منتدى «الاستثمار في أفريقيا» يمهد الطريق لمنطقة تجارة حرة للقارة السمراء

93 مليار دولار سنويًا فجوة تمويلية على مشروعات البنية الأساسية

منتدى «الاستثمار في أفريقيا» يمهد الطريق لمنطقة تجارة حرة للقارة السمراء
TT

منتدى «الاستثمار في أفريقيا» يمهد الطريق لمنطقة تجارة حرة للقارة السمراء

منتدى «الاستثمار في أفريقيا» يمهد الطريق لمنطقة تجارة حرة للقارة السمراء

يُبدي مجتمع الأعمال في مصر اهتمامًا كبيرًا بمنتدى «الاستثمار في أفريقيا» المقرر انعقاده في مدينة شرم الشيخ خلال يومي 21 و22 فبراير (شباط) الحالي، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لما للقارة السمراء من أهمية استراتيجية للقاهرة، وكانت آخر المؤسسات الكبرى التي أعلنت مشاركتها في المنتدى شركة «القلعة» التي تعمل في استثمارات الطاقة والبنية الأساسية بمصر وأفريقيا.
ويأتي منتدى «الاستثمار في أفريقيا» في إطار التعاون المشترك بين أطراف المنظومة الاستثمارية في دول الكوميسا من الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، للمساعدة في صياغة رؤية مشتركة وفعالة للبناء على تجربة التكتلات الأفريقية الثلاثة تمهيدًا لإقامة منطقة التجارة الحرة الأفريقية.
وقال أحمد هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «القلعة» إن بلدان القارة الأفريقية تنبض بمقومات غير مسبوقة للنمو رغم تحديات المرحلة الراهنة، وذخرها فرص الاستثمار الواعدة التي تلبي الاحتياجات الحقيقية لشعوب المنطقة شريطة أن يتحلى القطاع الخاص بروح الإقدام والقدرة على تجاوز المخاطر وحشد والخبرات والموارد المتوفرة دوليًا لزيادة كفاءة المنظومة الاقتصادية بصفة مستديمة وتعزيز المركز التنافسي لأفريقيا على الخريطة الاقتصاد العالمي.
وأوضح هيكل في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «القارة الأفريقية لديها فجوة تقدر بنحو 93 مليار دولار سنويًا بحجم الإنفاق على مشروعات البنية الأساسية، وذلك في حد ذاته يطرح فرصًا استثنائية بجميع المقاييس، ناهيك بأن القارة الأفريقية في طريقها لتصبح أكبر مركز للقوى العاملة حول العالم خلال العقود المقبلة بفضل التركيبة السكانية الفريدة التي تمثل حاليًا كتلة استهلاكية ضخمة تتجاوز المليار نسمة تقريبًا، بينما تحتوي أفريقيا على سبع دول من بين الاقتصادات العشرة الأسرع نموًا حول العالم».
ويمثل قطاع النقل أهمية كبيرة لشركة «القلعة» في أفريقيا، وهو ما ظهر جليًا في إنشاء شركة «ريفت فالي» التي تمتلك امتيازًا حصريًا مدته 25 عامًا لإدارة شبكة السكك الحديدية في كينيا وأوغندا، والتي تربط بين ميناء مومباسا على المحيط الهندي بكينيا والعاصمة الأوغندية كامبالا بطول 2.352 كلم مرورًا بالمناطق الداخلية في كل من كينيا وأوغندا، فضلاً عن إنشاء شركة «نايل لوجيستيكس» التي تهتم بمشروعات النقل النهري في مصر والسودان وجنوب السودان.
وأوضح كريم صادق العضو المنتدب لاستثمارات «القلعة» بقطاع النقل أن استراتيجية الاستثمار التي تتبناها «القلعة» تتبلور في توظيف المقومات الداعمة لمستقبل النمو الاقتصادي في أفريقيا، من التحرير التدريجي لقطاع الطاقة وتزايد الحاجة إلى تطوير شبكات البنية الأساسية لمواكبة النمو السكاني السريع، إلى جانب المميزات التصديرية التي تحظى بها أسواق القارة الأفريقية.



الانتخابات الرئاسية اللبنانية تحفز سندات اليوروبوندز لتحقيق مكاسب قياسية

رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

الانتخابات الرئاسية اللبنانية تحفز سندات اليوروبوندز لتحقيق مكاسب قياسية

رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)

مع ترقب لبنان الرسمي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتوجَّه الأنظار بشكل متزايد نحو سوق سندات اليوروبوندز، التي تُعدّ من أبرز المؤشرات التي تراقبها الأسواق والمستثمرون لقياس آفاق الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلاد. ويزداد الاهتمام بهذه السندات في ضوء التوقعات التي تشير إلى أن انتخاب رئيس جديد قد يكون له تأثير مباشر في تحسين الوضع المالي والنقدي للبنان، مما يسهم في تقليص المخاطر المرتبطة بالدين العام ويحفِّز تدفقات الاستثمار.

ويوم الأربعاء، شهدت السندات السيادية الدولارية للبنان ارتفاعاً لليوم الخامس على التوالي، مدعومة بتفاؤل المستثمرين بانتخاب رئيس للجمهورية. وقد دفع هذا الارتفاع السندات لتحقيق زيادة تصل إلى 15 في المائة في الأيام الأولى من عام 2025، لتكون بذلك الأعلى بين نظيراتها في الأسواق الناشئة.

وتشير هذه التطورات إلى عائد بلغ 114 في المائة لحاملي السندات العام الماضي، وهو أيضاً الأضخم ضمن فئة الأصول.

وفي مذكرة له يوم الأربعاء، قال فاروق سوسة، المحلل في «غولدمان ساكس»، إن الانتخابات قد تمثل «خطوة أولى حاسمة نحو معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية العاجلة التي تواجهها البلاد». وأضاف: «نحن متفائلون بحذر بأن التصويت قد يسفر عن اختيار مرشح ناجح، مما يسهم في إنهاء الفراغ الرئاسي».

يشار إلى أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة منذ تخلفه عن سداد ديونه في عام 2020؛ ما أدى إلى تفاقم التحديات السياسية والاجتماعية في البلاد. ومع استمرار حالة الجمود السياسي، تبرز أهمية انتخاب إدارة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، لا سيما تلك المرتبطة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يمكن أن يفتح الباب أمام مليارات الدولارات لدعم عملية إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي. يأتي ذلك أيضاً في ظل معاناة القطاع المصرفي المتضرر بشدة، وغياب أي تقدم في إعادة هيكلة الدين العام أو توحيد القطاع المصرفي، مما يجعل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية ضرورة ملحّة لاستعادة ثقة المستثمرين والمجتمع الدولي.