الحكومة الأردنية: تشغيل السوريين لن يؤثر على فرص العمل للأردنيين

18 مهنة خاصة بأبناء البلد ستبقى مغلقة أمام الوافدين

الحكومة الأردنية: تشغيل السوريين لن يؤثر على فرص العمل للأردنيين
TT
20

الحكومة الأردنية: تشغيل السوريين لن يؤثر على فرص العمل للأردنيين

الحكومة الأردنية: تشغيل السوريين لن يؤثر على فرص العمل للأردنيين

بعد حالة الجدل الذي طغى على الساحة الأردنية إثر إعلان نتائج مؤتمر لندن حول تشغيل العمالة السورية، تسعى الحكومة الأردنية لتبديد مخاوف الأردنيين من أن تشغيل العمالة السورية سيؤثر على فرص الأردنيين في العمل.
وأبدى كثير من النواب مخاوفهم من أن نتائج مؤتمر لندن قد تؤدي إلى التأثير على فرص الأردنيين في العمل، وهو ما أكده النائبان بسام البطوش وعدنان الفرجات، وانتقد البطوش في مداخلة له في البرلمان حديث رئيس الحكومة عن المكون السوري في الأردن. وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور إن حكومته لن تسمح بأي شكل من الأشكال بالقيام بأي إجراء أو ترتيبات تبعد راغب العمل الأردني بسبب مزاحمة السوري له.
وقال النسور خلال لقاء مع صحافيين أمس: «بقدر ما يساعدنا المجتمع الدولي، نستطيع إنتاج فرص عمل للسوريين»، لافتا إلى أنه تم اعتماد خمس مناطق تنموية كمرحلة أولى في أنحاء مختلفة من المملكة سترسل صادراتها إلى أوروبا، «وستكون فيها عمالة أردنية وعمالة سورية». وأكد النسور أن «الجهود التي بذلها جلالة الملك عبد الله الثاني مع الدول الراعية لمؤتمر لندن، أثمرت تغيير مسار المؤتمر من حدث مخصص للاجئين السوريين فقط، إلى مؤتمر معني بالدول المستضيفة للاجئين السوريين». وعرض النتائج التي أسفر عنها مؤتمر لندن في ما يتعلق بدعم الأردن، حيث أشار إلى أن المؤتمر أقر تقديم منحة للأردن بقيمة 700 مليون دولار سنويا ولمدة ثلاث سنوات، أي ما مجموعه 2.1 مليار دولار. كما قرر المؤتمر دعم الأردن لتخفيض الفجوة التمويلية الناجمة عن الفارق بين الإيرادات وما هو متاح استقراضه والمساعدات مطروحا منها النفقات والمستحقات، علما بأن الفارق بين الرقمين يصل سنويا إلى 1.9 مليار سنويا؛ حيث أصبح بعد مؤتمر لندن متاحا للأردن رفع سقف الاقتراض بمعدل 1.9 مليار سنويا ولمدة 3 سنوات، أي ما مجموعه 5.7 مليار، وبسعر فائدة ضئيلة جدا، ولمدة 25 سنة، وبضمانة الحكومة البريطانية. وأشار النسور إلى أن مؤتمر المانحين في لندن قرر في مجال دعم الأردن لتحمل مشكلة العبء على التربية والتعليم، تمويل بناء مدارس بمليار دولار خلال الأعوام من 2016 إلى 2018 لامتصاص مشكلة اللاجئين السوريين، وسيتم توزيعها على كل مناطق المملكة، مثلما نتج عن المؤتمر منحة بمقدار 300 مليونا لدعم الموازنة العامة.
من جهته، قال وزير العمل الدكتور نضال القطامين إن الوزارة وضعت أسسا عدة للتعامل مع قضية تشغيل العمالة السورية؛ أولها عدم السماح بالمس بالأيدي العاملة الأردنية؛ إذ تبقى منافسة للعمالة السورية، بالإضافة إلى ذلك، فإن العمالة السورية ستنافس فقط على نسبة العمالة الوافدة المسموح بها للقطاع الخاص، وهي محكومة بقضية العرض والطلب.
وأشار القطامين إلى أن المهن المغلقة أمام العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات، ستبقى كذلك أمام العمالة السورية، وهي 18 مهنة محددة، كما أن دمج العمالة السورية سيكون فقط بالنسبة المسموح بها للعمالة الوافدة والبالغة 20 في المائة. وأكد أن استحداث فرص عمل للاجئين السوريين سيتم من خلال الاستثمارات الجديدة بنسب متفق عليها مع القطاع الخاص، مع إعطاء العمالة الأردنية الأولوية في شغل فرص العمل التي يمكن استحداثها.
وقال وزير العمل إن هذه الأسس والثوابت ستؤدي مجتمعة إلى إعادة تنظيم سوق العمل ودمج العمالة السورية وضبط العمالة الوافدة ونسبها، من خلال اتفاقيات مع القطاع الخاص، مما يعني توفير فرص عمل جديدة للأردنيين.



مصر تعزز دعمها للصومال بمعدات عسكرية لمكافحة «الإرهاب»

مساعدات عسكرية مصرية تصل إلى مطار الصومال (وكالة أنباء الصومال)
مساعدات عسكرية مصرية تصل إلى مطار الصومال (وكالة أنباء الصومال)
TT
20

مصر تعزز دعمها للصومال بمعدات عسكرية لمكافحة «الإرهاب»

مساعدات عسكرية مصرية تصل إلى مطار الصومال (وكالة أنباء الصومال)
مساعدات عسكرية مصرية تصل إلى مطار الصومال (وكالة أنباء الصومال)

عززت مصر من دعمها للصومال عبر شحنة «معدات عسكرية»، لمساعدة حكومة مقديشو في حربها ضد «الإرهاب»، في وقت تستعد فيه القاهرة للمرحلة الثانية من تدريب طلاب شرطة صوماليين؛ ما اعتبره مراقبون «تعميقاً للتعاون بين البلدين، وتفعيلاً للاتفاقيات العسكرية والأمنية بين البلدين، بما يؤدي لاستقرار النظام السياسي الصومالي».

وسلّم وفد أمني مصري، مساء الأحد، شحنة معدات عسكرية مقدمة من وزارة الداخلية المصرية إلى الحكومة الصومالية. وحسب وكالة الأنباء الصومالية، قال رئيس الوفد المصري اللواء أحمد توفيق، مساعد وزير الداخلية، إن المساعدات «تشكل رسالة» من حكومة بلاده لـ«دعم مقديشو في تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب».

وفد أمني مصري يسلم مساعدات عسكرية للصومال (وكالة أنباء الصومال)
وفد أمني مصري يسلم مساعدات عسكرية للصومال (وكالة أنباء الصومال)

وأوضح توفيق أن بلاده «لعبت دوراً كبيراً في تطوير وتدريب الضباط العسكريين الصوماليين»، منوها بأن بلاده «قدمت تدريباً لنحو 100 ضابط عسكري صومالي العام الجاري»، إلى جانب «تقديم نحو 40 دورة تدريبية لقوات الشرطة الصومالية»، كما تستعد أيضاً لـ«المرحلة الثانية من التدريب، بإرسال قوات مصرية لمقديشو، تتولى تأهيل نحو 200 فرد من العسكريين الصوماليين».

وتشهد العلاقات المصرية - الصومالية تطوراً لافتاً في الفترة الحالية، وعززت القاهرة من دعمها لمقديشو عقب أزمة الصومال مع إثيوبيا، وعارضت توقيع أديس أبابا، العام الماضي، اتفاقاً مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، تحصل بموجبه أديس أبابا على منفذ بحري، واعتبرت مصر الاتفاق «مخالفاً للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الصومالية».

وتشدد القاهرة في كل المناسبات على «التزامها بدعم وحدة وسلامة الأراضي الصومالية، ومؤسساتها الوطنية، وجهود تحقيق الأمن والاستقرار بالصومال، كخطوة مهمة في سبيل تحقيق الأمن بمنطقة القرن الأفريقي».

وأعلن الصومال، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سفر «مجموعة من الضباط ومفتشي الشرطة» إلى مصر، في برنامج تدريبي لتطوير مهاراتهم الشرطية.

مصر تقدم مساعدات عسكرية إلى الصومال (وكالة أنباء الصومال)
مصر تقدم مساعدات عسكرية إلى الصومال (وكالة أنباء الصومال)

بدوره، قال وزير الدولة الصومالي للأمن الداخلي، محمد علي جاج، خلال حفل استقبال الوفد الأمني المصري، إن «المساعدات المصرية تعكس مستوى العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن «دعم القاهرة لاستقرار وأمن مقديشو يشمل مجال التدريب والتجهيز للقوات المسلحة».

رسالة الدعم المصري للصومال في مواجهة الإرهاب، أكدها وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقائه الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الجمعة، وقال إن بلاده «تقف إلى جانب مقديشو في مواجهة الإرهاب والتطرف»، وشدد على «حرص القاهرة على تقديم كافة أشكال الدعم للجانب الصومالي، في إطار مكافحة التنظيمات الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار»، حسب «الخارجية» المصرية.

وينطلق الدعم الأمني للصومال من اتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي وقّعه البلدان مطلع هذا العام، وفق أستاذ العلاقات الدولية في المعهد العالي للدراسات الأمنية بالصومال، حسن شيخ علي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدور المصري داعم لاستقرار ووحدة وسيادة مقديشو، بهدف استقرار منطقة القرن الأفريقي».

ووقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، إعلاناً سياسياً مشتركاً يقضي برفع مستوى العلاقات بين القاهرة ومقديشو إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

ويرى شيخ علي أن «مجال التعاون الأمني بين القاهرة ومقديشو يحظى بأولوية من البلدين، في ضوء التحديات الأمنية والاستراتيجية التي يواجهها الصومال، وفي مقدمتها خطر الإرهاب»، وقال إن «المساعدات المصرية تأتي إنفاذاً لبروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين العام الماضي».

ووقّعت مصر والصومال، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتُّفق حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة من 2025 - 2029، كما دعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية.

ويعتقد شيخ علي أن «الصومال يخوض حرباً إقليمية مع تنظيمات إرهابية دولية، بعد ثبوت مشاركة عناصر مسلحة تحمل جنسيات مختلفة ضمن صفوف (حركة الشباب)»، وشدد على «أهمية الدعم الإقليمي والدولي لمقديشو في هذه المواجهة، حفاظاً على استقرارها وسيادتها».

وفد أمني مصري يسلم مساعدات عسكرية للصومال (وكالة أنباء الصومال)
وفد أمني مصري يسلم مساعدات عسكرية للصومال (وكالة أنباء الصومال)

وتتنوع أطر الدعم الأمني المصري للصومال في حربه على الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية الأخرى، وفق خبير الشؤون الأفريقية المصري، رامي زهدي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «القاهرة تستند في مساعداتها العسكرية والأمنية إلى بروتوكول التعاون العسكري الموقع العام الماضي، واتفاقية الدفاع العربي المشترك، ومساهمة قوات مصرية في بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلم بالصومال».

ونفى زهدي أن يكون هدف المساعدات المصرية دعم الصومال في خلافه مع إثيوبيا، موضحاً أن مساندة الصومال تأتي ضد الإرهاب، ودعم استقرار نظام الحكم الصومالي، مشيراً إلى أن «الشرطة المصرية تمتلك خبرات كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وتتركز مساعداتها على بناء القدرات، وتقديم العتاد العسكري اللازم لجهاز الشرطة الصومالي».