الجبير: لا طموح لدينا لتجاوز حدودنا مع اليمن.. وسنعمل على إحداث تغيير سياسي في سوريا

قال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، إن بلاده تعمل على إحداث تغيير سياسي في سوريا، وعزل شخص مسؤول عن قتل ونزوح السوريين، وهو شخص جاذب للإرهابيين والمتطرفين، وإن «هدفنا سوف نحققه»، مشيرًا إلى أن السعودية تدخلت في اليمن للحفاظ على الحكومة الشرعية في مواجهة ميليشيات مدعومة من إيران وحزب الله، ومؤكدًا أن الرياض ليس لديها طموحات لتجاوز حدودها. وأوضح الجبير في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، أن بشار الأسد، ساهم في ظهور «داعش» بإخراجه المجرمين من سجونه، وأن بيئة «داعش» الخصبة في سوريا ستزول مع رحيل الأسد.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن السعودية، يعيش فيها 30 مليون نسمة، وسكانها معظمهم الشباب، ولديها الكثير من الموارد المالية الهائلة والنفط، والبنايات ذات الطراز المعماري، والسعودية بلدًا مستقرة، وتتميز بموقع جغرافي، ولها تاريخ من السياسات الداخلية والخارجية، حيث انعدمت الأمية في البلاد، مؤكدًا أن صورة السعودية على الرغم من ذلك، صورة البلد المنعزل الذي يعيش في عصر مختلف، لأن النساء لا يقودن السيارات، وهي قضية ثقافية والمجتمع سيتعامل معها حسب طرقه وشروطه الخاصة. ولفت الجبير إلى أن السعودية بلاد حيوية تتقدم إلى الأمام وتتطور في جميع القطاعات، إضافة إلى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية، حيث إن الحكومة لديها مؤسساتها وكذلك مجلس الشورى، وهو الذراع التشريعية، و20 في المائة من أعضائه من النساء، وهي بداية لا شيء يمنعنا من تحقيق المزيد، حيث الآيديولوجية.
وأضاف: «نحن بلد ليس لديه أي طموحات يتجاوز حدوده ولدينا موارد كافية والشعب يركز على تنميته المحلية، وتحسين معيشة سكانه، ويسعى إلى الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم أجمع، وهذه هي سياستنا».
وذكر وزير الجبير، أن تعامل الرياض مع التحديات هذا العام بطرق يمكن لم يتعود عليها العالم، وهذا ربما يعود للفراغ الذي كان موجودا، حيث إذا لم يفعل أحد القيام بشيء، فإن السعودية وحلفاءها اضطروا لشيء ما، وحيث عملنا على الحركة في اليمن، لمنع الحكومة الشرعية من الانهيار، والاستيلاء عليها من ميليشيات متطرفة ومتحالفة مع إيران و«حزب الله»، وتمتلك أسلحة صغيرة وصواريخ باليستية وجوية، حيث قامت السعودية بذلك ردًا على طلب من الحكومة الشرعية.
وأضاف: «ليس لدينا على أي طموحات أو نوايا للسيطرة على اليمن أو التراب اليمني، نحن نرغب في الحفاظ على اليمن، وإزالة التهديدات للجيران، والمساعدة للوقوف على قدميه».
وحول سوريا، قال الجبير، بأن بلاه تعمل على إحداث تغيير سياسي، وعزل شخص مسؤول عن قتل الكثير والنزوح من السوريين، وهو شخص مغناطيسي للإرهابيين والمتطرفين في المنطقة، وزاد: «هدفنا وسوف نحققه، ونحن نسعى للعمل مع بلدان أخرى في المنطقة، سواء مصر أو العراق أو السودان أو بلدان المغرب العربي من أجل مساعدتها مع مشكلاتها الاقتصادية أو الإرهاب أو التطرف وسننجح في ذلك».
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن المنطقتين الأبرز في المنطقة، هي اليمن و«داعش»، حيث إن تنظيم داعش، هو منظمة إرهابية من المضطربين عقليًا ليس لديهم أي دين أو أخلاق، وهم عبارة عن جماعة سوف تهزم في نهاية المطاف، ولكن يجب أن نتعامل مع نقطتين، إحداهما بشار الأسد، حيث لا يمكن هزيمة «داعش» إلا في إحداث تغيير في الأسد، حيث إنه الرجل الذي ساعد على ظهور «داعش» من خلال الإفراج عن المتطرفين من سجونهم، والسماح للتنظيم بالتحرك دون مهاجمتهم.
وأضاف: «السعودية بلد مؤسس في التحالف الدولي، ونفذت عملياتها العسكرية ضد داعش على مدى 15 شهرًا، ولا يزال التنظيم موجودًا، حيث عند رحيل الأسد، فإن البيئة الخصبة التي يستفيد منها داعش سوف تزول وسوف نتصدى لداعش». وتطرق الجبير إلى النقطة الثانية هي تنفيذ الإصلاحات في العراق لعام 2014. والتي سوف تسمح للسنة بالمشاركة في الحكومة العراقية، وتوفر نظامًا يتساوى مع الأكراد والشيعة.
وتفاءل وزير الخارجية السعودي، حول ما يجري في اليمن، وقال: «الحكومة الشرعية تسيطر على ثلاثة أرباع اليمن، والمساعدات الإغاثية تتدفق بكفاءة، والمعاناة الإنسانية التي كانت موجودة هي نتيجة لاختطاف الحوثي وصالح المواطنين اليمنيين لمناطقهم، لأغراض سياسية إلا أن ذلك سينتهي، ويحتاج لوقت حتى نتوقف، وهدفنا هو يمن جيد، ومستقر، وموحد، ومنفتح على إعادة الإعمار والتنمية، مما يؤدي إلى يمن مزدهر حتى يكون جار جيد للسعودية».
وأكد الجبير، أن كل دين فيه منحرفون ومضطربون عقليًا يريدون اختطاف دينهم، وبالتالي تنظيم داعش ليس إسلاميًا، مثل ما هو «كو كلوكس كلان» ليسوا مسيحيين، ألا يؤمنون بأن المسيح من يأمرهم بفعل أو قتل الأميركيين من أصل أفريقي، هل يمكن أن نقول: إن «كو كلوكس كلان» منظمة مسيحية، وهناك جماعات أخرى، يمكن الإشارة إليها، وهناك مجازر أخرى ارتكبت باسم الحفاظ على بلدان ومناطق خالية من المسيحيين، وهناك أمثال من هكذا في الدين اليهودي وهم ليس لهم صلة بالدين اليهودي، وهذا ينطبق كذلك على الهندوسية.
وأضاف: «من يقول: إن داعش منظمة إسلامية، فهو منافٍ للحقيقة، وفي الدين الإسلامي بالقرآن الكريم نص قوله (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، حيث أنتم أحرار في ممارسة شعائر دينكم، وأنا حر بممارسة شعائر ديني، فأي تسامح يمكن أن يكون أكثر من ذلك، في الدين الإسلامي يقول من قتل بريئا كأنه قتل البشرية جميعًا، ومن أنقذ حياته كأنه أنقذ حياة الناس جميعًا، إذا ما هو المثل الأمثل من التسامح والرحمة، أكثر من ذلك».
وذكر الجبير، أن الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية كانت حضارة حافظت على تاريخ روما اليونانية ونقلته إلى الغرب، والحضارة الغربية ما كانت أن توجد دون الحضارة الإسلامية، حيث إن الحضارة الإسلامية والعربية الإسلامية كانت حضارة ربطت الصين بأوروبا، وهي حضارة عالمية، فالإسلام دين متسامح، مشددًا بتوخي الحذر حينما يتعلق الأمر بالتعميم أو قبول التعميم.
وحول ما يمنع تقدم المرأة في الثقافة بالسعودية، قال وزير الخارجية السعودية، إنه عندما يتعلق الأمر بمسألة قيادة المرأة للسيارة، هي مسألة ليست دينية، وإنما اجتماعية، وكذلك أيضًا التعليم، حيث تم التعامل في الستينات، حيث إن 60 في المائة من الخريجين في السعودية، بعضهم من كبار الأطباء ورجال الأعمال والمهندسين، والفرص موجودة بالسعودية بالنسبة للمرأة، والتطور لا يزال مستمرا.
وأضاف: «الولايات المتحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم، حصلت على استقلالها قبل 250 سنة، وفي عام 1776 استحق النساء، وتطلب الأمر 100 سنة، قبل أن يحصل النساء على حق التصويت، وحينما يتعلق الأمر بالتغيرات الاجتماعية، فإنه في جميع المجتمعات ينظر الناس ويريدون من الجميع أن يتبعوهم».
وزاد: «أسرد المثل الأميركي لأني عشت هناك، حيث إن أميركا حصلت على استقلالها 1767. وأسست الجمهورية بعد 20 عاما، واحتاجت 80 عاما، لإلغاء الرق، كما احتاجت لثلاثة عقود قبل وجود مساواة عرقية حقيقية في الولايات المتحدة، هذه الأمور تحتاج إلى وقت، لا يمكن أن يتم النظر لها في عشية أو ضحاها».
وعلى هامش المؤتمر، عقد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، اجتماعا ثنائيا مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف. وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.