أهالي محافظة البيضاء ينتفضون ضد الميليشيات الانقلابية

العشرات من أبناء المدينة يعلنون انضمامهم إلى المقاومة

أهالي محافظة البيضاء ينتفضون ضد الميليشيات الانقلابية
TT

أهالي محافظة البيضاء ينتفضون ضد الميليشيات الانقلابية

أهالي محافظة البيضاء ينتفضون ضد الميليشيات الانقلابية

صعّدت المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، من عملياتها ضد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، مستهدفة تجمعاتهم ومواقعهم ودورياتهم العسكرية وبشكل منظم، وذلك بعد إعادة ترتيب أوضاعها وتوحيد صفوفها فيما بينها.
ورغم إمكانياتها البسيطة، استطاعت عناصر المقاومة الشعبية الاستيلاء على عدد من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الميليشيات الانقلابية، وانتقلت من هجمات كر وفر مع الميليشيات إلى مراحل الاشتباك والمرابطة، مما مكنها من استعادة عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح.
وسقط، أمس، قتلى وجرحى من الميليشيات الانقلابية في كمين محكم للمقاومة الشعبية في مديرية العرش برداع، التابعة لمحافظة البيضاء، بينهم قيادي كبير من الميليشيات يدعى أبو صقر، كما وتمكنت عناصر المقاومة من تفجير طقم عسكري للميليشيات في منطقة مشعبة آل مشدل في مديرية البيضاء.
ويقول الناشط السياسي أحمد الحمزي، من أبناء محافظة البيضاء، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوضاع حاليا بالبيضاء تشهد غليانا لدى معظم أبناء المحافظة ضد ميليشيات الحوثي وصالح، بسبب الممارسات العدوانية والهمجية، ومنها القصف العشوائي على عدد من مناطق البيضاء بشتى أنواع الأسلحة وكذلك الإقصاء والتهميش والإبعاد والممارسات العنصرية المناطقية».
وأضاف أنه «بدأ أبناء البيضاء مقاومتهم للميليشيات الانقلابية التابعة للحوثي وصالح منذ أول يوم دخلت فيه هذه الميليشيات المحافظة، معتمدين على الهجمات الخاطفة، كرا وفرا، ومباغتة الميليشيات في مواقع تمركزها خاصة في قطاع رداع وذي ناعم والزاهر، حيث تسببت تلك الهجمات بعمليات استنزاف واسعة للميليشيات».
وتابع القول إن «عناصر المقاومة الشعبية صعدت من عملياتها ضد الانقلابيين بشكل منظم بعد إعادة ترتيب أوضاعها وتوحيد صفوفها والتنسيق فيما بينها، متخذة لنفسها مواقع تنطلق منها صوب المواقع التي تتمركز بها ميليشيات الحوثي وصالح، ومن خلال ذلك تمكنت المقاومة من استعادة عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة الميليشيات في مديريات الزاهر والصومعة وذي ناعم، وكل ما حققته المقاومة إلى الآن بجهود ذاتية رغم التعزيزات المتواصلة للميليشيات الانقلابية».
وأكد الحمزي أن «هناك تنسيقا مستمرا بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وعناصر المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء، وذلك من خلال الشيخ نائف القيسي محافظ المحافظة، كونه قائد المقاومة الشعبية».
وكان محافظ البيضاء، نائف القيسي، قد أعلن، قبل أيام، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي قد وجه بتشكيل ثلاثة ألوية لتحرير المحافظة من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، مؤكدا وجود قرابة ألفي شخص من الجيش الوطني جاهزين لتحرير المحافظة.
وتواصل الميليشيات الانقلابية ارتكاب مجازرها في محافظة البيضاء مثلها مثل أي محافظة يمنية أخرى تخضع لسيطرتها، ويرفض أبناؤها وجود الميليشيات فيها، حيث تستمر ميليشيات الحوثي والمخلوع بقصفها الشديد بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على قرى محافظة البيضاء، إضافة إلى حملة الاعتقالات ومداهمات منازل المواطنين تحت حجة الاشتباه فيهم بانتمائهم إلى صفوف المقاومة الشعبية. ويؤكد الحمزي أن «حالة الرفض للميليشيات تزداد يوما عن يوم لدى أبناء البيضاء بسبب ظلم الميليشيات الانقلابية التي تزداد كل يوم ممثلة في المداهمات لمنازل المواطنين وانتهاك الحرمات، والاختطافات التي طالت مؤخرا قيادة أحزاب وصحافيين وناشطين ومثقفين ومشايخ، وكذلك الإخفاء القسري والتعذيب والتصفية الجسدية». وأشار إلى أن عدد من اختطفتهم هذه الميليشيات «يبلغ نحو 342 شخصا بينهم ضباط وسياسيون ومواطنون، الأمر الذي أوجد القناعة لدى كثير من أبناء البيضاء بالانضمام إلى المقاومة جراء ما تقوم به الميليشيات الانقلابية من انتهاكات بحق المواطنين».
من جهتهم، جدد أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، فرع محافظة البيضاء، ولاءهم وتأييدهم للقيادة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأعلن هؤلاء، في بيان صادر عن الاجتماع الموسع لقيادات المؤتمر الشعبي العام وأنصاره في محافظة البيضاء والمنعقد بمدينة الرياض، عن «إدانتهم للجرائم التي يقوم بها الحوثيون وقوات المخلوع صالح في حق أبناء الشعب اليمني من قتل واختطاف ونسف بيوت على رؤوس ساكنيها من المواطنين الآمنين من دون ذنب، وترويع الأطفال والنساء ونهب مقدرات الوطن».
وأكد المجتمعون أنهم «جنود مجندون للدفاع عن الوطن تحت راية الشرعية ضد الميليشيات الانقلابية التي استولت على السلطة بقوة سلاح الجيش الذي تم شراؤه من أموال الشعب وعلى حساب لقمة عيش المواطن، من أجل توفير الأمن والاستقرار، وأن يعيش المواطن مرفوع الرأس».
وقدمت قيادات المؤتمر الشعبي العام في محافظة البيضاء الشكر إلى كل دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لما تقوم به من أجل اليمن.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.