الجزائر تعرب عن دعم مسار السلم في مالي بعد اعتداءات «أنصار الدين»

مطالب بتعويض ضحايا الاعتداءات النووية الفرنسية في صحراء الجزائر

الجزائر تعرب عن دعم مسار السلم في مالي بعد اعتداءات «أنصار الدين»
TT

الجزائر تعرب عن دعم مسار السلم في مالي بعد اعتداءات «أنصار الدين»

الجزائر تعرب عن دعم مسار السلم في مالي بعد اعتداءات «أنصار الدين»

قالت الجزائر أمس إنها «لن تتخلى عن دعم الأصدقاء في مالي التواقين إلى تنفيذ اتفاق السلام، المنبثق عن مسار الصلح الذي انطلق بالجزائر»، ودانت اعتداء إرهابيًا مزدوجًا نفذه تنظيم «أنصار الدين» أول من أمس بشمال مالي، استهدف مكان بعثة الأمم المتحدة، المكلفة حفظ الأمن في البلاد، وموقعًا لجنود ماليين.
وذكر عبد العزيز بن علي شريف، المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، في بيان أن بلاده «تستنكر بشدة الاعتداءات الإرهابية ضد معسكر قوات بعثة الأمم المتحدة المتكاملة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) في مدينة كيدال بشمال مالي، وكذا الكمين الذي استهدف الجنود الماليين بمنطقة تومبكتو»، علما بأن المنطقتين تقعان بالقرب من الحدود الجزائرية.
وأفاد شريف بأن الجزائر «تدعم الأصدقاء الماليين وتعرب عن تضامنها مع البعثة الأممية ومع عائلات الجنود الماليين، ضحايا الاعتداءات الإرهابية»، مشيرًا إلى أن «هجومات المعتدين ضد الفاعلين في مسار السلام تعد محاولات يائسة لوقف المسيرة الثابتة للشعب المالي نحو السلام، والاستقرار والمصالحة الوطنية». واحتضنت الجزائر مفاوضات السلام بين الحكومة المالية والمعارضة في الشمال، وتوجت في يونيو (حزيران) الماضي بالتوقيع على اتفاق. غير أن انعدام الثقة بين الطرفين المتصارعين تسبب في تعثر تطبيق الاتفاق.
وقتل 8 جنود على الأقل، وجرح 30 آخرين في الهجوم الإرهابي المزدوج. وقد أعلنت جماعة «أنصار الدين» في بيان مسؤوليتها عن الاعتداءين، وقالت إن منفذ الهجوم على القاعدة العسكرية المعروفة بـ«كاندي» في مدينة كيدال، موريتاني الجنسية يدعى محمد عبد الله ولد حذيفة الحسني، ويعرف باسم «الربيع الشنقيطي». وذكر التنظيم المتطرف، الذي يقوده الطرقي إياد آغ غالي، أن العملية «جاءت ثأرًا لنبينا صلى الله عليه وسلم، وانتقامًا للمسلمين المظلومين في كل مكان، وسعيًا لتحرير أراضينا وإخراج الغزاة الصليبيين المحتلين».
وأضاف البيان أن عناصر التنظيم «تمكنوا من الوصول إلى قلب الثكنة كاندي في مدينة كيدال، التي تعد مقر الفرنسيين.. وإدخال شاحنة مليئة بالمتفجرات حيث فجرها الربيع الشنقيطي»، وتابع البيان موضحًا أن الانتحاري ضرب هدفه بـ«وابل من الصواريخ قبل الدخول بالشاحنة، فأسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الأعداء، وأوقع خسائر مادية كبيرة، من بينها اشتعال الصهاريج التي توجد في الثكنة، وتدمير مروحية فرنسية في الموقع وخسائر مادية أخرى».
وعد «أنصار الدين» الهجوم «رسالة للغزاة الصليبيين، وكل من يدعمهم أو يتعهد بإرسال جنود إلينا». لكن لم يذكر البيان تفاصيل عن الاعتداء الثاني الذي ضرب موقعا للجنود الماليين في تومبوكتو.
إلى ذلك، طالبت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، أمس في بيان الحكومة الفرنسية بدفع تعويض للجزائريين ضحايا التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، وذلك بمناسبة مرور 56 سنة على إجرائها (13 فبراير «شباط» 1960). وأوضح التنظيم الحقوقي الأبرز في البلاد أن السلطات الجزائرية «مطالبة بالضغط على فرنسا لتنظيف المواقع التي جرت بها تجارب الذرة من الإشعاعات النووية»، وقالت إن التفجيرات النووية الفرنسية تعد «جرائم ضد الإنسانية».
ودخلت فرنسا بهذه التجارب النادي النووي، وكانت القنبلة الأولى في 13 فبراير بقوة 70 كيلوطن، أي خمس مرات قوة قنبلة هيروشيما، وقد جرى تفجيرها في منطقة الحمودية على نحو 150 كلم إلى الجنوب من مدينة أدرار (200 كلم جنوب العاصمة)، وسميت تلك القنبلة «اليربوع الأزرق»، ثم تلتها تجربة باسم «اليربوع الأبيض» في 1 من أبريل (نيسان) بقوة 5 كيلوطن.
أما التجربة الثالثة فحملت اسم «اليربوع الأحمر»، وكانت بقوة 10 كيلوطن في 27 ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته. وهذه الألوان الثلاثة يحملها العلم الفرنسي.
وكانت الجزائر وقت التفجيرات تخوض حربًا ضروسًا ضد الاستعمار الفرنسي، انتهت رسميا في 5 يوليو (تموز) 1962 باستفتاء لتقرير المصير.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».