مع اقتراب ساعة الصفر لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء، وبعد أن باتت قوات الشرعية تسيطر على نسبة كبيرة من الجهة الشرقية صنعاء المحافظة، وتشق طريقها نحو العاصمة أو الأمانة كما تسمى في اليمن، أظهرت الأيام القليلة الماضية تحركات ميدانية محمومة للمخلوع علي عبد الله صالح، قبل أن يسقط آخر حصن منيع له، أي العاصمة، بيد قوات الشرعية. وأشارت معلومات محلية وشهود عيان، إلى أن المخلوع قام بجولة ميدانية إلى بعض المواقع العسكرية، التي ترابط فيها قوات موالية له، في ضواحي العاصمة، مع اقتراب قوات الشرعية.
وعلق عضو المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في صنعاء، الشيخ عراف العبيدي لـ«الشرق الأوسط» على هذه التحركات بالقول إن «الحوثيين والمخلوع يشعرون بالخطر لأن الجيش الوطني والمقاومة يطرقون، حاليا، أبواب العاصمة»، وإن «المخلوع يعلم جيدا أنه إذا سقطت ألويته، خصوصًا المرابطة في المناطق الشمالية الشرقية للعاصمة، فإن صنعاء ستصبح بيد قوات الشرعية جيشا ومقاومة»، وإنه «يحاول أن يلملم قواته المهزومة والمبعثرة ويسعى إلى زرع الحماس في نفوسهم، لكن هذا لن يفيده في شيء، لأن سقوط صنعاء ما هو إلا مسألة وقت فقط».
وفي سياق تطورات صنعاء، أشارت مصادر قبلية، في شمال صنعاء، إلى أن المخلوع والحوثيين يقومون بسحب قوات نخبة إلى العاصمة صنعاء وتوزيعهم على المناطق الشمالية للعاصمة، التي من المتوقع أن تصل إليها قوات الشرعية. وقال العبيدي إن الحوثي والمخلوع «سيحاولون الدفاع عن مواقعهم في صنعاء ولا شك أنهم سيوزعون القناصة وسيقوم بتوزيع كل ما يتملك من قوة واستطاعة»، وذلك في تأكيد للمعلومات التي سربت بهذا الخصوص.
وأضاف العبيدي، وهو شخصية عسكرية، لـ«الشرق الأوسط» بأن «الاستعدادات لتحرير العاصمة صنعاء، كبيرة وضخمة، بقدر الحدث، ولا يستطيع الحوثي والمخلوع إيقاف هذا الزحف»، مؤكدا أنهم يحاولون «أن يكون ذلك بأقل كلفة وأقل خسائر، سواء من الجيش الوطني والمقاومة أو المدنيين في صنعاء»، مشددا على أن العاصمة صنعاء «باتت في مرمى نيران الجيش الوطني والمقاومة، وهذا في حكم المؤكد».
وأكد القيادي في مقاومة صنعاء، الأنباء التي تحدثت عن انضمام قيادات عسكرية بارزة في قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري - سابقا)، إلى قوات الجيش الوطني، وتأييدها للشرعية، ووصولها إلى محافظة مأرب. وقال العبيدي إنه «لم يتم الإعلان عن الأسماء، ولكنها ستعلن في الوقت المناسب»، مشيرا إلى أن المقاومة في صنعاء تأمل بأن تلتحق الكثير من القيادات العسكرية، التي ما زال المخلوع يراهن عليها، بصفوف الجيش الوطني، حتى تلك القيادات داخل الألوية العسكرية التي بداخل العاصمة صنعاء، وإلى أن التحركات «سوف تبدأ في وسط العاصمة، كلما اقتربت قوات الشرعية، لأن الناس يرفضون الميليشيات والعصابات والانقلابيين في كل المناطق، في صنعاء المحافظة والأمانة (العاصمة) وفي كل شبر من الأراضي اليمنية».
وفي حين عقد وفد من المتمردين الحوثيين، مساء أول من أمس، اجتماعا بالسفير الفرنسي لدى اليمن، في العاصمة العمانية مسقط، وبحسب ما رشحت من معلومات فإن المتمردين أعربوا عن رغبتهم في دور فرنسي في المباحثات اليمنية، ويسعون إلى تدخل فرنسي لوقف الغارات الجوية، كما بينت الأخبار التي بثوها عن اللقاء، فقد اعتبر الشيخ عراف العبيدي الحوثيين والمخلوع كـ«الغريق الذي يسعى إلى التعلق بقشة»، مؤكدًا أن الانقلابيين «قد حاولوا مع روسيا والآن مع فرنسا، ويسعون إلى استصدار مواقف دولية لوقف عمليات الجيش الوطني والمقاومة والتحالف، لكن تخيب ظنونهم ومساعيهم، لأن هناك إجماعًا دوليًا حول الوضع في اليمن والعالم يقف مع الشرعية».
واعتبر القيادي في مقاومة صنعاء أن «هذا يدل على التخبط الشديد الذي هم فيه، وأيضًا، على الخوف الذي زرع في قلوبهم، لأنهم يعلمون ماذا يعني أن تطرق قوات الشرعية أبواب العاصمة، وماذا يعني تحرير نهم وانطلاق المقاومة نحو أرحب، وماذا يعني تحرير بني حشيش».
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن كانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قادرة على الدخول إلى صنعاء من اتجاه مديرية نهم (الجهة الشرقية) فقط دون الاتجاهات الأخرى، قال العبيدي إنه «من حيث القدرة، فإن الجيش الوطني ورجال المقاومة، قادرون على حسم المعركة حتى من اتجاه واحد، لكننا حريصون على أن تحسم المعركة بأقل التكاليف والخسائر»، مشيرا إلى أنه «من الأفضل أن تتشتت جبهات الانقلابيين في عدة محاور وعدة اتجاهات، حتى تقل الخسائر، وتتشتت جهودهم وقدراتهم وتتم السيطرة على العاصمة».
على الصعيد الميداني، تواصل تطهير ما تبقى من المناطق والتباب في المرتفعات الجبلية لمديرية نهم، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى بسط السيطرة الكاملة على معسكر الفرضة وبعض المناطق التي لم يتسنّ الوصول إليها، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب انتشار القناصة وبسبب الألغام، وإنه جرت السيطرة على معسكر الفرضة وعدد من المرتفعات والتقدم لعدة كيلومترات إلى الأمام، نحو العاصمة صنعاء، والسيطرة على بعض القرى على الطريق العام، وأكدت تلك المصادر أنه جرت عمليات ملاحقة لعناصر الميليشيات الذين كانوا يتمترسون في بعض المواقع، إلى داخل الأودية والجبال والشعاب.
وتزامنت المواجهات العنيفة، في شرق صنعاء، مع غارات مكثفة لطيران التحالف على مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح في مديرية نهم، وذلك كعملية إسناد جوي لتقدم المقاومة.
تحركات محمومة لقوات صالح.. والحوثيون يستنجدون بفرنسا
بعد أن أصبحت العاصمة صنعاء «في مرمى نيران المقاومة»
تحركات محمومة لقوات صالح.. والحوثيون يستنجدون بفرنسا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة