تونس تستعد لبحث اتفاق ائتماني جديد مع النقد الدولي

المفوضية الأوروبية تدعم اقتصادها وجهود الإصلاح

تونس تستعد لبحث اتفاق ائتماني جديد مع النقد الدولي
TT

تونس تستعد لبحث اتفاق ائتماني جديد مع النقد الدولي

تونس تستعد لبحث اتفاق ائتماني جديد مع النقد الدولي

يستعد البنك المركزي التونسي لبحث اتفاق ائتماني ثان مع صندوق النقد، حيث تستقبل تونس وفدا من صندوق النقد الدولي، لبحث برنامج تعاون يمتد حتى عام 2020.
وقال محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري، في تصريح صحافي، إن وفد صندوق النقد سيزور تونس في 18 من فبراير (شباط) الحالي، في سياق لإعداد برنامج تعاون بين تونس والصندوق، انطلاقا من العام القادم وحتى عام 2020. وأضاف العياري بعد لقائه برئيس الحكومة الحبيب الصيد، أن تونس تجري اتصالات مع المؤسسات الإقليمية والدولية على غرار صندوق النقد والبنك الدولي والبنك الأفريقي لتنمية، كمصادر لتمويل الميزانية ولدعم الاقتصاد التونسي. ويعد هذا الاتفاق الثاني من نوعه، بعد أن وقعت اتفاقا أول في عام 2013 لقرض يمتد على مدى سنتين، بقيمة إجمالية وصلت إلى 1.7 مليار دولار. وفي سياق ذي صلة، أعلنت المفوضية الأوروبية منذ يومين استعدادها لتقديم مزيد من المساعدة لتونس، لتتغلب على الصعوبات الاقتصادية وتحقيق نمو أكثر استدامة.
وقال بيير موسكوفيتشي، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية، في بيان للمفوضية صدر أول من أمس، إن المفوضية استجابت لطلب تونس وستساعد المفوضية الأوروبية تونس بنحو 500 مليون يورو، أي ما يعادل نحو 560 مليون دولار.
وتقرر صرف المساعدات المالية من المفوضية الأوروبية على ثلاث دفعات خلال فترة البرنامج، وكانت الحزمة الأولى بنحو 300 مليون يورو، والمرحلتان الباقيتان 100 مليون يورو لكل مرحلة.
وقد تم صرف المرحلتين الأولى والثانية، أما الثالثة والأخيرة فستصرف في الربع الثاني من العام الحالي. وتخصص المساعدات للجهود الإصلاحية في تونس في مجالات إدارة المالية العامة لزيادة تحصيل الضرائب، وتحسين التدرج في النظام الضريبي، وإصلاح شبكة الأمان الاجتماعي، وإصلاحات القطاع المالي، والتدابير الرامية إلى تحسين الإطار التنظيمي للتجارة والاستثمار. وأضاف المفوض الأوروبي أن المفوضية ستقدم مزيد من الدعم لجهود الإصلاح أكثر من أي وقت مضى، فإنه من المهم أن تبقى تونس «مثالا يحتذى به» للمنطقة. وتواجه تونس صعوبات اقتصادية مع تدني نسبة نمو إلى 0.3 في المائة العام الماضي، وتراجع الاستثمار وأداء القطاع السياحي وإنتاج الطاقة.
من ناحية أخرى تضغط المؤسسات المالية العالمية لدفع الحكومة التونسية إلى المضي في إصلاحات ضرورية للاقتصاد قبل ضخ قروض جديدة.
وتسعى الحكومة التونسية الحالية إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية في أنظمة الجمارك والضرائب، مما يسمح بالانتعاش التدريجي للاقتصاد وتحقيق انطلاقة بداية عام 2018. وتوقعت مؤسسات دولية أن ينمو الاقتصاد التونسي بنحو 2.5 في المائة في عام 2016، ونحو 5 في المائة بحلول عام 2020. وما زالت تونس تحتاج ما يقارب من 25 مليار دولار على مدى الخمس سنوات المقبلة لتمويل تطوير مشاريع البنية التحتية.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.