنها مزودة بمنظومة تكنولوجية متطورة من إنتاج إسرائيلي تمكنها من اكتشاف إحكام التصويب إليها من قبل رادارات العدو، ومدى مستوى تعقبها. وفي مثل هذه الحالات يفضل الطيارون تغيير مسارهم، وبشكل خاص عندما يكون الهدف جمع معلومات استخبارية. وتقدر جهات في الجهاز الأمني الإسرائيلي بأن استفزاز حزب الله هذا ينبع من العلاقات المتعززة بين روسيا وحزب الله، في إطار الحرب السورية ضد «داعش». وقال إن «العلاقة بين حزب الله وسوريا وروسيا غيرت إلى حد كبير شروط اللعب في المنطقة - رغم التنسيق. حزب الله يلمح لإسرائيل بأنه بات مستعدا للمرحلة القادمة».
يشار إلى أن حزب الله نجح خلال حرب لبنان الثانية في إصابة طائرة إسرائيلية واحدة بصاروخ مضاد للدبابات أصاب مروحية يسعور - كانت رابضة على الأرض. وهذا على الرغم من حقيقة أنه كان يمتلك في حينه منظومة أسلحة مضادة للطيران. في تلك الفترة، لم يسمح مستوى أسلحة حزب الله مقارنة بتفوق سلاح الجو الإسرائيلي وقدراته المهنية، بالتسبب لإسرائيل بأضرار كبيرة. وبعد الحرب بدأ حزب الله عملية حثيثة لاستيعاب منظومات أسلحة متطورة للدفاع الجوي، من إيران وسوريا. حسب منشورات أجنبية، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، عدة قوافل كانت تنقل أسلحة لحزب الله من سوريا، بل دمر منظومات دفاعية متحركة كان يفترض وصولها إلى لبنان.
وخلال العامين الأخيرين حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في خطاباته من أن لدى إسرائيل «خطا أحمر» ولن تسمح بوصول أسلحة من سوريا إلى لبنان. وعلى الرغم من ذلك، يتكهن الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله نجح في تهريب منظومات دفاع جوي، بعضها قديم، مثل منظومة SA - 5، التي اشترتها سوريا بعد حرب لبنان الثانية. وهي منظومة صواريخ أرض - جو متحركة وذات مدى متوسط وطويل، من إنتاج روسي، ويمكنها اعتراض الطائرات التي تستخدم للشحن والدوريات والاستخبارات والمراقبة، ولكن ليس الطائرات الحربية. ومع ذلك فإن هذه الإمكانية يمكنها أن تقيد من تحرك الطائرات على اختلاف أنواعها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.